هذه وصية الأسطورة صباح قبل رحيلها باسبوع لـ جهاد أيوب

 

الشحرورة : أنا هوية بالفن ولم أكن مجرد فنانة عابرة

 

# أخر الكلام المباح من الأسطورة صباح
# رفضت المساكنة مع رشدي اباظة وفرضت الزواج منه
# أعطاني الرب الكثير وكنت واسطته في إيصال المال إلى الناس
# لم أحرم نفسي من شيء وعشت حياتي بسعادة واشبعت روحي ونفسي من نعمه
# لم اعش عالة على أحد ولو كنت كذلك لتمنيت الموت فوراً
# محمد عبد الوهاب منعنا أنا وفايزة  أحمد من ممارسة الجنس
# فريد الاطرش أمير وتزوجت يجدي أباظة نكاية بالنساء

 

 

حاورها ||جهاد أيوب

قبيل رحيلها بأيام، وما أن انتهيت من حوارات يوم عيد ميلاد الأسطورة صباح الأخير عبر أكثر من وسيلة إعلامية كان ختامها مسكاً مع الزميلة هلا حداد في “صوت فان”، قررنا معاً أن نذهب إلى مقر الأسطورة صباح في فندق “برازيليا” في بعبدا لنشارك كل من السيدة كلودا عقل والإعلامية المخضرمة جان دارك والسيدة إيدا بكري الاحتفال البسيط بعيد الإمبراطورة رئيسة الفن والأنسنة…
وفي حضرة الأسطورة تنعم بكونها من لحم ودم، كانت حقيقة لكن الأجيال المقبلة لن تصدق ما كتب وقيل عنها، في حضرة سيدة السيدات الصبوحة كما تحب أن تلقب يختزل الوقت، وتصبح الحكاية إنسانة فنانة معطاء، لها بريق الشمس وتعب السنين وابتسامة تعرف سر غزل القمر في قصائد الشعراء، ومعنى أن تعيش دون كلل لا أن تعيش تكملة عدد وعالة على غيرها!!
هي صباح بكل تواضعها، ترقد على سرير يفرح بكونها تجالسه وتسامره ويتنشق عطرها الفواح مبتسمة رغم الألم، سعيدة برؤية الأصدقاء مهما كان عددهم، معتزة بما صنعت، وفخورة بهويتها ومجدها وتواضعها، هي ملكة في محرابها الفني حيث لا يتجرأ الاّخر من النيل منه، وهي أميرة عرفت مكامن الضعف عند من تعاملت معهم فلم تستغلهم بل ساندتهم حتى طعنوها وخانوها ولم تحقد عليهم، وأوجدت لهم التبريرات، وهي صديقة صدوقة تبادر ولا تنتظر الرد، وهي امرأة عاشقة صنعت حلمها، وتزوجت من أحبت، وهجرت من لعب في حبها، وطلقت بإرادتها دون التفات إلى الخلف، وهي مواطنة عربية متعصبة من لبنان، قدمت مجهودها المالي والفني لجيش مصر حينما لم يطلب منها بل الواجب فرض فعلتها، ونزلت إلى أرض المعركة دعما لجيش وطنها لبنان، وحملت رايات سورية والكويت وكل الأقطار العربية فخراً وثقة وشمعة!!
هذه صباح التي نزعت عنها جانت فغالي وأرسلتها إلى الموت لتبقى صباح حتى اللحظات الأخيرة من مشاهدتنا لها ورغم تراكم سنوات التجربة والعمر والإعلام مشرقة تعشق الضوء، ولم تتعب من أي سؤال يطرح عليها كما لو كانت منطلقة منذ برهة، ورغم تواضع حالتها الصحية إلا أنها في هذا اللقاء السريع وليس حواراً  كانت معطاء ونحن كنا نسعى إلى عدم أتعابها، ندرك أوجاعها وفرحها معاً، نعرف المها وبسمتها السحرية، نشعر بجهودها كي تخبرنا تفرحنا وتناقشنا، ومع ذلك كنا نخجل من كرم بوحها وحينما نصمت تعاود فتح الحوار وتفرض علينا خبرياتها الجديدة……وفي هذا الحوار الذي فرضته هي وبذكاء على قطفنا الرأي وخميرة التجربة والفكر والذاكرة والذهن الحاضر، وإن وقعنا في خطأ تكرمت وبسرعة إلى تصحيحه خاصة في أسماء شعراء وملحنين تعاملت معهم…صباح هنا كعهدنا بها فقط أرادت أن تبوح فكان هذا البوح:
–  “يسلملي قميصك الحلو أستاذ، شفتك عالـ ( OTV ) عم تحكي عني كثير حلو، بس أنا بشكرك من قلبي (التفتت إلى الزميلة هلا حداد قائلة) ست هلا منورة، ليش مغيري قصة شعرك؟ كل شي بيلبقلك..”.
ردت هلا قائلة: ” مش معقول سرعة بديهتك، وملاحظتك في مكانها، الكل لم يتنبه إلى ذلك، وأنت بسرعة البرق عرفت قصة شعري الجديدة مع أنني منذ شهور لم اشاهدك ولم التق بك.. فلاً اسطورة”.
قلت أنا كاتب هذه السطور : تسلمي يا ست الكل، اليوم النشاط رافقنا لأننا نتحدث عنك، من يقترب من صباح تشرق عليه الشمس أو يحترق لنورها، ومن يهجرك تغيب عنه الشمس..
– ابتسمت بنعومة وقالت:” أخاف تكون أخر مرة بشوفكم فيها، يمكن يكون أخر عيد ميلاد لي تحتفلون به في حياتي ..إحساسي هيك بقول”!!

#الموت حق
* الله يطول بعمرك تستأهلين الحياة، العمر يليق بك، وكل عمرك تعيشين من هم من حولك، ومن يطرق بابك، لا داع لهذا الكلام، نحن الأن سعداء بك، انت نعمة..
–  الموت حق وأنا لا اخافه، والرب أعطاني أكثر مما أستحق، أغدق عليّ المال الكثير، وتمتعت به، ولم أحرم نفسي من شيء، عشت حياتي بسعادة، وأشبعت روحي ونفسي من نعم الرب..
* تستحقين ذلك، فكرمك كان حاتمياً.
–  (ترد ضاحكة) أعطاني الله الكثير خاصة من المال الوفير، كنت أصرفه وما يتبقى منه أعتقد ليس لي بل للناس، لذلك كنت أعطي المال لكل من يطرق بابي، فما تبقى من مال معي هو لهم وليس لي، كنت الواسطة في إيصال المال للناس..
* هل أصبت بداء الندم على هذا الكرم بعد أن توقفت عن العمل؟
–  اعوذ بالله، العطاء عندي موهبة كموهبة الغناء، لا أنام إذا لم أكرم من هم من حولي فكيف إذا احتاجني الناس، كلما أعطيت كلما زاد كرم الله عليّ..
على فكرة قد أكون الفنانة الوحيدة التي لم تتوقف عن العمل، فقط مرضي في السنوات الأخيرة أعاق حركتي ونشاطي، ومع ذلك كنت أقوم بتسجيل سهرات تلفزيونية كثيرة…..نشاطي لم يتوقف على عكس غيري.
* الم ترهقين من تكرار الأسئلة، فكل ما يجول في خاطر الإعلامي تم طرحه عليك؟
–  حينما أقف أمام أي صحافي أشعر بأنني في بداية المشوار، كما كنت احترم الصحافة والكاميرا وكل من يعمل من حولي… أذكر أنني كنت ادفع ثمن صور الفرقة التي تعمل معي، وأدخل غرفهم لأطمئن عليهم، وكنت وفية معهم إذا طلبوا مني أي طلب… بصراحة بحثت عن السعادة ووجدتها ووزعتها على من حولي..

#هذه وصيتي وهذا ما أقول

* ماذا تقولين اليوم في عيدك، وما توصينا؟
–  أولاً، أحمد الرب أنني لم أكن عالة على أحد، ولو كنت كذلك لتمنيت الموت، عشت وأنا أصرف على صباح وعلى غير صباح، كما لا أقول أي شيء لـ صباح، أنا عشت بهناء، صنعت فني وحافظت عليه، ونشرته في العالم، كنت هوية وبصمة، ولم أكن مجرد ظاهرة عابرة، كان فني هو الأول، خدمته فخدمني، وأمنت برب الكون فأكرمني، صنعت السعادة التي كانت كأبة، حاربت الحزن فتفوقت عليه من خلال ضحكتي والتطنيش..
ثانياً، وصيتي لكم بالمحافظة على الوطن، ولا تسمح لأحد بان يكتب ضد الجيش اللبناني، وضد وديع الصافي، وضد فيروز.. “هون شو بحبوا يشوهوا الصور الحلوة”.
ثالثاً، إذا توفيت غنوا وارقصوا، وارتدوا الأبيض، لا أحب الأسود.
* الله يطول بعمرك، لماذا تعودين إلى الحديث عن الموت؟
– قولكم لو متت رح يمشي بجنازتي أحد؟ يمكن رح تنسوني بسرعة!!
* أنت محبة لكل الناس، وفنك مفخرة، ووطنيتك تشرف الجميع، لماذا هذا الكلام؟
–  كنت هوية في الفن مش مجرد فنانة عابرة، أم كلثوم كانت تقول عني بحُب أجمل الكلام، ووقفت بجانبي، وحينما تظاهرت ضدي بعض الفنانات في مصر غضبت منهن، ولجمتهن، أم كلثوم خسارة كبيرة.

#عبد الوهاب وفريد
* ماذا عن عبد الوهاب؟
–  محمد عبد الوهاب هو الصبر والاتزان والألحان الحلوة، يجلس في الاستديو حافياً ولا يعرف ماذا يحدث خارجاً، همه عمله، وكان ملكاً، و ذات يوم كنت أسجل أغنية له وكانت تسجل الراحلة والطيبة فايزة أحمد أغنية له أيضاً،  وقبل التسجيل طلب منا عدم ممارسة الجنس مع أزواجنا لأن الجنس قبل التسجيل يتعب الحنجرة، فأتيت أنا وسجلت بإتقان وكما هو يريد، وحينما بدأت فايزة بالتسجل صرخ في وجهها وطردها من الاستديو لأنها لم تعمل كما طلب منها، فبكت فايزة، وبعد نصف ساعة جاءته تعتذر فحضنها وعاود يشرح لها سبب غضبه، فايزة كانت تمتلك صوتاً ساحراً.
# ماذا كان يقول عبد الوهاب عنك؟
– اذكر عبد الوهاب قال لي أنه يحب كل ما اغنيه لأن في اغنياتي حكاية وقصة ناعمة وشعبية، يكفي أنه لحن باللهجة اللبنانية من أجلي.
* وماذا عن فريد الأطرش؟
–  أمير، ولا يوجد بكرمه على الأرض، كان يغار من الأغنية الناجحة حتى لو هو من لحنها، أشتاق إليه وإلى رشدي أباظة.
* الحديث عن رشدي يطول، ماذا عنه؟
–  سأقولها لأول مرة، أنا تزوجت رشدي نكاية بكل النساء المعجبات به، كان ساحر النساء متزوجات ومطلقات وعازبات، كنا  نصور فيلماً في صيدا، طلب مني المساكنة فكان شرطي الزواج الرسمي بعد أن أخبرني بطلاقه من سامية، وبعدم سعادته معها، رفضت المساكنة ولن أكون مجرد رقم في سريره، ووافق على الفور، وكان أقصر زواج، واستمر في حبه لي حتى لحظة مماته، وأخر ما نطق به قبل رحيله بدقائق :”صباح”، أنا من فرض الزواج والطلاق من رشدي.

ملاحظة لا بد منها: ” شعرنا بتعب الصبوحة، والصديقة كلودا تطل من وقت لاّخر لتلمح أن الصبوحة بحاجة إلى الراحة، وأقولها بفخر أنا الإعلامي والصديق الوحيد منذ أكثر من خمس سنوات أجالس السيدة صباح منفرداً ولا يجلس معنا أحد من اقاربها على عكس أخرين كثر لفقوا الكلام عن لسانها بعد رحيلها بدقائق”!!

هذا أخر كلام الاسطورة صباح نقلته بأمانة…أنا جهاد أيوب

شاهد أيضاً

منتدى الأمن العالمي ٢٠٢٤ يشهد دعوات لتعضيد الوحدة الإفريقية

الرئيس الروانديّ يؤكد أن الاستثمار في الشعوب هو حجر الزاوية في الوحدة رئيس مفوضية الاتحاد …