🔹أربع شهادات أكاديميّة تتنبّأ بزَوالٍ وشيكٍ لدولة إسرائيل..

و”عرين الأسود” ستُسَرِّع من وَتيرةِ الانهِيار وزيادة الهِجرة المُعاكسة المُتصاعدة.. ولهذه الأسباب اشترت السّلطة مِروحيّتين بمُوافقةٍ إسرائيليّة؟*

*عبد الباري عطوان*

زميلة صحافية تعمل في برلين، قالت لي في دردشة هاتفية معها، ان الظاهرة اللافتة للنظر في العاصمة الألمانية هذه الأيام تتمثل في وجود مئات الإسرائيليين الذين هاجروا الى المانيا في الأشهر الأخيرة، واختاروا ملاذا جديدا هربا من الأوضاع الأمنية والمعيشية المتدهورة في فلسطين المحتلة، وأكدت ان الغالبية العظمى من هؤلاء يصبون جام غضبهم على الحركة الصهيونية التي خدعت آبائهم واجدادهم، وسوقت لهم أُكذوبة أرض الميعاد.

اقوال الزميلة هذه جاءت قبل سطوع نجم مجموعة “عرين الأسود” التي تتخذ من مدينتي نابلس وجنين مسرحا لعملياتها، ونفذت أكثر من 34 هجوما بالرصاص الحي في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، وقد يرتفع الرقم الى الضعفين في شهر تشرين اول (أكتوبر) الحالي.

اليوم الاحد أعلنت المجموعة عن إغتيال قوات الاحتلال الشاب تامر الكيلاني أحد قادتها بعبوة ناسفة جرى لصقها بدراجة نارية جرى تفجيرها عن بعد أثناء مروره بجانبها في احد شوارع المدينة القديمة في نابلس، وتعهدت بالثأر لدماء شهيدها، وقطعا ستفي بتعهداتها في أسرع وقت ممكن.

في المقابل أقدم شاب على طعن مستوطن إسرائيلي اصابته خطيرة في القدس المحتلة، واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة ثلاثة جنود بالرصاص خلال اشتباكات مع شبان فلسطينيين في مخيم شعفاط مسقط رأس، والحاضنة الوطنية للشهيد عدي التميمي، منفذ عملية الحاجز الذي استشهد في هجومه الثاني على مستوطنة معاليه ادوميم، وظل يطلق النار من مسدسه رغم وابل الرصاص على جسده الطاهر، وحتى الرصاصة الأخيرة، ليصبح رمزا للفداء والتضحية لآلاف الشباب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ومختلف انحاء العالم.
اتفاقات أوسلو سقطت بقرار الشباب المقاومين في الضفة وعملياتهم ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه المدججين بالسلاح، وليس بقرار المجلس المركزي او السلطة في رام الله، فالضفة الغربية ومدنها ومخيماتها تحولت الى غابة سلاح وعرين للأسود فعلا، وباتت فلسطين كلها امام صحوة جديدة تختلف عن جميع صحواتها السابقة لنوعيتها.

هذه المقاومة الشبابية أسقطت أخطر وأكبر اختراع يهودي اسمه السلطة الفلسطينية، وكل ما تفرع عنها من أدوات التواطؤ والخنوع والأكاذيب المسمومة مثل التنسيق الأمني، وحل الدولتين، ووهم المجتمع الدولي، والقائمة تطول.
موافقة دولة الاحتلال على شراء السلطة وقيادتها لطائرتين عموديتين (هيلوكبتر) لم يكن بهدف تسهيل تحرك القيادة وانما لسببين رئيسيين:

أولا: اتساع دائرة الانتفاضة المسلحة، وغضب الأسود وعرينها من السلطة التي تعمل على خدمة الاحتلال وتسهيل قواتها الأمنية إغتيال المقاومين من خلال تقديم المعلومات عن هوياتهم وأماكن وجودهم، وكل هذا يعني ان تحرك هؤلاء القادة بالسيارات المصفحة من مكان لآخر لم يعد آمنا.

ثانيا: ان هذه الطائرات المروحية ستكون الطريق الأسرع والأكثر أمنا، للهرب من رام الله عندما تقتحم الأسود المقاطعة، تماما مثلما اقتحمت حركة طالبان قصر الرئيس اشرف غني، وهروبه الى مطار كابول واستقلال طائرته الى أبو ظبي، ومعه صناديق الدولارات والذهب.

***
*حديث الزميلة الألمانية عن هروب المئات، وربما الآلاف من الإسرائيليين من الأرض المحتلة الى المانيا، وتزايد معدلاته بعد العمليات الفدائية الأربع في بئر السبع وتل ابيب والخضيرة، ثم صعود جماعة “عرين الأسود” كلها دفعتني الى البحث سريعا عن هذه الظاهرة، ويمكن تلخيص ما توصلت اليه من معلومات موثقة في النقاط التالية:*

البروفيسور مارتين فان كارفيلد أستاذ العلوم العسكرية في الجامعة العبرية أكد في تقرير له ان تدهور الجيش الإسرائيلي بدأ من الرأس الى القاع بسبب تفشي ظاهرة إدمان المخدرات والتجارة فيها، وبيع الجنود لأسلحتهم لفصائل المقاومة للحصول على المال وزيادة الهجرة، وختم بالقول “هذا الصراع مع الفلسطينيين خاسر وسينتهي بنهاية دولة إسرائيل”.

ثانيا: كشفت وزارة الاستيعاب الإسرائيلية في دراسة لها ان 720 الف إسرائيلي غادروا فلسطين المحتلة حتى مطلع العام الماضي 2021، وهذا الرقم مرشح للارتفاع مع ضرب المقاومة للأمن القومي الإسرائيلي بالصواريخ والرصاص الحي، وتنبأ المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس انه خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون، وسيصبح اليهود أقلية، اما مطاردون او مقاولين وصاحب الحظ من يتمكن من الهروب الى أوروبا وامريكا.

ثالثا: نشر ابراهام بورغ رئيس الكنيست ووزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق مقال في صحيفة “واشنطن بوست” اكد فيه “ان إسرائيل على حافة نهاية الحلم الصهيوني وتتجه نحو الخراب”، ودعا الإسرائيليين الى امتلاك جواز سفر آخر، وقال “انا نفسي أملك جواز سفر فرنسيا”.

رابعا: كان الصحافي الإسرائيلي آري شافيط الأكثر وضوحا في حديثه الصريح حول هذه الظاهرة في مقال نشره في “هآرتس” تحت عنوان “إسرائيل تلفظ أنفاسها” قال فيه “اجتزنا نقطة اللاعودة”، وأضاف “الإسرائيليون عندما جاءوا الى فلسطيني يدركون انهم حصيلة كذبة اخترعتها الحركة الصهيونية تحت اسم ارض الميعاد استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ من خلال إستخدام المحرقة وتضخيمها وان الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب الى حمل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والأوروبيين، حتى بات وحشا نوويا”، واختتم بالقول “ان الإسرائيليين يدركون ان لا مستقبل لهم في فلسطين فهي ليست ارض بلا شعب”.

***
اكبر خطيئة ارتكبتها منظمة التحرير وسلطة أوسلو هي اتفاقات أوسلو، واكبر خيانة كانت التنسيق الأمني، وتجريم المقاومة لتحرير الأرض ورفع كلفة الاحتلال مما أدى الى “تجميد” القضية الفلسطينية لما يقرب من الثلاثين عاما، وإطالة عمر الاحتلال بالتالي وتضخم عدد مستوطنيه، وتعاظم غطرسته ومجازره.
الآن نحن نعيش مرحلة جديدة عنوانها الأبرز عودة ثقافة المقاومة بشكل أقوى وأكثر فاعلية، على أيدي جماعات “عرين الأسود” في القدس وجنين ونابلس وقريبا في الخليل وباقي الضفة الغربية، ولا ننسى أسود قطاع غزة وصواريخهم في هذه العجالة، فلسطين عائدة بقوة وستنطلق من ثنايا مقاومتها نهاية دولة الاحتلال، وعملية التغيير في المنطقة العربية بأسرها.. والأيام بيننا…

شاهد أيضاً

عن “الجماعة الإسلامية” ودعم فلسطين وخيار المقا ومة

كتب قاسم قصير : يستغرب بعض الكتاب والمحللين والإعلاميين ان تأخذ الجماعة الإسلامية في لبنان …