د. نزار دندش
أنا ضد اطلاق النار في كل المناسبات وفي كل الحالات باستثناء الحالة التي جرى فيها اليوم ، فقد ظهرت الكهرباء فجأة في احدى القرى البقاعية ، حيث كان المواطنون قد ودعوها قبل أشهرٍ على أمل اللقاء بها في الآخرة . وحين ظهرت الكهرباء الوطنية فجأةً ، وهي التي تحب المفاجآت امتشق السكان اسلحتهم الفردية هذه المرة وبدأوا باطلاق النار في الهواء ابتهاجاً بها وتشجيعاً لها كي تعود ثانية وكأنهم يقولون لها : على الرحب والسعة أيتها الضيفة العزيزة الغالية !
كانت ردات الفعل متفاوتة عندما وصلت كهرباء اليوم ، فبعض الناس لم يعرفوها ، لأنهم نسوا وجهها بعد هذا الغياب الطويل ! وهناك بعضٌ رفض استقبالها واصفاً اياها بالمومس التي تغيب اشهراً دون ان يعرف احد مكان تواجدها !
أما الأكثرية ففرحت بعودتها ومن القوم من عبّر عن فرحته باطلاق نار الابتهاج عدة مراتٍ وبكثافة ، لكن البعض المحير قد احتار في معرفة مصدر هذه الهدية التي تُسمى في كل بلاد الارض “كهرباء ” ولا نعرف ماذا نسميها في قاموس شعب بات يحيا بلا قاموس !