لا اتفاق حول الملف النووي الإيراني

أحمد رفعت يوسف

بيان بريطاني فرنسي ألماني يقول ان مطالب إيران (في مفاوضات الملف النووي) تثير شكوكا جدية حول نواياها بشأن الالتزام بالاتفاق النووي.. وان إيران لم تستغل الفرصة الدبلوماسية في مفاوضات الاتفاق النووي واستمرت في توسيع برنامجها النووي.
ويؤكد البيان أن الاوروبيين سيتشاورون مع شركائهم الدوليين حول كيفية الرد على التصعيد النووي الإيراني المستمر بعد رفض طهران الدخول في الصفقة المقترحة.

***************
واضح من البيان الأوروبي المرتهن كليا للموقف الأمريكي، أن المفاوضات متعثرة وأصبحت ميتة سريريا بانتظار إعلان وفاتها.
عندما كانت وكالات الأنباء تنقل أخبارا عن تحقيق تقدم في مفاوضات الملف النووي الإيراني، وان ما تبقى قليل، وذهبت بعض الأخبار والتقارير إلى القول بأنه يتم إعداد القاعة التي ستستضيف وزراء خارجية الدول المشاركة في المفاوضات لتوقيع الاتفاق، وذهبت تقارير أخرى إلى الحديث حتى عن نوع الأقلام التي سيستخدمها وزراء الخارجية لتوقيع الاتفاق.
حينها كتبت بأنه لن يكون هناك اتفاق.. وكانت الآراء والتعليقات بمعظمها مخالفة لما كتبت، وذهب البعض إلى التشكيك بقدرتنا على قراءة الأحداث وتحليلها، لكنني لم اغير رايي.
وتكرر الأمر خلال الجولة الثانية من المفاوضات، عندما تفاءل البعض أكثر بأنه تم تذليل معظم العقبات التي تعرقل التوصل إلى اتفاق، لكن رايي بقي بأنه لن يتم توقيع اتفاق، لياتي البيان اليوم الثلاثي الاوروبي ويؤكد ذلك،
طبعا حينها لم.اكن اجتهد، ولم اكن اتوقع، ولم اكن اضرب في المندل، وانما من قراءة موضوعية لما يحيط بالمحادثات.
وأول وأهم شروط القراءة الموضوعية تقتضي فهم اللغة الدبلوماسية للأطراف المتفاوضة وخاصة المفاوض الإيراني، لانه يشكل طرفا مقابل بقية المتفاوصين وتحديدا الأوروبيين أصالة عنهم ونيابة عن الأمريكي الغائب بشكل مباشر عن المفاوضات بسبب انسحاب امريكا من الاتفاق.
فالإيراني الذي يفاوض من منطق القوة، له مدرسة خاصة به في اللغة الدبلوماسية على طريقة حياكة السجاد الإيراني، الذي يحيكه قطبة قطبة، وبمهارة حتى تكتمل الصورة وتخرج إلى الوجود سجادة فاخرة وبصورة تكاد تنطق.
فالإيرانيون كانو دائما يقولون نحن جاهزون لتوقيع الاتفاق فور تلبية المصالح الإيرانية، وضمان حق إيران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.
ويقولون أن كل شيء جاهز فور موافقة الأمريكيين والأوروبيين على التزاماتهم.
وكانوا يقولون أن ماتبقى هو القليل.
وبدورهم، الأوروبيون والامريكيون كانو يقولون بأنه تم إنجاز معظم بنود الاتفاق ولم يبق إلا القليل وذهب البعض إلى القول أنه تم إنجاز نسبة 98 بالمئة من الاتفاق ولم يبق سوى 2 بالمئة.
طبعا كل هذا الكلام من الجانبين كان صحيحا وكان يوحي بأنهم على وشك التوصل إلى اتفاق وأنه يتم التفاوض لإنجاز القليل مما تبقى، لكن وراء هذه اللغة الدبلوماسية كان هناك شيء يقول.. إن هذا القليل الذي تبقى هو بلوكات يصعب اختراقها، وأنه من المستحيل توقيع الاتفاق قبل إنجازها.
فمثلا هناك شرط ايراني برفع كامل العقوبات ورفع المكونات الإيرانية ومنها الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وهذا الأمر لايستطيع حتى الرئيس الأمريكي إنجازه، وحتى مجرد الوعد به، لأنه مرتبط بموافقة الكونغرس الذي لن يوافق.
كما ان الإيرانيين لن يوقعوا الاتفاق قبل تحقيق مطالبهم والتوصل إلى صيغة تضمن عدم انسحاب امريكا من اي اتفاق يتم التوصل إليه، وهذا التعهد لايستطيع الرئيس الأمريكي تقديمه لأنه منوط أيضا بموافقة الكونغرس.
هذا يؤكد انه لا اتفاق حول الملف النووي الإيراني .. ومن يريد الحديث والبحث عن مستقبل المنطقة، عليه قراءة الأوضاع على هذا الأساس.

 

شاهد أيضاً

حاكم الشارقة يشهد إطلاق النسخة 16 من “جائزة اتصالات لكتاب الطفل”

الشارقة – من عمر الجروان المكتب الإعلامي لصاحب السمو حاكم الشارقة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة …