” سعيد الصبّاح : نورُ الفكر المقاوم “

بقلم : عباس وهبي

رحل الخال و في رحيله ألف دمعةٍ و دمعة وألفُ وردةٍ و وردة ، سعيد تاريخٌ عابقٌ بشذى الفكر والأدب والشعر ، وليس هذا فحسبُ فحياته رسمت سيرةَ ماردٍ مقاوم ، ومناضل عنيدٍ من أجل العروبة وفلسطين ومن أجل لبنان العربي الديمقراطي ، لا بل كان كالشوكةِ المسنّنة في عين أعداء الأمة ، وراح يطيرُ على جناح الفكر إلى ملكوت الصفوة رافعاً راية الحق . كان كالنبعِ الذي ينفجرُ من رعد الحماسة و زئير المقاومين الشجعان .
لقد كان مفتّشاً في الضمان الصحي الاجتماعي ، وكان إعلامياً شهدت له الصحف والمجلات عشرات المقالات السياسية ، وحدّث بلا حرج عن مؤلفاته المتنوعة ومنها طرائف نباطانية ، وعدة مؤلفات اختصت بسيرة واختراعات العالم المخترع حسن كامل الصباح وغيرها ، وكيف لا وهو من أسّس هذه اللجنة مع ابن أخته الدكتور كمال وهبي من أجل تكريم من يستحق التكريم ، وها أنا أحمل شرف هذا المشعل مكمّلاً للدرب… أبو أحمد هو ذلك الظريف الذي لا ينفكّ عن المزاح وابتكار الطرائف المقرونة بضحكته التي لم تغب حتى وفاته … رحلت يا خالي ورأيت وجهك اليوم صامتاً كالصخر وعيناك متسمرتان في هذا القدر اللعين . هكذا نتحول إلى مادةٍ
صامتةٍ قاسية تمنع البسمة وولادة الفكرة و حتّى نسمة الهمسة !
رحل النباطيُ العاملي ابن أحمد الصبّاح الذي لقبه كامل بك الأسعد الجد ب”أبو النصر ” نظراً لشجاعته النادرة ، هذه الشجاعة التي ورثها الخال سعيد متحلياً بوفاء لعقيدته التي استمرّ باذلاً من أجلها حتى آخر نفس…
إنه صاحب الذاكرة الذهبية التي اختزنت معظم الأحداث التاريخية وحتى الاجتماعية ، وبالتفصيل الدقيق !
لقد استطاع التكيف والدخول إلى عالم المعلوماتية وفي عمرٍ متقدم ، فكان دائماً حاضراً حتى على فراش المرض والموت ….
نعم إنّ الموتَ سحابةٌ سوداء وكوكبٌ من الحزن ، و قاهرُ الوجود . هكذا ترجّل الفارس العروبي البعثي عن صهوةِ الشمس ومضى مع الغروب على حين غرّة
فصاحت حسرةٌ في البال والوجدان وداعاً
يا مشعل الأحرار ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون …

شاهد أيضاً

مناقشة سبل تعزيز التعاون بين جامعة إب اليمنية وكاك بنك

حميد الطاهري  عقد اليوم بجامعة إب”وسط اليمن ” إجتماعا لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين …