الخارج المؤثر في انتخابات رئاسة الجمهوريّة هذه توجّهاته فرنسا أكثر المهتمين… وأميركا شغّلت سفارتها… والسعوديّة تتريّث

كمال ذبيان

لم تصدر بعد اشارات خارجية مباشرة حول الاستحقاق الرئاسي، سوى النصائح التي تسديها الدول المعنية بلبنان، بضرورة انجاز انتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها الدستوري، كما حصلت الانتخابات النيابية في ايار الماضي.

والدول المؤثرة في هذه المرحلة بالاستحقاق الرئاسي، هي الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واحيانا بريطانيا، كما ايران وتركيا اقليميا، والسعودية ومصر وسوريا عربياً، وكل دولة ترى في الاستحقاق ما يؤمن دورها، لا سيما ان لبنان وبعد اكتشاف النفط والغاز في مياهه الاقليمية، منذ اكثر من عقد تحوّل الى دولة صاحب ثروة تقدر بمئات مليارات من الدولارات.

وفي السفارة الاميركية، كما في واشنطن، فان الملف الرئاسي مطروح على طاولة المسؤولين، الذين يرغبون برئيس للجمهورية، بعيد عن حزب الله ولا تأثير له فيه، وغير مرتبط بمحور اقليمي يمتد من ايران الى سوريا، اذ تتحدث مصادر ديبلوماسية عن ان الادارة الاميركية برئاسة جو بايدن، التي تقيم مفاوضات غير مباشرة مع ايران حول الاتفاق النووي، لا تمانع اذا توصل الطرفان الى تجديد الاتفاق حول البرنامج النووي، ان يكون رئيس الجمهورية متعاطفاً مع محور المقاومة، وهذا ما حصل بعد الوصول الى الاتفاق في عهد الرئيس باراك اوباما عام 2015 وبمشاركة الدول الخمس، اذ فتح الطريق امام التسوية الرئاسية التي تمت في العام 2016، بين تياري “الوطني الحر” و”المستقبل”، وادت الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وفق قراءة المصادر، التي تعتبر اي تطور في ملف المفاوضات الاميركية ـ الايرانية مسهّلا لعملية الانتخاب، وليس بالضرورة مرتبطا بها مباشرة.

وفي الجانب الفرنسي، فان الرئيس مانويل ماكرون مهتم بالوضع اللبناني، منذ ما بعد الانفجار في مرفأ بيروت، وتقدم بمبادرة حث فيها الاطراف اللبنانية الى تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية، وشجع على وصول رئيس للحكومة من خارج الطبقة السياسية الحاكمة، وتمت تسمية السفير مصطفى اديب الذي اعتذر بعد اسبوعين على تكليفه، لكن فرنسا لم تتراجع عن دورها في لبنان، الذي كانت وراء انشائه في العام 1920، وهي مستمرة في تثبيت نفوذها فيه، وتأمين مصالحها عبر شركاتها في الهاتف الخليوي (ALFA) والتنقيب عن النفط (توتال)، او الكهرباء، كما في طرح اعادة بناء اهراءات القمح في مرفأ بيروت.

فالاهتمام الفرنسي بالاستحقاق الرئاسي متقدم عن الاميركي، اذ ان باريس تتواصل مع الرياض لتفاهم مشترك على مرشح لرئاسة الجمهورية، وعرض ماكرون على ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ذلك، لكن الجواب السعودي كان التريث باعطاء رأي مبكر، بانتظار التطورات الاقليمية والدولية، ومتابعة الحوار السعودي ـ الايراني.

فالسعودية، لن تنأى بنفسها عن الاستحقاق الرئاسي، كما في كثير من المراحل التي تعرّض فيها لبنان الى ازمات، حيث يُنقل عن مسؤولين في المملكة، ان كل ما يهمهم في هذا الاستحقاق ان يكون المرشح مؤمنا باتفاق الطائف وملتزما بتطبيقه، والذي تنظر اليه المملكة على انه صُنع لديها وهي حريصة عليه، كما ترغب برئيس للجمهورية يؤكد على انتماء لبنان العربي، ويبقى مع اشقائه العرب في السراء والضراء، وان هذا الموضوع اساسي لديها بعدم خروج لبنان عن محيطه العربي والالتحاق بجغرافية غير التي ينتمي اليها، وسيكون لها موقف من الانتخابات الرئاسية، خلال الاسبوعين القادمين، وتأمل ان يكون رجل اصلاح وحوار، ولا ينخرط مع مجموعات الفساد.

وفي ظل التريث السعودي في قول كلمة الفصل في الانتخابات الرئاسية، فان ايران تثق بحزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله، وتترك الخيار له كشأن لبناني داخلي، وان وقوف حزب الله مع خيار العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية تركته له، وهو الامر نفسه لسوريا التي منذ خروجها من لبنان، لم تعد تتدخل في شؤونه سوى ما يرتبط بالعلاقة بين الدولتين.

شاهد أيضاً

اليمن ” والمرحلة الرابعة من التصعيد”

بقلم : راسم عبيدات اليمن دائماً يقرن القول بالفعل بالوقوف الى جانب شعبنا وقضيتنا ومظلوميتنا …