عُدْ إلينا يا رسولَ الله

د. نزار دندش

في يوم ميلادك أهنئُ الكونَ وأهنئ المؤمنين ونفسي ، فكم كنت لنا مُخلّصاً ومعينا ، انت الذي بنيت لنا أكبر حضارةٍ ووضعتنا في واجهة التاريخ ، وجعلتنا أمةً واحدة .
لكننا في غيابِكِ صرنا فُرَقاً ينهش بعضُها بعضاً ، ويقتل بعضها بعضاً ويُجوِّعُ بعضها بعضا . فالأمر لم يعد شورى بيننا بل غدا تشاوراً بينهم وتآمراً مع الغير على ما تبقّى من إرثك الصادق .
حتى الأخلاق فينا قد عادت الى ما قبل الجاهلية ، فالصدق صار كما الألماس النادر والوفاء صار كلبن العصفور الذي لا يظهر الّا في الاحلام السعيدة . أما الداعشية فقد صارتْ ثقافة حكامنا وزعمائنا وأُوْلِي الأمرِ فينا ، وفي كل بيتٍ من بيوتنا .
لقد نصّبَ الغرب على عقولنا وعلى قلوبنا والياً ظالماً اسمه الدولار وها نحن طوعاً نركع له ليلَ نهارْ . لقد تمرّدنا على تعاليمك وعلى تعاليم كل الرسل الذين سبقوك وها هي الشياطين تسرح وتمرح في بلادنا فتعبث بنا وتحول من تبقى الى أبالسة حديثة متعددة المواهب ومتشابهة البراهين .
في ذكرى مولدك نرفع رؤسنا افتخاراً وتحملنا الذكرى الى عصر القداسة والطهارة والنقاء – الى صفات لم نعد نرى ما يشبهها في هذا الزمان العاهر .
عُدْ إلينا يا رسول الله فبدون حكمتك وأمانتك لن يستقيمَ لنا أمر .