السيناريو الشبه كامل للانتخابات الرئاسية وموعد حصولها ومن هو الأكثر حظا فيه

بقلم ناجي أمهز

منذ بدا الاستحقاق الرئاسي وكما جرت العادة، هناك من يسال، كوني نجحت مرات ومرات برسم وتوضيح بعض المعالم للكثير من الاستحقاقات الداخلية، والعارفين ببواطن الأمور يعلمون بأني أمتلك “انتنات” شبيهة بتلك التي يملكها وليد بيك جنبلاط، إنما الفارق، بأن وليد بيك يمتلك المال والنفوذ وأنا لا أملك إلا رحمة الله.

لا ويغيب عن الرأي العام اللبناني، أن اسم الوزير سليمان بيك فرنجية هو المطروح جديا وبقوة على المستوى الداخلي، لما يتمتع فيه من مناقبية أخلاقية عالية ووطنية مشهود لها، واحترام الجميع له بما فيهم خصومه، وخاصة بعد المصالحة الشهيرة التي أقدم عليها، من أجل إنهاء حقبة مؤلمة من تاريخ لبنان، حيث نظرت النخبة المارونية وغيرها، بالكثير من الإعجاب والامتنان، لهذا العمل النبيل، والتعالي عن الجراح لإغلاق صفحة الماضي من أجل الجيل الجديد، كي ينطلق بأمان بعيد عن ذاك الإرث الذي لن تنتهي أو تتوقف تداعياته، إلا بحال كان الشخص بحجم الوطن وسليمان بيك فرنجية هو ذاك الشخص الذي فعله بحجم الوطن لأنه تنازل عن الكثير الكثير من أجل الوطن.

ولا يختلف اثنان عن المصداقية والشفافية التي يتمتع فيها الوزير فرنجية، فهو ثابت كجبال صنين على مواقفه، يرفض أن يبيع أو يشتري بالسياسة أو أن يكون بهلوان على حبالها، كما حال الكثير من السياسيين اللبنانيين، لذلك موقف الوزير فرنجية موقف، وهو الخط العروبي، إضافة أن حليف سليمان بيك هو حليف، ومن هنا فإن تحالفه ثابت مع حزب الله وهو الذي قال علنا سيأتي يوما يحسدوننا عليه أننا عشنا في زمن السيد نصر الله.

وهذه ليست المرة الأولى التي يكون فيها اسم الوزير فرنجية مطروحا للرئاسة بل هي المرة الثالثة، وفي الانتخابات الرئاسية السابقة كان الأوفر حظا والأقرب إلى كرسي بعبدا من الجنرال ميشال عون، وخاصة أن الجميع كانوا يؤيدون وصلوه بما فيهم الرئيس سعد الحريري، لكن الذي أنتج فارق هو موقف الحزب الذي تعهد بدعم الجنرال عون صاحب أكبر كتلة نيابية مسيحية، إضافة أن الوزير سليمان فرنجية لم يلتحق بالنظام العالمي، بينما الجنرال ميشال عون رجل له علاقاته الدولية وصداقاته التي تمتد من فرنسا التي نفي إليها إلى أمريكا التي اجتمعت من أجله لتبني القرار 1559.

وهذه المقدمة لا تعني بان الوزير باسيل هو الأوفر حظا، وأنه يمكن استنساخ التجربة وتكرار التاريخ، فالحزب لن يتراجع عن دعم الوزير سليمان بيك فرنجية إلى الرئاسة حتى يعلن الوزير فرنجية نفسه أنه غير مرشح، وحسب ما يقال إن الوزير باسيل يدرك أنه غير مرشح لرئاسة الجمهورية، وان أكثرية عواصم القرار الغربية والعربية، تؤيد وصول قائد الجيش الجنرال جوزف عون إلى سدة الرئاسة، وخاصة أن الجنرال عون نجح نجاح قل نظيره في إدارة المؤسسة العسكرية والحفاظ عليها وعلى الامن والاستقرار في البلد وفي أصعب الظروف رغم الأزمة والسنين السبع العجاف الذين مروا على لبنان، كما أنه يسجل للجنرال عون احترامه واهتمامه وحرصه الشديد بحقوق الإنسان، مما يجعله أمام النخبة العالمية مثالا يحتذى ورجل دولة وشخصية قيادية من الطراز الرفيع.

ويقال إن ما يقوم به الوزير باسيل، من محاولة الضغط على الحزب، وإعلانه عدم السير بتسمية الوزير فرنجية، هو امر طبيعي للغاية، فالوزير باسيل، بإعلانه عدم السير بتسمية الوزير فرنجية، هو يعلن تمايزه عن مواقف الحزب وأنه غير ملزم بما يلزم الحزب نفسه، ويبعث برسائل إلى عواصم القرار أنه يمكن التفاوض معه بعيدا عن مواقف الحزب، ولا شك أن هذا الأمر ترحب به وتشجع عليه عواصم القرار السياسية كونه يضعف بصورة مباشرة أو غير مباشرة موقف الحزب في معركة الرئاسة وغيرها، والجميع يعرف أن الوزير باسيل لن يتنازل عن هذه الفرصة الذهبية، فإنه بحال لم يصل إلى الرئاسة فإنه سيفرض شروطه كي ينال الحصة الأكبر وزاريا وفي وظائف الدرجة الأولى، مما يسمح له بالاستمرار بالحكم أو أن يكون رئيس الظل للبلد، وخاصة أن الوزير باسيل يريد تثبيت دعائمه ودعائم التيار الوطني الحر بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.

إضافة أن تحرك الوزير باسيل اتجاه فرنسا ثم قطر في هذا التوقيت لرفع العقوبات الأمريكية عنه، هو نتيجة دراسة عميقة ودقيقة لكافة النتائج والفعل وردة الفعل وكيف تقرأ أمريكا والحزب هذا التحرك، حتما الحزب لن يقرأ في تحرك باسيل بأنه قد يفاوض لرفع العقوبات عنه، مع العلم بان أمريكا تنظر إلى التباعد بين مواقف الحزب وباسيل، على أنه إشارة من الوزير باسيل، بان جميع الأمور مطروحة للبحث، خاصة بعد التأكد بأنه لا يمكن وصول اي شخص إلى سدة الرئاسة اللبنانية دون موافقة امريكية.

أما بقية المكون الماروني السياسي، والذي يعرف أنه خارج سباق الرئاسة فإنه بمكان ما لن يعترض عن التأجيل بانتخاب رئيس ربما يتغير الأمر وتصبح لديه بعض الحظوظ، مع العلم بان المرشح للرئاسة النائب معوض، سيعلن انسحابه من سباق الترشح للرئاسة، بعد أن أصبح موقف عواصم القرار واضحا بان الأوفر حظا هو الجنرال جوزف عون.

وأمام هذه القراءة يظهر أن المكون الماروني السياسي على اختلاف توجهاته، هو مع التأجيل إلى أن تنضج كافة الأمور، وتتضح معالم تسوية ما، من وجهة نظرهم تحفظ توازن جميع الأحزاب والشخصيات المارونية، وتضمن توزيع الحقائب والمناصب.

لذلك فإن التأجيل سيبقى سيد الموقف، بين أخذ ورد حتى نهاية الفصل الأخير من العام القادم 2023، وخاصة أن عامل التنقيب واستخراج الغاز، يعقد الأمور كثيرا كونه يحتاج إلى توازن داخلي وإقليمي ودولي دقيق للغاية، وللرئيس القادم دور هام في هذا الأمر.

لذلك الكلمة الفصل في الانتخابات أولا وأخيرا هي للموارنة بحال أنهم اتفقوا فيما بينهم، أما على صعيد التوازن الإقليمي والدولي فإن الموقف الأمريكي هو الأساس حيث يتبناه كافة حلفاء أمريكا وتحديدا العرب، مع علم الجميع بأنه لا يمكن أن يكون هناك رئيس لا توافق عليه المقاومة، مهما كانت الظروف والتحديات والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، محليا أو إقليميا وعالميا.

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …