رحل سعيد الصباح وبقي الحديث مستمراً

كمال ذبيان 

 

يرحل الاصدقاء، ونفقد الزملاء، ونخسر الرفقاء، فيتناقصون واحداً تلو الآخر، وبمسافات زمنية قريبة.

مات صديقي سعيد الصبّاح، الاديب، والمثقف السياسي، والحاضر في كل الساحات النضالية، والمناسبات الفكرية.

سبقه الزميل ذو الفقار قبيسي، قبل حوالى ثلاثة اشهر، وهو الواسع المعرفة، المطلع على كل القضايا، والملم بجدارة بالاقتصاد.

وقبلهما توفي كثيرون، في السنوات القريبة، فباتت الكراسي فارغة في بعض مقاهي الحمراء التي كنا نرتادها، فنمر في الشارع ولا نلتقي بهم.

هذا الشارع الذي جذب اهتمام العالم، لانه ملجأ السياسيين، ومرتع المثقفين، ومكان الاعلاميين، وفيه دور السينما والمسرح، واشهر المطاعم والحانات، وعلى رصيفه حصلت عملية “الويمبي”، التي نفذها المقاوم القومي الاجتماعي خالد علوان، فقتل ضباطاً وجنوداً للعدو الاسرائيلي.

وسعيد الصباح، لم يغادر الشارع، ولم يترك الرصيف، ولم يشغر كرسيه في المقهى، انه توأم منطقة الحمراء، التي يأتيها من رأس النبع حيث يسكن، متأبطاً حقيبته، الملأى بالصحف والمجلات والكتب، فكانت الصحيفة زميلته، وقد كتب في العديد من الصحف، واسس لجنة للعالم حسن كامل الصباح، قريبه واصدر عنه كتاباً، كما عن النبطية مدينته ومسقط رأسه.

كنت شبه مياوم على الالتقاء بالراحل سعيد الصباح نهاراً، وكان الهاتف واسطتنا ليلاً، حيث كان التواصل معه بشكل دائم، حتى بعد دخوله الى المستشفى منذ اكثر من عام ونصف العام، ولم يتخلف سعيد عن الاتصال بي، لتبادل الحديث عما يدور في لبنان، كما في سوريا وفلسطين والعالم العربي، فلم ينقطع بيننا حتى ايام من وفاته.

انه زمن الرحيل، لجيل نشأ على القراءة، وتمرّس بالكتابة، وخاض نضالات طالبية ونقابية وسياسية، وابقى الذاكرة للقضية المركزية فلسطين، التي يسطّر شعبها اروع البطولات، وشبابها يوقظون العالم، ان فلسطين ليست “اسرائيل” فهي الكيان الزائل في حرب الوجود معها.

ترحل يا سعيد ويبقى الحديث مستمراً معك.

شاهد أيضاً

“المؤتمر الشعبي اللبناني” في الشوف زار مستوصف بلدة حلبا في محافظة عكار

زار وفد من “المؤتمر الشعبي اللبناني” فيالشوف  و“المجلس الشعبي” في إقليمالخروب محافظة عكّار، حيث استقبله …