مذكّرات الأمينة الأولى أم صفيّة ٠٠ حبٌ وقضية ٠٠٠

بقلم المهندس عدنان خليفة

 

المدخل والمقدمة في هذة الرواية الإنغماسية حباً عاصفاً ومشاعراً أسرية ربيعية داخل خريف ٠٠
وقصة حب رائعة ٠٠٠
قد يصلح عنونتها : انطونيو وجولييت ٠٠٠
وإذا استرسلنا أكثر في المقارنة لتسهيل استيعاب القسم الثاني من هذة الرواية عند شرح معاناة عشق القضية ودرب الجلجلة منذ التأسيس والتسييس ولعنة رفاق السوء والتدليس ٠٠ واحتمال خيانة من بَذل لأجلهم انطون سعادة كل هذة المعاناة وأستبساله فكراً وعطاء ٠٠ وهو حال معظم حاملي العناوين النورانية ٠٠
قد تأخذنا الى المقارنة مع التجربة التشيغيفارية ٠٠٠
طبعا جيل اليوم ما زال يبتعد ٠٠وهو يستسهل ومنبهر او قد يكون ضحية التجربة الدانماركية – التي جسدها عادل إمام في فيلمه تحت هذا العنوان – والتي ما كانت لولا انزلاق الأجيال المبرمج والممنهج منذ زمن المناقبية وعصر التنوير الى واقع اليوم وعصر المشاعر والمباديء والافكار الإستهلاكية !!..
وبالطبع لم تكن هذة الخيارات والإنحدارات عفوية !!..
ونصل الى ختام هذة المذكرات وما رافق حياة انطون سعادة المؤسس من مظلومية ٠٠ وما لحق اتباع العقيدة القومية الخلّص من معاناة درامية ٠٠ وكأن قدر الأمة الإنشطار الأفقي والعامودي كصفة عرقية ٠٠
وتبقى الغلبة للطبع على التطبع عند الكثيرين وإن تأبطوا او تسلقوا أو اندسوا بالمشرايع النهضوية أو العقائدية السياسية أو الدينية أو الإجتماعية !!..
كتاب مذكرات جولييت انطون سعادة كان قد أهدانياه صديق لي حزبي ومنذ يومين وفي وقت ضَيّق يفرضه انشغالي ٠٠ ولكن لم اتأجله أو أودعه رف المكتبة لكي لا اتحمل فكرة أن يكون هاجساً يرافق تفكيري في عملي وكأنه تقصيري ٠٠
فكان له الأولوية وبعض التأويل في هذا المقال على عُجال ٠٠٠
و اكثر ما شدني بعد العنوان وأنا أعترف بنقطة قوتي هذه.- وليست نقطة ضعفي – هي ثقتي وتطلعي إلى نهضة الهلال الخصيب – هو الأسلوب الادبي للكاتبة التي ابعدها المهجر كما كررت عن اتقان لغتها العربية الأم وبيئتها او بيتها القومي السوري ٠٠ ثم أصقلها لغةً ومضموناً رفيق دربها او زعيم دربها كما يحلو لها التعببر سعادة ٠٠٠
وفي زمن شرحت الكاتبة ظروفه وسماته وبإسلوب روائي في هذا الأصدار عام 1966 أي منتصف ستينيات القرن الماضي و كانت قد سبقت إلى ذلك كاتبنا الكبير توفيق يوسف عواد بعدة سنوات (قبل اصداره رواية طواحين بيروت 1972 ) عندما شرح واقعنا البركاني السياسي والإجتماعي والثقافي والأخلاقي قبل الإنفجار الكبير مع الحرب الأهلية اللبنانية المذهبية والميليشيوية ٠٠ والتي كانت العقائد السليمة أولى ضحاياها ٠٠٠
وما زالت الطواحين مستمرة الى الآن وإن اختلفت الأساليب – واليوم على العتمة – !!..
وأخيراً ٠٠ وربما لو تمّت الإضاءة على هذة المذكّرات ٠٠ منذ الإصدار والبدايات ونالت من التفحص والتمحص والتحليل في ابعادها ومقاصدها وأخذ العبر ٠٠ لوفّرت الكثير على تداعيات التجربة الحزبية القومية ومعظم مثيلاتها من المشاريع العقائدية ٠٠٠

الصرفند ٠٠ 7 – 10 – 2022 م. عدنان خليفة

شاهد أيضاً

“خيار شمشون” يحكم الكيان:إسرائيل تهدد المحكمة الدولية بتقويض السلطة الفلسطينية

كتب حلمي موسى من غزة: تظهر استطلاعات الرأي في اسرائيل أنهم لم يشبعوا من الانتقام …