خوري لـ”المدن”: لا مشكلة بتراجع تصنيف “الأميركية”..والنادي العلماني بوجهين

لم يتظاهر أكثر من خمسين طالباً، ومن جهة واحدة، عندما تقرر دفع الأقساط بالدولار 

وليد حسين 
رغم محاولة إخفاء القلق البادي على محيّاه، حيال تراجع تصنيف جامعته في مؤشرات التايمز، يقلل رئيس الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري من شأن التصنيف معتبراً أن الجامعة تراجعت قليلاً من درجة 301-350 إلى 351-400، بسبب ارتفاع عدد الجامعات من ناحية وبسبب ترك أساتذة وطلاب أجانب الجامعة سابقاً.
ورداً على سؤال “المدن” إذا كان قلقاً من هذا التراجع يقول: “لست قلقاً. هذا التصنيف أتى لآخر خمس سنوات، منها ثلاث سنوات خسرت فيها الجامعة أساتذة وطلاباً، العديد منهم أجانب بسبب الظروف الصعبة في لبنان. لكننا في آخر سنة ونصف السنة رفعنا عدد الأساتذة بـ77 أستاذاً منهم أطباء مميزون. وهذه السنة انتقال الطلاب من جامعات الخارج إلى الأميركية أعلى من الانتقال المعاكس الذي حصل في السنتين الفائتتين. سنعود قريباً.
لننظر إلى جائزة الكويت، التي تعتبر أهم ثاني جائزة في العالم العربي بعد جائزة الملك فيصل. لقد حصل ستة أشخاص في العالم العربي، الذي يضم أكثر من أربعمئة مليون مواطن، على ستة جوائز، ثلاثة منهم لبنانيون من خريجي الجامعة الأميركية. وهم بالتفصيل: اثنان من أساتذة “الأميركية” والثالث من جامعة شمال كارولينا، من خريجي “الأميركية”. لقد حصل عالمان على جائزة نوبل بعلوم الأعصاب هذا العام، هما من طلاب الجامعة. والعام الفائت جائزة نوبل بالطب والعلوم الفيزيائية ذهبت لخريج من الجامعة الأميركية. ومنذ سنتين تقدم أساتذة الأميركية على أعلى عدد منح علمية عالمياً، وهو أيضاً أعلى عدد منح علمية بتاريخ الجامعة. ولقد ارتفعت الاقتباسات العلمية بأبحاث الجامعة في السنتين الفائتين.. وهذه المعطيات ستظهر لاحقاً في التصنيفات. لست قلقاً أبداً”.

لقد عدتم إلى التعليم الحضوري بعد سنتين من التعليم من بعد، كانت كارثية في العالم. هل يعوض الطلاب الفاقد التعليمي؟
لقد عدنا إلى الحضوري منذ السنة الفائتة، وهذه السنة بات كاملاً مئة بالمئة، ويوجد جزء خاص كله للتعليم من بعد. لقد خسر الطلاب عالمياً نحو سنة ونصف، بينما في لبنان مرت ثلاث سنوات صعبة، من حرائق المشرف والثورة وكورونا إلى انهيار الليرة وانفجار المرفأ. والأخير كان له الأثر الأكبر خصوصاً أن الجامعة تلقت خسارة مباشرة بترك 375 طالباً وعدم إقدام نحو 500 طالب على التسجيل.
التعويض على الطلاب يكون من خلال الأساتذة والبرامج. الجامعة رفعت عدد الأساتذة ورفعت عدد المحاضرات في فصل الشتاء والصيف. بعض الطلاب عملوا على تكثيف الدروس للتخرج بسرعة وآخرين قرروا التمهل في التخرج لتخفيض المحاضرات من بعد والاعتماد على الحضوري. فيما الجامعة عملت على موازنة المسألتين. صحيح أن الجامعة سعت إلى تحسين التعليم من بعد، لكن لا يمكنه أن يحل مكان الحضوري. فالجامعة بيئة متكاملة وليست دروساً ومحاضرات وحسب.

لقد اكتفت الجامعات بتخصيص جزء من القسط بالدولار. بينما بدا كأن “الأميركية” قررت القيام بضربة استباقية، على الطريقة الأميركية، ودولرت الأقساط دفعة واحدة. كأنها تقول يبقى من يبقى ويرحل من يرحل؟
مدخول الجامعة من الأقساط كان السنة الفائتة 15 مليون دولار، فيما كان قبل ثلاث سنوات 183 مليوناً. الأقساط كانت 15 مليوناً فيما قدمت الجامعة 88 مليوناً منحاً من الهبات والتبرعات. واستدانت من وقفها في أميركا.
منذ سنوات عدة طرحنا تحويل القسط إلى الدولار لتوحيد العملة بعد زيادة الطلاب الدوليين، ولأن العملة المعتمدة بالتطبيقات المشتركة عالمياً هي الدولار واليورو.

ما تقوله ليس دقيقاً، والدليل أننا لم نخسر طلاباً، بل ارتفع عددهم بعدما زدنا المساعدات. فوفق الخطة المالية يدفع الطالب ستين بالمئة من القسط هذه السنة فقط.

لكن الستين بالمئة لا تشمل جميع الطلاب كما يشاع؟
بل هي كذلك. يعفى كل الطلاب من أربعين بالمئة من القسط في حال كان مدخولهم السنوي أقل من مئة ألف دولار. وعلى الطالب أن يبرهن أن مدخوله أقل من ذلك.

لكن يقال إن هناك جزء كبير من الطلاب لم يحصلوا على المنح، إما لأن أهلم يمتلكون عقارا هنا وهناك، أو لأن الجامعة تعتمد الاستنسابية في المستندات وفي طريقة التحقق من المداخيل؟
لقد رفضت الجامعة طلبات كثيرة في البداية لعدم تقديم الطلاب المستندات الكاملة. وهناك أشخاص لم يصرّحوا عن كامل مدخولهم (تبين أن بعضهم يمتلكون شركات ومصانع…) وهم من كبار الأغنياء تقدموا للحصول على منح، فيما هي مخصصة لمساعدة من هم بحاجة، مثل أبناء القوى الأمنية والقضاة والموظفين وغيرهم… فالخطة للأقساط هي لمساعدة هذه الفئات كي تحافظ الجامعة على تنوعها الاجتماعي والطبقي. وقد أعاد مكتب الشؤون الاجتماعية درس الطلبات، وعاد وقبل طلبات المستحقين.

ما هي نسبة الطلاب الذين استفادوا من هذه المنح؟

أكثر من ستين بالمئة من الطلاب استفادوا من منح معدلها بين 50 و55 بالمئة من القسط.

ما هو حجم المنح بالدولار، وما هي نسبتها من موازنة الجامعة؟ لأنه عندما تكون من الهبات شيء وعندما تكون من الموازنة يدفع الطلاب لتعليم غيرهم.
نصف المنح هي من موازنة الجامعة. في أي دولة في العالم نحو أربعين بالمئة من الأغنياء يدفعون ليتعلم الطلاب الأقل حظاً. وستنخفض المنح تباعاً. الخطة تقضي بأن تتمكن الجامعة في  العام 2025 من أن تصل إلى مرحلة موازنة المدخول والنفقات، وعدم الاقتراض من الوقف.

كيف انعكس تحصيل القسط بالدولار على رواتب الأساتذة والموظفين؟
وضعت الجامعة الموازنة حالياً على أساس 6 الآف طالب، تحسباً في حال ترك طلاب الجامعة، رغم أنه حتى اخر تحديث تسجل 7503 طلاب دفعوا القسط، وهناك 250 طالباً ستدفع الجامعة عنهم كل شيء. وبعد سنتين نصل إلى موازنة النفقات والإيرادات في الجامعة والمستشفى، وعدم طلب المزيد من الأموال من وقف الجامعة. وفي العام 2025 جميع الأساتذة والموظفين بدوام كامل أو جزئي سيحصلون على نحو ستين بالمئة من الراتب بالدولار.

طالما أن الخطة تنص على أنه في العام 2025 ستصبح الأقساط كاملة بالدولار. ما الذي يمنع تلقي الموظفين كامل راتبهم بالدولار إذاً؟
لأن ستين بالمئة من الطلاب يتلقون منحاً بنحو 55 بالمئة، ونحو 25 بالمئة من الطلاب يدرسون في الجامعة مجاناً. وهذا قرار الجامعة كي لا تتغير طبيعة الفئات الاجتماعية فيها وتصبح حكراً على الأغنياء. علينا تأمين التوازن بين الجميع.

يقول طلاب أنكم لم تأخذوا برأي مجلس الطلاب حول الأقساط. تعتبرون أنكم منارة الديمقراطية بالشرق ولا تأخذون برأي طلابكم في قرار من هذا الحجم؟
غير صحيح بتاتاً. لقد عقدنا اجتماعات مع مجلس الطلاب منذ كانون الثاني وحتى اعلان قرار دفع الأقساط بالدولار. لكن القرار لمجلس الأمناء في النهاية. دعني أقول لك: إذا مات قط في الجامعة تخرج تظاهرة حاشدة تتهم الإدارة بقتله. فكيف لم يتظاهر أكثر من خمسين طالباً، ومن جهة واحدة، عندما تقررت الأقساط؟ عادة تصلني أكثر من مئتي رسالة إلكترونية من الطلاب حول هكذا أمور مالية. هذا العام وصلني ثلاث “ايميلات” تتظلم حول الأقساط والمنح.

لكن طلاب يقولون إنكم توجهون إنذارات وتستخدمون أساليب القمع، وهذا ربما يكون السبب بعدم المشاركة في التظاهرة؟
هذا افتراء وكذب. لم نصدر حتى إنذار واحد بسبب التظاهر. وجهنا لجهة انذاراً لأنها لم تبلغ الإدارة بتنظيم تحرك. فقانون الجامعة صريح بهذا الشأن.

لكنهم يقولون إن طلاب حزب الله ليسوا بحاجة لأي اذن في انشطتهم داخل الجامعة، فيما يمارس بحق طلاب النوادي العلمانية والمستقلين أساليب قمعية؟

غير صحيح. لقد أخذوا إذن مسبق ونظموا تظاهرة.

يقولون إنكم تلاحقون النادي العلماني حتى على وسائل التواصل الاجتماعي وتطلبون حذف كلمة من هنا أو هناك، بينما لا تجرؤون على ذلك مع طلاب حزب الله. ويحكى عن أن الجامعة الأميركية، التي يفترض أنها عريقة بديمقراطيتها، باتت تقمع الطلاب وتمنعهم من التعبير؟
غير صحيح بتاتاً. البعض يحب أن يشهّر بنفسه ويأخذ دور الضحية. الشجاعة قليلة. لا يقولون الحقيقة. جلسوا مع الإدارة ورأوا كل شيء بشفافية حول الميزانية ووافقوا على القرارات، وعلى خيارات الجامعة. لو لم نقم بهذا الأمر لقامت قائمة كل الطلاب. اكتفي بالقول إن النادي العلماني له وجهان.

شاهد أيضاً

تطبيق Truecaller.. حفظ للأرقام أم خرق للخصوصيّة؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟   د. جمال مسلماني/ …