المفتي الجوزو هنآ المسلمين بمولد النبوي الشريف

 

مفتي جبل لبنان : “التكاذب والتباغض والتكالب على المناصب والمكاسب الشخصية ، أبعدنا عن منهج الإسلام العظيم وأضعف المسلمين “.

أدلى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بالتصريح الآتي:
“مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، هو مولد الحضارة الإسلامية، مولد التاريخ الإسلامي، مولد الأمة الإسلامية، مولد الإنسان القدوة، لم يكن حدثا عابرا في التاريخ، بل كان هو التاريخ، تاريخ انتصار الايمان على الكفر، انتصار الحق على الباطل، انتصار التوحيد على الشرك، انتصار الاخلاق والقيم والمبادئ الاسلامية السامية على الجاهلية والتخلف والتناحر”.

وأضاف المفتي الجوزو : “من أجل هذا نحن نسأل، هل الأمة الإسلامية اليوم تمثل هذه الحضارة الكبرى، الحضارة الشامخة، شموخ الجبال. أين نحن من هذه الحضارة، وأكثر الشعوب الاسلامية قد خضعت للنظريات الجديدة، التي تقوم على الإلحاد والمادية والتنكر لماء جاء به الاسلام من قيم انسانية ؟”.

وتابع المفتي الجوزو : “في كثير من أوساط المفكرين العرب يعلو صوت الإلحاد على صوت الإيمان، بل هناك من يهاجم الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، والقرآن، وبوقاحة تامة من قبل أصحاب الأفكار العصرية، التي تعمل على الإنفصال عن تاريخنا وحضارتنا واخلاقنا وتراثنا الأخلاقي ونحن صامتون”.

وسأل الجوزو: “ماذا صنعت الحضارة المادية المتقدمة والمتطورة غير السقوط في وحول الإنحلال وحرية الشهوات والنزوات والقضاء على الأسرة. هذا هو الغرب تشيع فيه الأمراض الجنسية التي تنتج عن العلاقات الشاذة والمنحرفة التي يمارسها بعض الناس باسم الحضارة والحضارة منهم براء. كيف نحتفل بذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن في لبنان نشن حربا على النهج الإسلامي، وكيف ندعي أننا أمة اسلامية، ونحن نحارب الاسلام بسبب الصراع السياسي الذي يجتاح المجتمعات، وليس بسبب الدين، وهذا الصراع قائم في كل مكان، وفي كل البلاد وعلى رؤوس الأشهاد”.

وتابع المفتي الجوزو : “مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يكن حدثا عابرا في التاريخ، بل نقطة تحول كبرى، بل هو التاريخ الانساني بأجمل معانيه وأعظم مبادئه وصوره، يقول الله عز وجل: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص . (الصف 3) . هذا التناقض الكبير في حياة المسلمين بين الشعار والتطبيق، بين العقيدة والممارسة والسلوك، هو المصيبة الكبرى، لأن معظم الناس وعلى رأسهم القادة عندنا لا يلتزمون بالنهج الرباني، ويتمردون على الله وعلى الدين، ويتحاسدون ويتباغضون ويتصارعون على المال والجاه والسلطة، مما أضعف الأمة ومزق المجتمع وأصابه بمقتل ..”

وقال المفتي الجوزو : “حب النفس، الفردية، الخروج عن الجماعة ووحدة الصف، الأنانية والطمع والغش، كل ذلك يتناقض مع ما دعانا اليه رب العالمين، لذلك فنحن متخلفون ومتفرقون. الاسلام يدعوننا الى العمل والأخذ بالمبادئ السامية والاخوة والمحبة والقيم، ونحن نخالف ذلك في حياتنا” .

يقول الله عز وجل: “قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسمنا، ولما يدخل الايمان في قلوبكم”.

وأكد الجوزو ان “التكاذب والتباغض والتكالب على المناصب والمادية والمكاسب الشخصية، أبعدنا عن منهج الاسلام العظيم وأضعف المسلمين.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت” .

وختم الجوزو: “هكذا شاعت النميمة، وشاعت البغضاء، وشاع التناحر على الدنيا والمكاسب الدينيوية، وضاع الدين، وعلى أعلى المستويات وتأخر المسلمون في لبنان تأخرا محزنا ومؤلما”.

شاهد أيضاً

هذا ليس أنا

🌹موقع مجلة كواليس إعداد زهراء🌹 هذا ليس أنا و تلك لَمْ تكُن طبيعتي في يوم …