لا الماضي يعود ولا الظلال تنجلي

بقلم الإعلامية ” منال مشموشي”


رجته أن يدّعي الرجولة…أن لا يناديها عروستي الهاربة كي لا تكفر برجال الأرض جميعًا…

لكنّه بكى وحدته وحاله وماله…

هرب من صفعة الحقيقة إلى أحضان الماضي والأحزان…

أحبّت رجلاً أحلامه واقع وواقعه أحلام يقظة…

رجلاً يقتات على بقايا أصداء كلماتها وأغانيها….

يخشى اللقاء ليختبئ خلف أسلاك هاتف وسمّاعة بلاستيكيّة…

تلك السمّاعة التي سئمت من لهاث المفردات ذاتها…

من رائحة تبغه العابقة منها…

أنا يقتلني حبّ الماضي ويقيّدني عشق الحاضر…

ويتابع بمضغ هويته العربيّة خلف كلمات أجنبيّة…

ما أرخص الكلام وما أكثره !!

خلف نافذة سنين منقضية…

هي كتلك الغرفة التي سئمت شكواه خلف بابها الموصد من الداخل…

واجهته بضرورة اللقاء ونسيان وهم الماضي…

تطايرت دموع الزجاج من عينيه… فتركت العنان لكبريائها الشرقي… أتهوى وهم الرجال أم تكره واقع أوهام؟!

وعاد ليبكي لها حبّه من خلال سمّاعة هاتفه البلاستيكيّة…متوسلاً إيّاها سماع أصداء غُناها…

أيقظها من غفوة أحلامها بنسيانه…

وعادت من أجل ذروة إيمانها بالعشق..

مدركةً سماع نفس الآهات وأناشيد الأحلام…

ذات الإتهامات بأنّها لا تحلّق معه خلف السماعة البلاستيكية كغيرها لساعات وساعات… لأيام وأيام… لسنين وسنين!!

مهّدت..  ثمّ حاولت

حاولت إنتشاله من خلف سمّاعة هاتفه البلاستيكيّة…

هدّدته بالركض إليه… بأن تصدح بصوتها تحت شرفة منزله…

هددته بقطع كلّ أسلاك الهاتف في العالم…

أطفأت نيران نداءات جهازها الخليوي…

محت رقم هاتفه البلاستيكي عسى أن تجعل منه رجلاً يهوى المواجهة…

وفي غفوة آمالها… صُلبت أحلامها برجولته.

لرسالة من انسان يمضغ كلماته العربيّة خلف كلمات أجنبيّة…

وهو لا يزال هو أسلاكه البلاستيكي…

وهي ما زالت جاهدة إنتشاله بغيابها…

منجرفةٌ بتيار حبٍ جديد حقيقي…

ولكن ما أكثر الأوهام والأيام وأسلاك الهاتف…

فلا الماضي يعود ولا الظلال تنجلي…

شاهد أيضاً

جهاز أمن مطار رفيق الحريري في بيروت يوقف طائرة تحمل عبارة “تل أبيب”

المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تطلب من طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية إزالة عبارة …