بلدٌ “طائرٌ”… والنجيبُ يبيعُ “سمكاً في البحرِ”!

بقلم الكاتبة الهام فريحة

 

وكأنَ لا إفلاسَ في البلدِ ولا إنهيارَ عملةٍ ولا جوعَ ولا ذلَّ، حتى يتسابقَ المسؤولونَ للسفرِ الى نيويورك لحملِ قضيةِ لبنانَ.
أيُّ قضيةٍ قد يحملها “النجيبُ” في نهايةِ هذا الاسبوعِ الى نيويورك، قبلَ عشرةِ ايامٍ إذا لم يسافرْ رئيسُ الجمهوريةِ الى نيويورك.
يبدو البلدُ “طائراً” مع منْ يُديرونهُ…
بلدٌ طائرٌ ومعلَّقٌ في مهبِ الريحِ، ومنْ يدَّعونَ إدارتهُ يستفيدونَ من المناسبةِ السنويةِ للاممِ المتحدةِ حتى يرفِّهوا عن أنفسهمْ…
ها هو “النجيبُ” وبعدَ ان سرحَ ومرحَ “يختُهُ” في البحرِ الابيضِ المتوسطِ وكورسيكا واليونان وايطاليا وفرنسا قبلَ اسابيعَ،
يشدُّ الرحالَ الى اميركا تحتَ عنوان لقاءاتٍ مع صندوقِ النقدِ ومع قادةِ العالمِ، لبحثِ ازمةِ لبنانَ والترسيمِ والنازحينَ والانهيارِ الماليِّ…
حتى ولو كانَ “النجيبُ” ذاهباً على حسابهِ، ونشكُّ بذلكَ، فهلْ ستدفعُ الدولةُ مصاريفَ “الفرقةِ السبَّاقةِ” والفريقِ الصحافيِّ والفريقِ الامنيِّ والاستشاريِّ بالعملةِ الصعبةِ..؟
سواءَ كانَ مرافقاً “للنجيبِ” ام لرئيسِ الجمهوريةِ؟
ماذا اعطتْ “النجيبُ” رحلاتُهُ السابقةُ، وهو بالكادِ كانَ يقتنصُ الفرصةَ عندَ زاويةٍ ما، للسلامِ على وزيرٍ او ملكٍ او رئيسٍ او وليِّ عهدٍ..
***
ها همْ الفرنسيونَ والسعوديونَ يجتمعونَ في باريس لتنسيقِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ اللبنانيةِ، وقد اجتمعوا بكُثُرٍ من النوابِ اللبنانيينَ الذينَ ذهبوا الى العاصمةِ الفرنسيةِ ولم يتغيرْ شيءٌ،
بالنسبةِ لمساعدةِ لبنانَ مالياً، فكيفَ يتبرَّعُ موقعُ “نجيب ميقاتي” الاخباريِّ للحديثِ عن معطياتٍ عن دعمٍ خليجيٍّ ماليٍّ للبنانَ؟
وأينَ اصبحتْ تتمةُ الاتصالِ الهاتفيِّ بينَ النجيبِ وولي العهدِ السعوديِّ برعايةٍ فرنسيةٍ؟ ماذا حصلَ؟ لا شيء…
إذا كانَ النجيبُ ذاهباً لبحثِ مسألةِ النازحينَ، فقد تأخرَ كثيراً ولنْ يسمعهُ احدٌ،
وإذا كانَ ذاهباً للبحثِ مع صندوقِ النقدِ الدوليِّ، فماذا حصلَ بخطَّتهِ للتعافي والتي على سبيلِ التذكيرِ، عندما ذهبَ في المرَّةِ الاخيرةِ الى مجلسِ النوابِ،
وعدَ النوابَ بارسالها وها قد مضى اربعةُ اشهرٍ على الزيارةِ ولا شيءَ سوى بيعِ “سمكٍ بالبحرِ” كما جاءَ في خطَّتهِ الشفهيةِ..
وها هو اليومَ يبيعُ من جديدٍ لموظفي اوجيرو سمكاً بالبحرِ ووعوداً بحلِّ مسألتهمْ مُعوِّلاً على ايراداتِ الموازنةِ التي ستُقرُّ هذا
الاسبوعَ.

الجميعُ ينتظرُ إقرارَ هذهِ الموازنةِ.
موظفونَ، اساتذةُ مدارسَ وجامعاتٍ، سلكٌ عسكريٌّ، جماركُ، اوجيرو، اداراتُ الدولةِ، ولكنْ هلْ ستكونُ الارقامُ على صعيدِ النفقاتِ والايراداتِ واقعيةً مع استمرارِ القفزاتِ العاليةِ للدولارِ الاميركيِّ، وماذا بعدَ إقرارِ الموازنةِ؟ ما الذي سيتغيَّرُ؟ لا شيءَ..
يسافرُ المسؤولونَ عندنا على بساطِ الريحِ وينامونَ على حريرِ الوعودِ التي يعطونها للناسِ..
الناسُ تخدَّرتْ واستسلمتْ وتعيشُ يومها بيومها، وللأسفِ لا يُدركونَ ماذا ينتظرهمْ في الغدِ من مآسٍ…
تابعوا بيعنا سمكاً بالبحرِ.. المنتظرُ صنَّارةُ “آموس” هوكشتين لعلَّها تنقذُ البلادَ من ورطةٍ بعدَ سبعةِ ايامٍ حينَ يعطينا جوابهُ النهائيَّ…!

شاهد أيضاً

مؤتمر في المعهد الفني الانطوني -الدكوانة عن العمارة الدينية في لبنان

بوعبود: “لا نفهم تاريخنا بدون ماضينا ولا تحفظ الأوطان بدون التضحيات” كتب مدير التحرير المسؤول …