السفير الألماني يزور “عامل” في الخيام ويلتقي مهنا و”مجموعة البازورية الإعلامية” تُكرّمه

مهنا: مع انتشار شعار “التنمية المستدامة”، كان الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء غنى

كتب مدير التحرير – المسؤول:
محمد خليل السباعي:

 

زار السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل، برفقته عقيلته الدكتورة إنا وينراوتنير، مركز “عامل” الصحي – التنموي – الاجتماعي في منطقة الخيام – مرجعيون، حيث كان في استقباله رئيس “مؤسسة عامل الدولية” د. كامل مهنا، وعقيلته السيدة فايدة، ومسؤولة مركز الخيام الصحي – التنموي ميسم حيدر والمنسق الصحي محمد الزايد، وماريون فابري، وفريق المؤسسة من برامج الصحة والحماية والتعليم.

 



والهدف من الجولة الميدانية، الاطلاع عن قرب على أنشطة وبرامج المؤسسة الصحية والتنموية، التي تنفذ في المنطقة بالشراكة مع وزارة التنمية الألمانية ومنظمة ميديكو، من أجل توفير حقوق أهالي الخيام – مرجعيون والنازحين على حد سواء، في مجال الرعاية الصحية الأولية، الدعم النفسي – الاجتماعي، إضافة إلى برامج التعليم.
بدأت جولة الوفد على مركز “عامل” الصحي – التنموي – الاجتماعي في الخيام، حيث تم الاطلاع على مختلف الأقسام والبرامج الصحية والتنموية التي يوفرها المركز لرواده من كل الجنسيات، وخصوصاً النازحين وأهالي المنطقة، ومن ضمنها رعاية المسنين وصحة الأم والطفل، والرعاية المنزلية لمصابي كورونا، وتوفير قاروات الأوكسجين والمعدات اللازمة، بالإضافة الى الأدوية للأمراض المزمنة والصحة النفسية، وتولى فريق برامج التعليم والتنمية الشرح حول أنشطة التعليم التي تستهدف فئات مختلفة من المواطنين والنازحين وتتلائم مع حاجاتهم، بالتوازي مع أنشطة التوعية والتمكين الاجتماعي للنساء والفتيات، لحمايتهن من كل أشكال العنف والتهميش، إلى جانب الأدوية والخدمات المتوفرة للناس والمنطقة، ومحاضرات التوعية والتثقيف.
وأبدى السفير كيندل إعجابه بثقافة المؤسسة والتزامها وبالتقنيات المتطورة والآلات المتوفرة في المركز، وقدرته على الوقوف إلى جانب الناس بأقل امكانات وضمن كل الظروف.

مــهــنــا
وشرح الدكتور مهنا بشكل مفصل عن دور المراكز الستة لعامل في منطقة مرجعيون – حاصبيا التي تمثل حالة لبنان الفريدة في التعايش والاندماج والتنوع، والتي تتركز في حلتا، فرديس، العرقوب، الخيام، إبل السقي، ومرجعيون، ورسالتها الجوهرية هي تعزيز إنسانية الإنسان وصون كرامته والعمل مع كل الناس بغض النظر عن انتماءاتهم في سبيل تنمية بيئاتهم المحلية وإشراكهم في عملية التغيير التي تناضل من أجلها مؤسسة عامل الدولية منذ أربعة عقود ونيف.
وتضمنت الزيارة جولة على مخيم سردا غير الرسمي، الذي يحتضن 1200 عائلة سورية يعانون من ظروف مأساوية، وتفقدوا عمل العيادة النقالة التابعة لمؤسسة عامل، والتي تجول يومياً في المخيم لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للنازحين، وجرى نقاش مع سكان المخيم حول أوضاعهم واحتياجاتهم، ومن ثم تفقد الوفد الوحدة التعليمية الجوالة التي تعمل مع 600 طفل من المخيمات، لمساعدتهم على البقاء ضمن النظام التعليمي، وتزويدهم بالدعم التعليمي والنفسي والصحي.
أطفال الشوارع

وتحدث الدكتور مهنا بشكل مفصل عن الأوضاع في لبنان خاصة منطقة الجنوب، التي عانت من الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة، ومن سياسة التهميش للمناطق الطرفية، مؤكداً على التزام المؤسسة بتوفير المساندة والتضامن مع المواطنين، عبر ثقافة التضامن وليس الشفقة والعمل على توفير مقومات الكرامة الإنسانية، وذلك في مختلف المناطق عبر 30 مركزاً وست عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة حماية خاصة بأطفال الشوارع موزعين في كافة الأراضي اللبنانية بقيادة 1400 متفرغ ومتطوع.

وأكد مهنا: “أن المقاربة الأساسية التي توجّه كل برامج مؤسسة عامل وخططها هي تقديم الأنموذج في إيجاد الحلول المستدامة، وليس الغرق في معالجة النتائج فقط، حيث تتولى مراكز عامل وعياداتها، توفير أفضل البرامج والخدمات التنموية لبسطاء الناس، وفي أكثر المناطق تهميشاً لمساندتهم للوصول إلى حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والحماية، لافتاً إلى أن صون كرامة الإنسان وتأمين الحق بالوصول إلى الحقوق الأساسية يتطلب تضامن عالمي وتحمّل مسؤولية من قبل صنّاع القرار والمؤثرين، كما يتطلب تقديم الأنموذج الناجح الذي يحتذى به لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والتحرر الوطني، وهو ما انشغلت عامل ببنائه خلال مسيرتها في لبنان وحول العالم”.
وشكر الدكتور مهنا السفير أندرياس كيندل، وجمهورية ألمانيا على مساندة “عامل” والتضامن مع شعب لبنان والنازحين على حد سواء، وعدم التخلي عنهم في شتى الظروف، معتبراً أن الشراكة الندية التي تجمع عامل بالمؤسسات الإنسانية الألمانية والوزارات المختصة هي أنموذج للشراكة الندّية، التي تساعد في النهوض بلبنان وبناء دولة العدالة الاجتماعية والتحرر من كل أشكال التبعية”.
من جهته، أبدى السفير كيندل إعجابه بانجازات مؤسسة عامل الدولية، خصوصاً لجهة ترفعها عن النعرات الطائفية والفئوية التي يعاني منها العالم العربي، وعملها في المناطق الشعبية، واعداً بدعم لبنان والاستمرار في مساندة البرامج الإنسانية التي تنفذها “عامل” وباقي المؤسسات الإنسانية لمواجهة الأزمة المعيشية المتفاقمة في لبنان.
مجموعة البازورية الإعلامية

في سياق منفصل، أقامت “مجموعة البازورية الإعلامية” ندوة تحت عنوان “مؤسسة عامل الدولية” أنموذج في صون كرامة الإنسان”، حاضر فيها رئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا، وذلك في قاعة الدكتور عبد الكريم قرعوني في البازورية، بحضور شخصيات وفاعليات تربوية ونقابية وثقافية وعلمية وجامعية وإعلامية.
بداية الإفتتاح بالنشيد الوطني، وتعريف من حوراء حسن جفال، ثم كلمة لرئيس “مجموعة البازورية الإعلامية” الدكتور مهدي قرعوني، استعرض خلالها انشطة المجموعة، مستذكرا ما قاله رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ الذي شدد على أهمية ونموذجية العمل الذي تقوم به المجموعة، مطالباً بتعميم تجربتها على المواقع كافة.
وألقى مهنا كلمة شكر فيها المجموعة، ذاكراً المرحوم عبد الكريم قرعوني ومثنياً على دور رئيس المجموعة والهيئة الادارية بضرورة الاستمرار بالعمل والعطاء. واستعرض تجربة مؤسسة عامل الدولية منذ ما قبل التأسيس، لافتاً إلى أن فكرة التأسيس لم تأتِ من فراغ، إنما من المعاناة التي شهدها على أرض الواقع، سواء معاناة أهل الجنوب وشعب لبنان، أم الشعب الفلسطيني أم غيرهم، من الاحتلال ومن الظلم ومن الطبقية وغيره”.
وأضاف مهنا: “واجهت عامل تحدياً كبيراً، في بداية التسعينيات من القرن الماضي، بعدما خرج لبنان من الحرب الأهلية. وتمثل هذا التحدي في الانتقال إلى مرحلة موضوعية مغايرة تماما، من حيث ظروف العمل والأهداف وآليات النشاط المتاحة، المحددة لمساحة التدخل الاجتماعي وأساليبه وفعاليته. خلال هذا الانتقال، وبفعله، اضطرت عامل إلى إعادة التموضع تنظيميا ولوجستيا، كما على مستوى وضع الخطط والبرامج وطرق التفكير. إن أهم ما وضعته القيادة نصب أعينها هو أنها أمام مجتمع مدمر، خارج لتوه من حرب أهلية مريرة، وما زال ينظم مقاومة مشروعة، لدحر الاحتلال الإسرائيلي عن أرضه، ولم تسلم من غطرسته كوادر المؤسسات المدنية والأهلية. فكان لا بد من إقامة ورشة مركزة لمراجعة التفكير والخطط، وإعادة بناء عامل وفق متطلبات المرحلة الجديدة”.
وتابع مهنا: “نحن في عامل، نرى أن لا إمكانية لصناعة التغيير في لبنان أو اي مكان آخر، عبر قوالب مستوردة من المجتمعات الأخرى، وخصوصا الغربية، ذلك أن بنية كل مجتمع تتطلب أدوات مختلفة ومدروسة لمعالجة مشكلاته وحاجاته، وقد راكمت مؤسستنا خلال تجربتها الطويلة خبرات ونظرة عميقة في المشكلات والأزمات الاجتماعية التي يعاني منها لبنان، ولاحقا استطاعت تكوين فكرة عملانية حول النسيج الاجتماعي للاجئين السوريين والعراقيين، والنفوذ عبره لإيجاد جسور تواصل ودمج مع المجتمع المضيف، وهذا ما يجعلها محصنة أمام المخططات والخروقات التي تحاول بعض الجهات تحقيقها من خلال بعض منظمات المجتمع المدني”.
وأكد مهنا: “أن “مؤسسة عامل الدولية”، ومن خلال برامجها الإنسانية القائمة على تمكين الإنسان ليكون قادرا على تحصيل حقوقه والتحكم بمصيره، إنما تساهم بشكل مباشر في صوغ الثقافة النضالية التي تتيح للإنسان أن يبني عالما جديدا، أكثر عدالة وأكثر إنسانية، ذلك أن برامج عامل تخلق فعلها الثقافي من خلال مستويين، الأول من خلال التنقيب في طاقات الإنسان الكامنة وتمكين مهاراته ومعارفه، عبر تدريبات وأنشطة وجلسات توعية، والمستوى الثاني من خلال استخدام الفنون المختلفة كعلاج وكأداة تمكين وتعبير ضمن مراكزها وبرامجها، فالعمل الإنساني في جوهره بالنسبة لعامل هو أن يكون الإنسان مدركا لدوره في صناعة الحضارة وقادرا على القيام بهذا الدور، لذلك نحن لا نفصل بين التنمية وتعزيز الإنسانية. نحن نسعى مع الناس لحفظ كرامتهم الإنسانية، ونحفظ كرامتنا عندما نعمل مع الغرب. إن هذه المسيرة ستمضي نحو المستقبل، ونعد اللبنانيين، بأن تستمر عامل بالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني في صيدا والبلديات، وأن تستمر في عطائها، ونضالها والعمل في سبيل بناء دولة مدنية ديمقراطية، مدافعة ما استطاعت عن قضايا الشعوب العادلة وحقوقها في مختلف المجالات، وفي المقدمة قضية فلسطين”.
في الختام قدم قرعوني هدية رمزية لمهنا، الذي قدم بدوره كتاب “ملحمة الخيارات الصعبة”.
مشاركة مهنا
من جهة أخرى، شارك المنسق العام “لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية”، رئيس مؤسسة “عامل” الدولية، الدكتور كامل مهنا في إحتفالية “الإطلاق الإقليمي لتقرير حالة التطوع في العالم لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين 2022″، والاستراتيجية العربية لدعم العمل التطوعي للجامعة تحت عنوان بناء مجتمعات متساوية وشاملة.
الحدث الذي انطلق من مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، أقيم بحضور “الأمين العام المساعد رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية”، السفيرة هيفاء أبوغزالة، وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية الدكتورة نيفين القباج، ونائبة السفير اللبناني رحاب أبو زين، المستشار جمانة الغول من مندوبية فلسطين في جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا، ومندوبين عن الدول العربية والأمم المتحدة وهيئات المجتمع المدني العربية والعالمية.
وقال مهنا في كلمة له: “إن قضايانا الإنسانية المشتركة، ونضالنا من أجل النهضة العربية، هي عناصر تجمع شملنا العربي وتسمو بنا فوق الخلافات والانقسامات التي أوجعتنا أكثر من أي عدوان أو استهداف خارجي لأمتنا، فنحن مسؤولون جميعا أن نعيد لوطننا العربي نهضته ووحدته، وأن نناضل من أجل نصرة القضايا العادلة لشعوب العالم كلها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.

وتحدث مهنا بشكل مفصل عن مؤسسة “عامل” مؤكداً أنها “حرصت خلال مسيرتها على اقتران القول بالفعل بعكس الثقافة المهيمنة في العالم”. فقال: “مع انتشار شعار “التنمية المستدامة”، كان الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء غنى، وفي خضم انتشار خطاب حقوق الإنسان والمساواة نشهد أعنف مظاهر عنصرية واشتداد للحرب في العالم، ما يعني أن هناك فجوة حقيقية بين القول والممارسة، لذلك اعتمدت عامل على الخبرة الميدانية مع الناس لاستخلاص الدروس والعبر والممارسات الفضلى، وهو ما ساهم في ريادة تجربتها المحلية التي أصبحت دولية وفاعلة على الصعيد العالمي في أوروبا وآسيا وقريباً في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، تحت شعار “التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر”، حيث خصصت المؤسسة برامج مصممة للنهوض بالإنسان والمجتمع معتمدة توجه مثلث الأضلاع: خدمة – تنمية – حقوق”.
وأوضح مهنا أنّ “المقاربة الأساسية التي توجّه كل برامج مؤسسة “عامل” وخططها هي تقديم النموذج، في إيجاد الحلول المستدامة، وليس الغرق في معالجة النتائج فقط، حيث تتولى مراكز “عامل” وعياداتها العمل على أفضل البرامج التنموية، لتمكين بسطاء الناس في أكثر المناطق تهميشاً، للوصول إلى حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والحماية”، مشيراً إلى أن “توزّع مراكز “عامل” في كل المناطق اللبنانية”.
وختم مهنا: “إن هوية التطوع هي هوية إنسانية كونية، تجمع الطاقات الإنسانية الخلاقة والمعطاءة في سبيل مساعدة أصحاب الحاجة، وتحسين فرصهم في الحياة، وهي بالنسبة لمؤسسة عامل، تعني أن يكون الإنسان متمكناً بذاته، فاعلاً في نهضة مجتمعه ومتطلعاً إلى بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية، وهو ما نطمح أن يكونه الإنسان العربي، الإنسان الناهض بمجتمعه الملهم للأمم الأخرى.
ملخص التقرير
والجدير بالذكر أن التقرير الذي اعتمد على دراسة نماذج تطوعية رائدة في العالم العربية ومن بينها تجربة مؤسسة عامل الدولية، يهدف إلى تسليط الضوء حول دور المنظمات الإنسانية التطوعية في نهضة المجتمعات العربية، وصياغة استراتيجية لتعزيز العمل التطوّعي استناداً إلى الإستراتيجية الإقليمية للتطوّع الخاصة بجامعة الدول العربية. وتهدف الإستراتيجية الإقليمية للتطوع الخاصة بجامعة الدول العربية، التي وُضعت بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، إلى زيادة تعزيز دور العمل التطوعي من أجل التنمية الوطنية، ولتحقيق إنجازات أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وبناءً على ذلك، تعمل العديد من بلدان المنطقة بنشاط ونجاح على تعزيز العمل التطوعي من خلال المبادرات الوطنية، والانتقال من التطوع الإغاثي إلى التطوع التشاركي التنموي الحقوقي.

شاهد أيضاً

طريقة عمل الفراخ البانية

المقادير 1/2 كيلو فراخ صدور فيليه 2 بيضة 3/4 كوب دقيق 1 كوب زبادي 1كوب …