كتبَ جاري أبو عباس:

د. نزار دندش

يعيش العالم اليوم حرباً عالميةً يسمونها تجاوزاً الحرب الروسية الاوكرانية او الحرب الروسية على اوكرانيا او الأزمة الاوكرانية .
انها حرب عالمية بإمتياز  لأن معظم الدول المؤثرة في العالم تشارك فيها قصفاً او دعماً بالمال والسلاح والدعاية والتعبئة الموجهة .
لماذا يتقاتلون ؟ الصغار لا يعرفون والكبار لا يصرحون الا بما يخدم الحرب النفسية والاعلامية وتعرية الخصم من الحلفاء .
الحروب في القرن الحادي والعشرين تختلف عن حروب الماضي ، فهي تعتمد اليوم على الخداع اكثر مما تعتمد على الشجاعة وتعتمد على الاعلام اكثر مما تعتمد على اظهار الحق . حتى التحالفات باتت مختلفة جذرياً فلكل حليف اهداف تتناسب مع اهداف حليفه واخرى تتناقض مع اهدافه … لكنهم كلهم يمثّلون .
هي حربٌ يريدها الغرب كما الحروب التي نظّمها على امتداد نصف قرن من الزمن ، حرباً بالواسطة يُسعِّرُ فيها العناد في رؤوس القيادات حتى اقصى الحدود ويبيع سلاحه لطرف او للطرفين ، كما فعل في الحرب العراقية – الإيرانية والحرب السورية – السورية والحرب اليمنية – الخليجية – اليمنية وغيرها .
لكن بوتين الذي سقط في بعض المطبَّات لم يسقط في المطبِّ الأكبر والأخطر فلن يعطي الغرب فرصة اطالة الحرب واغراقه في الوحول ، بل وضع الزرَّ النووي أمامه وتابع تنفيذ اجندته خطوة خطوة .
حاول الغرب استعمال الحرب الاقتصادية لكن الأزمة الاقتصادية الحالية لم تسمح له بممارسة هذه الحرب بنجاح .
يحاول الغرب تأليب الشعب الروسي ضد رئيسه ، كما فعل في فنزويلا وفي دول اخرى لكنه فشل فالشعب الروسي يشتهر بالوطنية وعزة النفس ولا يؤثر فيه كثيراً التباكي على الديمقراطية فالروس عاشوا مئات السنين في ظل حكم القياصرة وانتقلوا منه مباشرة الى الحكم الشيوعي .

من المستفيد من الحرب في اوكرانيا؟

١. شركات تصنيع الاسلحة هي المستفيد الاول من كل الحروب في العالم
٢. روسيا مستفيدة لأنها ستستعيد اراضٍ خسرتها ايام حكم يلتسين وغورباتشوف
٣. اميركا ربحت السوق الاوروبية في ميدان النفط والغاز
٤. اميركا ربحت الشعب الاوكراني كمقاتلين يستنزفون روسيا عسكرياً واقتصادياً ونفسياً
٥. اللوبي الصهيوني الذي استفاد قبل مئة عام من الثورة البلشفية واسقاط القيصر واستفاد من الخدمات التي قدمها للحلفاء في الحرب العالمية الثانية فكافأه الحلفاء بدولة في فلسطين ، واستفاد من مساعدة الغرب الرأسمالي في اسقاط الاتحاد السوفياتي .
وقد نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية قائمتها السنوية لـ”أكثر اليهود نفوذا في العالم”، تصدّرها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. ( وتضم اللائحة رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، التي نجا والداها من الهولوكوست ، ووزير خارجية اميركا انتوني بلينكين والسفير الاميركي لدى اسرائيل ) .
ولن تعرفَ اسماء الخاسرين قبل بدء الصفقات التي سوف تلي المستوى الثاني من هذه الحرب ، وسيبقى العالم حابساً انفاسه حتى ذلك الحين .