حسن عليّ شرارة
غـدا مُـذ فـارقَ الـدّنـيا الأديبُ*جبينُ الكونِ يعلوهُ الشّحوبُ
مـحـمّـدُنـا أمـيـرُ الشّـعـر ولّـى*فقـلبُ الشّـعرِ محزونٌ كئيبُ
تـيـتّـمَ وانـطـوى بـرحـيـلِ قَــرمٍ*يحـارُ بفـكرِه المُغني اللّبيبُ
قـضى مَـن حـوّلَ الأوزانَ شِعـرًا*وألــحــانًــا تــردّدُهـا القلوبُ
فيا شمسَ المعاني والمـباني*ويــا وتــرًا لأنــفــاسٍ تــذوبُ
فكم أطلقتَ في الافاقِ نجمًا*وبــدرًا عــن رؤانـا لا يــغــيــبُ
وأنـوارًا أضـأتَ بـهـا اللّـيـالـي*بِـصـبـحٍ زانَـهُ الثّـوبُ القشيبُ
لتقتبسَ الـمـعـاني مـن مَـعينٍ*طـواسـيـنًـا يــردّدُها الأديـبُ
وصغتَ لنا منَ الأبياتِ سِفرًا*وأنتَ بضادِنا الحذِقُ الأريبُ
نذرتَ الشّعرَ وقفًا للقضايا*وبيتُ قصيدِهِ القدسُ السّليبُ
فكم أبدعتَ للفصحى بنظمٍ*يـرنّـمُـه الـمُـقـدِّمُ والخـطـيـبُ
رحلتَ عن الرّبوع ِفغابَ عـنّـا*خــبــيـرٌ شــاعــرٌ فــذٌّ نــجــيــبُ
فعِش للسّامقاتِ من القوافي*ولا عاشَ المُدجّلُ والمُريبُ
فـبـعـدَكَ نـحـنُ أيــتــامٌ بـعـصرٍ*وأفــقٍ كــلُّ مــا فـيـهِ غـريــبُ
لـئن عـصـفـتْ بـكَ الآلامُ فـينا*وحلّـتْ في نوادينا الخُطوبُ
سـتـبـقى خـالـدًا رغــمَ الـمـنايا* وسُكناكَ الضّمائرُ والقلوبُ
الطواسين: أشعار الحلّاج الصوفيّة