اغتيال ابنة دوغين.. تفاصيل لم تُنشر

 

ليليان معروف

جمعت الحرب الأوكرانية الرّوسية ضمنها عدّة حروب في واحدة وكلّها مرّت على مراحل متسارعة لم يتوقف عندها الدب الرّوسي ولم تُقلّم أظافره بل قلّم أظافر أعدائه الذين جابهوه بكافة الأسلحة بدايةً بالحصار والعقوبات، وليس انتهاءً بحرب القمح وحرب المياه و واجههم هو الآخر بحرب الغاز وخسروا الرّهان،انتصر عليهم وبقي بيدهم لعبة الموت والاغتيالات وإبراز العملاء، فمن لن يرضى بمبالغ طائلة مقابل اغتيال شخص دسم سياسياً بل كما دعاه البعض العقل المدبّر لبوتين “ألكسندر دوغين”, وفشلوا في هذه أيضاً، وأعتقد أنّ قتل ابنته عوضاً عنه سيجعله ينتقم بشدّة من غرمائه.

تتحدث مصادر في روسيا لرأي اليوم عن المساهمين في اغتيال ابنة دوغين ويأتي الاتهام البديهي للأوكران الذين هم ضالعين بشدة ولهم المصلحة الأولى في الاغتيال، أمّا المتهم الثاني هو الدولة الأذربيجانية حيث كان لدوغين عداوة معهم، كما كان للموساد الدور الأهم في نقل المعلومات وإيصالها للطرف الأذربيجاني كما ذكر المصدر حيث نتج الاغتيال عن تعاون استخباراتي عالي المستوى تمّ فيه مراقبة أليكسندر وعائلته لفترة طويلة عن كثب، وهو الآن يخضع لحراسة مشددة في مكان لا يعرفه العامة، لتتم حمايته من أي محاولة اغتيال مستقبلية، مرجّحاً المصدر أنّ عملية الاغتيال كانت ستتم بمادة سامّة أو عبوة ناسفة في بيته بسبب سهولة الوصول إلى دوغين و لأنه لا يرافقه حراسة في العادة.

وعن الأسباب وراء عملية الاغتيال يتحدث رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي و للتنبؤ الروسي دينيس كوركودينوف بداية عن ضلوع أذربيجان في العملية ويؤكد دينيس أنّ ألكسندر دوغين كان المخبر الرئيسي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأرمينية خلال صراع كاراباخ الثاني وبفضل مشاركته تمكّن الجيش الأرمني من إجراء عدد من عمليات الاستطلاع النّاجحة في القوقاز ما زاد العلاقة توتراً بين روسيا وأذربيجان والتي هي على صراع دائم مع أرمينيا، أمّا عن المتهم الثاني “أوكرانيا” فقد أكد دينيس أن ما يدفع الأوكران للمساهمة في اغتيال ألكسندر دوغين بقوة أنه عمل مؤخراً على تنظيم استفتاءات بشأن انضمام مناطق زابوروجي وخاركيف وخيرسون في أوكرانيا إلى روسيا،إضافة إلى ذلك كان لألكسندر دوجين تأثيراً كبيراً للغاية كخبير استراتيجي سياسي في جمهوريات دونباس، وبحسب دينيس فقد كان لألكسندر دور مهم أيضاً في تقدّم القوات الرّوسية في أوكرانيا ودفع الحملة العسكرية الرّوسية، كما أنّه دخل مراراً وتكراراً في صراع مباشر مع السّياسيين الأوكرانيين الّذين هدّدوه علنًا بالقتل، والذي تم أخيراً فيه اغتيال ابنته من خلال عملاء سرّيين في موسكو حيث شاءت الصّدف أن يستقل سيارة أُخرى بدلاً من السيارة التي كان سيستقلها مع ابنته وحينها لم يعلم الإرهابيون بتبديل دوغين لسيارته.

أمّا عن مشاركة الموساد الاسرائيلي الذي كان له دور ايضاً فقد شكلت العلاقات الأخيرة المتوترة بين روسيا واسرائيل التي أدت إلى إغلاق الوكالة اليهودية عاملاً مهماً في ذلك.
وأمّا عن نتائج التحقيق فيقول دينيس أنها ستظهر خلال شهرين ويتم التأكد حينها مَن خلف هذه العملية، وهل يمكن أن يكون هناك لاعبون أخرون لهم يد خفية أُخرى؟
مؤكداً أنّ ذلك لن يؤثر على العملية الرّوسية الخاصة في أوكرانيا وأنّ لموسكو حساباتها في الرد.
أما عن بقية التفاصيل عن مقتل داريا دوجينا بحسب جهاز الأمن الفيدرالي:
الاول: الخدمات الخاصة الأوكرانية وراء الجريمة.
الثاني: المؤدي : مواطنة أوكرانية ناتاليا فوفك ، ولدت عام 1979 وصلت إلى روسيا في 23 يوليو مع ابنتها صوفيا شعبان من مواليد 2010 .
الثالي: استأجروا شقة في البناء الذي عاشت فيه داريا دوجينا في موسكو .
الرابع: استخدمت سيارة ميني كوبر للمراقبة .

الخامس: في يوم الجريمة حضرت فوفك وابنتها إلى مهرجان التقليد، وبعد عملية الاغتيال غادرا عبر بسكوف إلى إستونيا .
السادس: في الوقت نفسه عند دخول روسيا تم استخدام أرقام DPR – Е982ХН DPR ، في موسكو – كازاخستان بأرقام 172AJD02 ، وعند المغادرة – الأرقام الأوكرانية
أما عن تفاصيل العملية بحسب الوكالة الروسية ماش:
تم الإعلان عن بيع سيارة ميني كوبر بأرقام AH7771IP في 19 أغسطس على موقع الإعلانات المبوبة الأوكراني بواسطة أحد الأشخاص المعروفين ويدعى دانيل شعبان حيث تمت إزالة الإعلان الآن ، لكنه لا يزال موجوداً في الأرشيف، أي تمّت عملية الشراء قبل عملية الاغتيال بيومين.
كانت سيارة دوغين ملاحقة من أشخاص مع هواتف غير شخصية بحيث في حال تم اتصال من شخص منهم يتم الانفجار وهذا الكلام معتمد في التحقيقات الروسية ، وتم تتبع سيارة دوغين التي كانت تقف على جانب الرصيف من انطلاقها حتى الوصول إلى الحفل التقليدي في مقاطعة زاخاروفا حتى مكان الانفجار, وبعد التفجير وإرسال الإشارة للبدء بالتفجير اختفت الهواتف من الشبكة وذلك بحسب وكالة الأنباء الروسية وسرد تفاصيل العملية.
وبهكذا عملية مدبر لها دولياً تبدأ روسيا مرحلة جديدة من عمليات الاغتيال على مستوى عالٍ من التخطيط الذي لعبت فيه العناية الإلهية أو الصدفة أو حسن الحظ دوراً في انقاذ العقل المدبر لبوتين، فهل سيستطيع بوتين اجتياز هذه الحرب الجديدة ضده، وهل سيستخدم أساليب مماثلة خاصةً بعد الأنباء عن العثور على جثة أحد أجهزة الأمن الأوكران مقتولاً في شقته بعيد حادثة الاغتيال؟ هل حقاً بدأ بوتين ساعة الصّفر؟

شاهد أيضاً

قيادي في حماس استهدفته إسرائيل بين لبنان وسوريا… أحزاب البقاع دانته والداوود وصفه ب”الهزيمة الصهيونية”

أحمد موسى كواليس| استهدفت مسيرة إسرائيلية القيادي في حركة حماس شرحبيل السيد ومرافقه محمد رمضان …