باحث لبناني لـ فارس: الجدل في لبنان غباء، والمقاومة حشرت العدو بالزاوية

اكد باحث لبناني ان موجة الجدل والنقاشات حول الاتفاق الذي يقترحه الوسيط الاميركي بترسيم الحدود البحرية، هو “غباء وطني مستمر منذ فبركات بناء الوطن” وان هناك اطرافا لبنانية تتعامل مع القضايا المصيرية الوطنية بخفة وبكيدية غير مسؤولة من أجل إرضاء السفارات.

وفيما يتعلق بما يجري داخل الكيان الصهيوني بشأن قضية حقل كاريش والازمة القائمة مع لبنان والمقاومة، قال الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب، في حوار خاص اجرته معه مراسلة وكالة أنباء فارس، “وردة سعد”: ان ما يحصل داخل الكيان الصهيوني من ضجيج هو حملات انتخابية، والكل هناك يدرك أن القرار أميركي في شأن ترسيم بعض حدودنا البحرية مع فلسطين المحتلة! والمؤسف أن تصريحات نتنياهو الرافضة للاتفاق تتناغم مع تصريحات بعض الدول العربية المطبعة التي لا تريد نهوض اقتصاد لبنان بنفطه وغازه.

واعتبر هذا الناقد والاديب اللبناني ان لبنان يتعامل مع عدو خبيث في قضية الحقول النفطية والغازية وترسيم الحدود لأن هذا العدو هو “الشيطان” وديدنه النكث بالعهود، لكنه اعتبر ان الظروف الدولية بعد حرب اوكرانيا يحتم على الاميركيين انجاز الاتفاق مع لبنان وهذا انتصار للمقاومة التي حشرت العدو الصهيوني في الزاوية.

وأكد أيوب انه لولا المقاومة لكان لبنان من الدول المنسية في خارطة العالم، ولكانت إسرائيل المؤقته ضمت جغرافيته وكل غازه ونفطه ومائه، قائلا ان المقاومة حققت القوة للدولة في التفاوض، وجعلت الرؤساء الثلاثة على خط واحد مما زاد قوة الموقف اللبناني، وان المقاومة ومنذ انطلاقتها تقدم كل ما يثبت وجود البلد والدولة والشعب.

وفيما يلي النص الكامل للحوار :

 منذ الاعلان عن وصول العرض الاميركي للمسؤولين اللبنانيين في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية، اشتعلت في لبنان موجة من الجدل والنقاشات حول هذا الاتفاق المقترح … هل ترى ان هذا الجدل يتعلق بمضمون الاتفاق، وهل ترى ان ما اعلن في هذا المضمون يتضمن تنازلات لبنانية؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: الجدل في لبنان هو غباء وطني مستمر منذ فبركات بناء الوطن، في جدلهم يتعاملون مع القضايا المصيرية الوطنية بخفة وبكيدية غير مسؤولة من أجل إرضاء السفارات، واليوم يرضون السفارة الأميركية في القضايا السياسية، والسفارة السعودية من أجل تضخيم الصراع الطائفي وشحذ المال، وزيادة بالتفرقة الاجتماعية والوطنية! للأسف بعض من ينتقد إعلان الاتفاق لم يقرأه، ولا يعرف اسبابه وتداعياته، هو موظف، ودوره تنفيذ ما يطلب منه، احياناً يجتهد لإرضاء من يشغله فيقع بحماقاته، ويظهر خارج الوعي ويفقد الذاكرة، والدليل تصريحات سمير جعجع، وتعليقاته الخرافية! نعم لبنان تنازل عن خط 29… ولهذا أقوال كثيرة!

* التعليق داخل الكيان على هذا الاتفاق كان اكثر صخباً وحدة بين الأطراف، بماذا تفسر ذلك، وما هي دوافع نتنياهو لرفض الاتفاق، واتهامه لابيد رئيس الحكومة في الكيان بالتفريط بما يدعيه من حقوق إسرائيل؟

  ما حدث في الكيان المرحلي من ضجيج هو حملات انتخابية، والكل هناك يدرك أن القرار أميركي في شأن ترسيم بعض حدودنا البحرية مع فلسطين المحتلة! والمؤسف أن نتنياها إضافة لتصريحاته الانتخابية هذه هو يتناغم مع بعض حكومات الدول الأعرابية المطبعة، وتلك الحاقدة على لبنان المقاومة…للأسف هذه الدول الأعرابية من الاساس رافضة لموضوع استخراج النفط والغاز اللبناني حتى يبقى لبنان عبداً وفقيراً متسولاً لها، ولتتحكم بزعاماته كما تشتهي، لا بل خاطبت الخارجية الأميركية بعدم نجاح وساطة هوكيشتاين!

  *كيف كان نظر هوكيشتاين إلى المفاوض اللبناني؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: هوكيشتاين استخف وسخر من كل الزعامات وحكام لبنان ومن لبنان، وتحدث بذلك علناً في قناة ” الحرة”، وفي كل مجالسه الخاصة والعامة إلى أن أطلقت المقاومة مسيراتها، حينها تغيرت تصرفاته وأقواله! للأسف عدد كبير من زعاماتنا السياسية تابعة ويتحدثون عن السيادة والاستقلال، وحاملي الجنسية اللبنانية اتصلوا ب السفيرة شيا، وبشخصيات أميركية من أجل عدم استمرار بالاتفاق، وعدم التوافق عليه في عهد الرئيس ميشال عون، وتقديم انجازاً له، وعدم اعطاء المقاومة انتصاراً جديداً! المقاومة قدمت القوة للمفاوض اللبناني، ولكنها لم تتدخل بالتفاوض مع المندوب الأميركي غير النزيه حول ترسيم بعض الحدود البحرية!

* في ضوء الملاحظات اللبنانية على مشروع هوكشتاين، والمواقف الاسرائيلية هل يمكن القول ان الاتفاق اصبح جاهزاً وناجزاً؟ وبالتالي لماذا يبقى الخطر وارداً كما تقول المصادر اللبنانية؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: نحن نتعامل مع عدو خبيث، ودولة المفاوض هي الشيطان، والتجارب عودتنا على عدم احترامهم للعهود…وإذا حصل الاتفاق رضيوا هنا أو هناك هو إنجاز للبنان…مهما كانت المعادلات المقاومة أثبتت قوة لا غبار عليها ضد العدو، وكل الظروف المحلية والعربية والإقليمية بعد حرب أوكرانيا تجعل من هذا والترسيم أن يتحقق، والاتفاق سيتحقق ، ومن بعده سيتحقق الكثير لصالح اليمن وأهله! زعامات لبنان حدودها طائفية وشراكة في استغلال الوطن إلى أبعد من الربح التجاري على حساب الوطن والمواطن، ولا يهمها طائفية المواطن بقدر بيعه واستغلاله حتى الرمق الأخير !

*على ضوء ما اعلن في كيان الاحتلال فقد هدد نتنياهو بالغاء الاتفاق اذا وصل الى السلطة، فهل يستطيع؟ وماذا لو فعلها هو او غيره تحت ضغط التحريض اليميني الذي نشهده؟ ما هو الوضع الذي سينشأ حينها، وهل أميركا هي الضامنة؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب:  الاتفاق هو معادلة جديدة لمصلحة لبنان، والترسيم بين الكيان الغاصب ولبنان المقاومة يختلف كلياً عن الاتفاق النووي السابق مع إيران، الصراع هنا مباشر ضد ربيبة أميركا أي إسرائيل المدللة عربياً واوروبياً، ومن ذكرتهم الآن يريدون تهدئة الساحات، وأميركا لا تريد حرباً جديدة خلال حرب أوكرانيا…كما أن بايدن يريد ورقة رابحة في الصراع العربي الاسرائيلي، وهذا الاتفاق سيعتبره نصراً في حملة حزبه الانتخابية! وصول نتنياهو أو غيره لن يستطيع إلغاء الاتفاق إذا تم، لآن المقاومة اليوم هي الجاهزة المبادرة للحرب المباشرة ضد اسرائيل، يعني إسرائيل محاصرة بفكرة شن الحرب عليها من قبل المقاومة…محشورة، وبفضل المقاومة وقعت إسرائيل في استراتيجية الحشر، لذلك الحكومة الإسرائيلية جادة بالاتفاق!

وبصراحة حتى الآن لا نعرف ماذا قدم الأميركي من ضمانات لهذا التحديد البحري، وأميركا يشهد لها خيانة تعهداتها كما فعلت بالاتفاق النووي مع إيران والدول الخمس سابقاً، ولكنها اليوم تحتاج نصراً دبلوماسياً في ساحتنا، وتريد أيضاً النفط والغاز لأوروبا قبل الشتاء إضافة إلى غازها الذي ستبيعه لأوروبا بأسعار خيالية!

 *السيد نصرالله رأى ان حصول لبنان على حقه في الاستخراج من البحر سيكون مدخلاً اساسياً لحل ازماته المالية والاقتصادية. كيف ذلك والامر سيستغرق سنوات كما يقول الخبراء؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: كل ما نعانية اليوم من تأخير الاتفاق منذ 12 سنة، وخسارة خط 29 سببه خطيئة عام 2007 التي ارتكبها فؤاد السنيورة، ولكن، وبمجرد إعلان توتال وبعض الشركات عملها ستختلف المعادلات الاقتصادية، ويصبح الاستخراج استكمالاً للمرحلة، والتماساً اقتصادياً لمصلحة لبنان وما نعانيه مالياً ومعيشياً وبحركة الاقتصاد كما قال السيد.

*ما هو دور المقاومة في تحقيق هذا الانجاز للبنان، وكما تعلمون فان الجدل قائم حول هذه المسألة بينما حزب الله يقدم كل شيء لمصلحة الدولة والشعب اللبناني والتوافق السياسي، فهل كان بالامكان الوصول الى هذه النتيجة لمصلحة لبنان دون قوة المقاومة وموقفها الحازم؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: لولا المقاومة لكان لبنان من الدول المنسية في خارطة العالم، ولكانت إسرائيل المؤقته ضمت جغرافيته وكل غازه ونفطه ومائه! المقاومة حققت القوة للدولة في التفاوض، وجعلت الرؤساء الثلاثة على خط واحد مما زاد قوة الموقف اللبناني…منذ انطلاقة المقاومة وهي تقدم كل ما يثبت وجود البلد الدولة والشعب، ولم تخضع لمطالب السفارات المعنية بحفظ أمن الكيان الصهيوني.

*في حال تم الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية دون الحرب، سيخرج بعض أعداء المقاومة للمطالبة بالدبلوماسية الدولية خارج فكرة السلاح؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: الاعتماد على الدبلوماسية الدولية لنيل حقوقنا هو دجل التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونوايا خبيثة، وفعل سري لترتيب التصالح مع مغتصب أرضنا! من زمان وهذا الطرح الكوميدي موجود عند من كان يقول:”قوة لبنان بضعفه”، واليوم لا يزال يقول بالرقص والغناء نحرر ما تبقي…إنهم زمر مأجورة، ولا يحق لنا أن نطالبهم بأن يتعلموا من التاريخ والتجارب القريبة!

* ماذا تقول عن زيارة المفوض الأوروبي فارلي في هذه المرحلة الحرجة إلى لبنان؟

 الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: للأسف جاء مهدداً اقتصادياً، وطالباً دمج النازحين السوريين، وفتح المدارس والمؤسسات لهم كمواطنين لبنانيين مع إن سورية آمنة اليوم، وعودتهم واجبة ولا بد منها…جاء فارلي لضرب مساعي وحركة الحكومة اللبنانية والحكومة السورية لأجل عودة النازح السوري…يعتقد المشروع الأوروبي الأميركي الأعرابي أن وجود عدد كبير من النازحين السوريين في لبنان الوقود الناري لتحقيق ما فشلوا به ضد المقاومة، وللأسف أصحاب كذبة الحياد والسيادة بلعوا وباعو ألسنتهم ومواقفهم لسفارات تلك الدول على حساب الوطن وعاشوا يكرهون سوريا وأهلها، واليوم يعشقون السوري ما دام في لبنان!

* منذ مدة كتبت حقائق جديدة عن ” مجزرة صبرا وشاتيلا”، لا بل كانت صادمة، ووضعت النقاط على الحقيقة، هل تعتقد فتح ملفات الماضي في الحرب اللبنانية يفيد الآن؟

  الناقد والأديب اللبناني، جهاد أيوب: مهم هذا السؤال والطرح، ويتطلب لقاء خاص واشمل، فقط أقول بعض زعامات هذا الوطن دورهم وظيفي، لذلك لن تعلمهم التجربة، وأنا فتحت الملف كي يتعلم جيل الشباب ويعرف الحقيقة الحية، كتبت ما حصل معي، وبذاكرة حاضرة…وفي هذا الخصوص اطالب البطريركية المارونية الاعتذار عن أهالي شهداء “مجزرة صبرا وشاتيلا” لكونها كانت تغطي من افتعل المجزرة في تلك المرحلة، ولم تتعلم من دروس الحرب الأهلية السابقة!

 

شاهد أيضاً

الحبال وتعاون جديد مع شركة focuson top productino

اعلن الحبال عبر مواقع التواصل الأجتماعي خبر توقيع عقد ادارة اعمال مع شركة focuson top …