ماذا بعد 7 سنوات للدخول الروسي على خط الحرب في سورية؟

عمر معربوني | باحث في الشؤون السياسية والعسكرية 

منذ بداية الحرب على سورية اتخذّت روسيا موقفاً منطلقاً من التجارب المرّة مع الولايات المتحدة الأميركية في العراق وليبيا ومحطات عديدة أخرى، وكانت  روسيا من خلال موقفه هذا الحفاظ على علاقتها مع الغرب بعد انهيار الإتحادالسوفياتي، لتبدأ القيادة الروسية مرحلة جديدة بعد المأساة الليبية حين وافقت في مجلس الأمن على منح تفويض لحلف شمال الأطلسي باستخدام القوّة العسكرية لـ “حماية المدنيين” بتغيير مواقفها، وأدانت لاحقاً مع الصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل حلف شمالي الأطلسي، واتهمته بتجاوز التفويض المعطى له في شباط / فبراير 2011، يومها وللتذكير أدّت العمليات العسكرية الاطلسية الى انهيار النظام ودخول ليبيا في فوضى لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
وفي شهر حزيران/ يونيو من العام 2012 كانت الولايات المتحدة أيدت على لسان وزير الخزانة فرض عقوبات دولية قاسية على سورية تحت الفصل السابع “إذا لزم الأمر”، دعما لطلب قدمته جامعة الدول العربية حينها في هذا الشأن.
وقتها كنا امام بدايات جديدة في استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” حيث بلغ العدد 17 مرّة منها 4 ” فيتوات” قبل دخول روسيا على خط الحرب في 30 أيلول/ سبتمبر 2015 .
في حزيران سنة 2012 أيضًا سلكت روسيا طريقًا مختلفًا وباتت تمتلك مقاربة مختلفة ايضاً، هي عكس ما سلكته اميركا والغرب في نظرتها وسلوكها تجاه سورية، حيث اعتبر التكتل الغربي ان اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد هو مفتاح إنهاء الأزمة، في حين اعتبرت روسيا انّ القضاء على الإرهاب هو الحلّ لحماية سورية وايضاً روسيا وليس فقط سورية، انطلاقاً من انكشاف المخطط الأميركي الذي كان يريد اسقاط سورية وتفكيكها وتحويلها الى امارات متناحرة في نهاية العام 2012، ومن ثمّ الإنتقال الى تطويق روسيا عبر خلق مناخات داخلية مشابهة ( ثورات ملوّنة ومعارضات و NGOs وغيرها).
على الصعيد الاستخباراتي تكونت لدى القيادة الروسية حينها صورة واضحة عمّا تريده اميركا، وقد تبلورت الصورة بشكل أوضح بعد احتلال الجماعات الإرهابية لإدلب وجسر الشغور، والتهديد الذي كان يمكن ان يمتد الى مناطق الساحل السوري حيث القاعدتين الروسيتين الحاليتين الجوية والبحرية والتي تؤمن ضمان بقاء سورية وحماية المجال الحيوي الروسي الأكثر أهمية، وهو الممتد بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط حيث يوجد مضيقي البوسفور والدردنيل بين البحر الأسود والأبيض المتوسط، ومضيق جبل طارق الذي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي وشمالاّ نحو المحيط المتجمد الشمالي.

شاهد أيضاً

ميسر السردية تكتب:النار تأكل نفسها

الأزمة السياسية التي تعصف بالجبهة الداخلية للكيان و حدة الانقسامات التي أصبحت تتمثل بالخندقة الشرسة …