عن الصراع الروسي – الاوكراني – الغربي



د. نزار دندش

غداً سيبدأ تاريخٌ آخر ، فبعد الاستفتاء الشعبي ( وبغض النظر عن رأي الغرب به ) ستصبح مناطق خيرسون ، لوغانسك وزاباروجيا أراضٍ روسية محاطةً بخطوطٍ حمراء وأي قصف سيطال المدنيين فيها سيقابل بقصف كييف وغيرها وأي استهداف لها بأسلحة غربية بعيدة المدى من قبل اوكرانيا سوف تعتبره روسيا خرقاً للخطوط الحمر وقد تسمح لنفسها باستهداف الرئيس الاوكراني زيلنسكي نفسه واعتبار ذلك خرقاً رداً على خرق مضاد للخطوط الحمر .
صحيح ان الصراعات الدولية الكبرى تقودها المخابرات في الدول العظمى تخطيطاً وتنفيذاً ، لكن الصدفة قد شاءت ان يحدث هذا الصراع الاميركي الروسي في عهد اقوى رئيس روسي وأضعف رئيس أميركي . وقوة الرؤساء تلعب دوراً في تعبئة الشعوب واصطفافها وراء قيادتها . وفي هذا المجال ايضا يمكننا القول ان الشعب الروسي يمتلك شعوراً وطنياً لا يمتلكه اي شعب آخر ( ما عدا الشعب الياباني والشعب الألماني وبعض الشعوب القليلة الأخرى )وهذا ما ساعده على الانتصار على المغول وعلى هتلر ونابليون .ومما يساعد القيادة الروسية في هذا المجال ان الصراع يجري على حدود روسيا وليس على حدود اميركا ، وان الجنود الروس يتعرضون للقتل ( اضافة الى الشعب الاوكراني المظلوم ) وليس الجنود الاميركيون هم الذين يتعرضون .
عالم اليوم يفتقد الى الرؤساء الرؤيويّون ، أما بوتين فيعرف ماذا يريد وهو مختلف عن قادة الاتحاد السوفياتي السابق الذين كانوا يعانون من العجز وهو لن يقبل بإضعاف روسيا ولو كلفه ذلك الدخول في حرب نووية شاملة .
اما عمليات الاستنزاف التي تنفذها المقاومة الاوكرانية فمختلفة عن تلك التي نفذها المجاهدون في افغانستان ، ففي اوكرانيا هناك قتال بين جبهتين وصراع بين سلطتين .
أما موضوع استيلاء دولة على أراضي دولة أخرى الذي يحاول الاعلام الغربي استغلاله لكسب الرأي العام في الداخل فنجد ما هو اخطر منه في فلسطين التي تم طرد شعبها منها وفي اراضي الدول التي احتلتها اسرائيل عام ١٩٦٧ .
سوف تعاني روسيا اقتصادياً لكن ثورات كثيرة سوف تندلع حول العالم وجبهاتٍ عدة سوف تفتح وعصراً جديداً مُقلِقاً قد بدأ .

شاهد أيضاً

رستم: “لتضافر جهود جميع أطياف المجتمع العكاري من أجل الإنماء في عكار”

استقبل عضو تكتل ” الاعتدال الوطني “النائب الدكتور أحمد رستم، في منزله في بلدة عين …