مرشح الجمهورية والمواصفات الوطنية

نضال عيسى

أيام أصبحت قليلة تفصلنا عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظروف تمر بها البلاد أقل ما يقال عنها أنها كارثية
ليس بالوضع الاقتصادي الصعب ولا المادي المنهار ولكن يجب البحث عن رئيس جمهورية يحمل مواصفات الوطنية قبل كل شيء
فالانتماء للوطن هو أساس النهوض به مهما كان هذا المرشح يحمل من شهادات علمية وخطط مستقبلية فإذا لم يكن يملك الوطنية فحتما” نحن ذاهبون إلى كارثة أكثر إيلاما” من الإقتصادية والمادية التي نتخبط بها
فالبنان في مواجهة دائمة مع عدو مغتصب وينتهك الأجواء والأرض والمياه بشكل يومي غير مكترث بالقرارات الدولية وعلى مَن يريد الترشح لهذا المنصب عليه أن يدرك جيدا” أن المواجهة مع العدو لن تكون في تصريح او بيان عند حصول الأعتداءات فهذا العدو لا يفهم إلا بلغة القوة والسلاح
رئاسة الجمهورية هي تمثل لبنان بكل طوائفه واحزابه ومَن يريد أن يكون في سدة المسؤولية عليه أن يدرك مَن جلب على أمتي هذا الويل وعليه أن يقرأ جيدا” المفكر أنطون سعادة عندما اطلق هذا القول نتيجة اتفاق سايكس بيكو ومعاهدة وعد بالفور القاضي بأنشاء كيان غاصب في أمتنا السورية ونشر هذا السرطان المميت في محيطنا السوري وتخاذل بعض الأعراب والهرولة إليه طمعا” بالبقاء في مراكز المسؤولية
وإذا أردتم استخدام أقوال سعادة عليكم أن تقرأوه جيدا وتشاهدوا ماذا حصل في فلسطين الجريحة واغتصابها منذ العام 48 وسلخ القدس تحت أنظار العرب المساكين
لمَن يريد قراءة أنطون سعادة عليه أن يعترف بأن احتلال لبنان من قبل العدو لأكثر من عشرون عاماً مترافق مع مجازر بحق الأطفال والشيوخ والشباب ووضعهم في المعتقلات وتعذيبهم حتى الأستشهاد ويجاهر بعداءه لهذا العدو.
وعلى مَن يريد أن يستخدم كلمات المفكر أنطون سعادة عليه أن يدرك ان دمشق هي بوابة العروبة وان إسرائيل هي العدو
مَن يريد أن يخوض الأنتخابات الرئاسية في لبنان يجب أن يكون وطنيا” في هويته وانتماءه لا ان يكون قاتلا” على الهوية عميلا” إسرائيليا” مجرما” بحق أبناء بلده وليس قاتلا” لرئيس حكومة، هذه هي المواصفات التي لا يجب أن تكون في مرشح يطمح برئاسة الجمهورية