الخطاب السياسي والفكري والفني بكل أنواعه

 

عاشوراء وإعادة تأهيل وتصحيح تاريخ ثورة الحسين

بقلم// جهاد أيوب

 

لم تكن عاشوراء حادثة دينية فقط، ومن يضعها في هذا القالب يرتكب فعل الغباء المتعمد، ولم تكن مجرد رجل يبحث عن ميراثه وزعامته ونصيبه من الحكم، ومن يفكر بذلك يكون جاحدا يكره الحقيقة ومن زمر الفاسدين، ولم تكن ايضا مجرد صرخة لتصحيح دين محمد والسلام، ومن يؤمن بذلك كما يؤمن بنصف الحقيقة! عاشوراء بكل تفاصيلها، وبكل الصور التي تقدم فيها حتى المبالغ عنها ويرفضه العقل والمنطق هي تستحق الدراسة بترو وتاني، دراسة لاستمرار الحقد المبطن على الحسين وثورته، ودراسة العشق المتطرف للحادثة وسيدها، والاهم دراسة اسباب الحدث، وحدود الحدث، وافاق الحدث، والهدف من الحدث، وما بعد الحدث! رغم مرور هذه السنوات على حادثة الطف أو كربلاء، ورغم ارتفاع صوت الحدث الجريمة ضاقت المعلومات الفكرية والعلمية، وانحصرت بالخبرية، والسيرة الاسطورية، والبكائيات، والخطابية دون الولوج بعمقها! ورغم تعدد وسائل الطرح، وكثافة السرد الكلامي والنصوص المكتوبة سجنت هذه الحادثة التي وجب ان تغير التاريخي الانساني والبشري والسياسي والديني والاجتماعي، سجنت في طائفة، واخذت هذه الطائفة بالانقسام حول مفهومها مع الحفاظ على طقوسها! ورغم تعدد الطرح، ومناقشة الحالة ظلت قضية الحسين مجرد ذكرى نخوض فيها لأيام معدودة في السنة ومن ثم كل يذهب إلى عالم مختلف، وقد نتباهى بأننا اشتركنا في جلسة فكرية مناسباتية مع شخصيات مسيحية وسنية متهمة ومهتمة، ومعتدلة، وعلمانية، وشيعية مشككة أو مؤمنة، ولكن ذلكك ظل ضمن النخب في ساعة من التغني والتعظيم والاحترام، ومن بعدها اعجاب بالكلمات وتناول الطعام، والخروج إلى ندوة وقضية اخرى! بهدوء، وبعيدا عن التطرف الفهمي، والجهل السياسي، والعنصرية الدينية لا بد أن نعترف أن ما قام به الإمام الحسين حتى البرهة لم يقرأ قراءة صحيحة، ولم تصل رسالته كقيمة انسانية وسياسية معاصرة ومتحركة خارج جمود التاريخ بل تحرك المستقبل، لم تصل بشكل صحيح، ولم تجد طريقها إلى الانتشار الاوسع والاشمل والاهم، والاسباب كثيرة وواضحة منها أن من يقوم على ابراز عاشوراء يتعمد ان تكون موسمية ضمن طقوس محددة ولطائفة خاصة، وأخر يعتبرها مناسبة للشحن الطائفي لاستغلالها في صناديق الانتخابات وتكريس الزعامات المتطرفة، أو تجاهلها من قبل طوائف اسلامية لا تؤمن بحقيقة وجوهر الإسلام بقدر إيمانها بصورة شكلية فارغة من الاسلام تزيد عدد المسلمين دون صوت او نفع مؤثر في الوجود وتطور الحياة، وهؤلاء يسعدون ان ظل المسلم متخلفا لا يؤمن بالعصر والمستقبل، ويمتطي الجمل بعيدا عن السيارة، ويخاف الكاميرا وشاشة التلفزيون والعلم. كما يوجد فريق اخر يتعامل مع عاشوراء كمناسبة حزبية يستغل فيها المفاهيم الدينية لجذب الشباب الواعد وتحديدا الذين تتجاوز اعمارهم ما بين 14 وال 19، هؤلاء يشكلون بذرة لمستقبل استمرارية الفكر الحزبي المذهبي، وشد العصب الطائفي كلما لاحت بوادر الفرج الفكري التوحيدي! في الفن المعاصر ولا ننسى ان المبالغات في الكتب، والخطابية المباشرة في الشعر والبرامج الفنية الذهنية أضرت بها، أما مسرحيا وتلفزيونيا وسينمائيا بقيت ضمن لعبة التحريم والتخويف، وجهل ابعادها التاريخية. لا بد من أن نفهم أن الفن يؤثر في ايصالها ايجابا أو سلبا، وكلما تعمدنا تشويشها وتسييسها، وعدم وضوحها داخل الصورة الفنية يزداد هجرها لنا. كما وجب ان لا نفرض تعقيدها بمحرمات ظهور الشخصيات، وتغييب حقائق زمنية وسياسية غاية بالاهمية خوفا من مشاعر هذا وذاك، أو لتلميع حركة حزبية أو شخصية سياسية مرحلية. إذا فهمنا تطور الزمن، وما يؤثر بالمجتمع مع تقدم العلم وفنونه خاصة إذا رغبنا بطرح قضايا مفصلية قد نصل إلى بر أمان التأثير في الطرح والرسالة. حينما نتناول أي فكرة قضية حكاية تعنى بمصير أمة ومستقبلها علينا أن ننسلخ من عقدنا الذاتية، وننفتح على الحقيقة المؤجلة، نعم الحقيقة تؤجل حتى تجد دورها وفرصتها، ولكن في تحديد مصير قضية الدين الواضح في كتابه، وشرح قيمته الانسانية والفلسفية، وفي تحديد مصير أمة لا بد من أن نخرج الحقيقة من سجنها، ونناقشها لتتضح أمامنا مدى صلاحيتها ومواكبتها للعصر، وبذلك لا تربك قضية عاشوراء مع الوجود، ولا تزيد من الانقسام. كما لا بد من تنظيفها من الشوائب، والمبالغات، والإسرائيليات، وابراز اسبابها السياسية والاقتصادية والبيئية بعيدا عن سياسة المصالح والمكاسب المختلفة، وتبريئتها من الحقد الدفين الذي اضر بالدين، وعدم جعل تداولها في المناسبات فقط! أقصد، حينما نجد الفرصة المنسجمة مع الواقع والعصر نسارع بابراز الحقيقة وبهدوء، ليس من أجل التاريخ الذي ذهب مع زمانه وبقيى منه صور كتبها المنتصر، بل من أجل الافادة من التاريخ دون ان نسجن به، ونحرره إلى المنطق، وحرية المناقشة فيه، واستيعاب ما كان، وابراز الواقع القديم بأبعاده السلبية والايجابية دون قداسة، والاستفادة من تجربة الماضي، والتعلم منه! نعم، وبكل وضوح علينا الاعتراف بأن المال والمنتصر هما من يكتب التاريخ، وبالطريقة التي تناسبهما، وفي كل العصور كتبا التاريخ كما يشتهيا وزورا به، والغيا ما ارادا، وامحيا وشوها الحقائق، وابرزا حقائقهما التي تجعلهما ابطالا لمرحة من التاريخ الاخر حتى يأتي من ينتصر وبيده سلطة المال والسلاح ويلغي ويغير ويقوم بما قام سلفه العدو المعتدي. من أجل استيعاب ما حدث، والتعلم من حركة التاريخ وجب علينا قراءة كل جوانب الفكر القضية الحدث بعيدا عن المعتقد، المعتقد الحزبي أو المعتقد الديني، أو المعتقد الطائفي، وكلما قرأنا الحقيقة داخل تلك المعتقدات ضاقت مساحة البحث، وعجزنا عن الحركة بحرية، واخذت الحقيقة بالاختفاء لتبرز مكانها حقيقة جديدة بذات الصور والرموز ولكنها بعيدة عن قيمتها العميقة حدثا وفعلا وفكرا ومنهجا ومقاومة وثورة! الجريمة من قام بفعل عاشوراء – القاتل والمقتول، الغادر والمغدور، السارق والمسروق، الفاعل والمفعول، الحاكم ومن يطلب منه ان يطبق الحكم عليه- لم تكن فعلتهم صدفة، أو مجرد حادثة عابرة، كانوا يعلمون ماذا يفعلون! هذه غاية اساسية وحساسة في قراءة حادثة عاشوراء الحسين وأهل بيته وأصحابه، ونافذة مهمة لإعادة تأهيل وتصحيح تاريخ الإمام الحسين ليس عند قراء التاريخ والمستفيدين منه، ومغيبي فعل الحسين، بل عند محبي تاريخ الحسين، ومستغليه ايضا! نحتاج اليوم إلى إعادة تأهيل وتصحيح تاريخ وسيرة وثورة الإمام الحسين من كل الشوائب التي تراكمت عليها، وشكلت مع تطور الخطاب الإعلامي والديني في الازمان التاريخية والسياسية قضية تكبر وتشتعل تحت الجمر، وتستغل مع كل نفحات المشاريع السياسية في المنطقة، ولا شك يتحمل عدم تطور فهمنا لها النظام الإسلامي بكل طوائفه ومراكز القرار فيه، والبعض هجرها وخاف منها جراء التعصب في حب الحسين وكرهه وتزوير تاريخه، والاخطر بعض الطقوس والطريقة المتبعة في ابراز ما حدث في كربلاء، وتعمد تغييب البعد السياسي التحرري عن فعل ثورة الإمام الحسين، وبصراحة، الجميع مشارك في هذه الجريمة! ضوابط الفهم الوجودي الحسين الذي وضع الضوابط في كيفية الحكم، وكيفية تقديم الشهادة من اجل قضية عادلة، وكيفية زرع فكرة مراقبة الدولة المعاصرة، والتعامل معها بوضوح لم تنته ثورته بعد، وليس مبالغا إذا قلنا أن عاشوراء ثورة لم تنته بعد ما دام كل حر يبحث عن حريته في مفهوم المقاومة والشهادة والاصلاح، وليس في مفهوم الزعامة، والكسب المادي والسياسي على حساب الحقيقة والحق الانساني. شكلت حركة الحسين بارقة أمل في الفهم الوجودي للتوازن بين الإيمان بالله وكتابه وحب الحياة، ولم يفصل الحسين بينهما لكنه فصل في كيف ان تعيش بينهما انفصاما وجوديا، لذلك ثورة الحسين الوحيدة التي انتصرت، وحققت اهدافها في الفكر السياسي، وفي الوعي الوجودي، وفي الفهم الديني بعد أن اغتيل واستشهد قائدها! وقد يبرز من يقول، وينتقد الحالة الإيمانية الحسينية، وفعل الموت دون ملذات الدنيا، ويسأل ماذا تحقق من سكب الدماء ما دام الله هو الذي أمر وفعل استشهاد الحسين؟ السؤال حق، وواجب يقيني من اجل معرفة القيمة الاشمل والاوسع لثورة الحسين، هذا السؤال اليقيني غاية في فهم الحدث، واسباب الفعل دينيا وليس سياسيا فقط، وربما يندرج في سياسة الله الذي انزل الانبياء والرسل كل في مرحلته ومع معجزاته وكتبه، وهو القادر أي الله على فعل ما يشاء، وبضربة القرار الواحد! لم يأمر الله بفعل عطش، تعذيب، سبي، قتل، ذبح، استشهاد الحسين ومن معه، بل أراد ذلك من أجل حكمته ورسالته وموضوعيته. حكمته في أن الحياة حق وتستحق ان نضحي لاجلها، ورسالته في أن الإيمان بالعدل وبالله دون شركاء على الارض، ودون ظلام وطغاة وديكتاتوريات ومستغلين لاسمه وله لا يمثلون رسالة الرحمن ولا عدالته، وموضوعيته في أن تلك الثورة الحسينية هي ثورة تصحيحية مادية وفكرية ومعنوية شاملة بعد ثورة جده الارشادية المعنوية في الطرح الإسلامي! وحتى بعد استشهاد الحسين عليه السلام برز أن عاشوراء مدرسة البحث عن الحقيقة الانسانية، والحقيقة الوجدانية، وحقيقة العدل والإيمان والعدالة، لذلك علينا ان نقرأ عاشوراء مع تطور العصور والازمنة، وهي اليوم تشكل مرحلة سياسية متطورة المعاني لأن الحسين أسس لمبدأ المحاسبة والنقد وتوجيه الاسئلة للحكم والحاكم عند العرب والمسلمين. قبل الحسين لم يكن هذا التطور في المفهوم السياسي حاضرا، ولم يصبح منهجا إلا بعد ثورة الحسين، ولا عجب ان بقيت العرب والمسلمين حتى البرهة تبع لحاكم فاسد وظالم بحجة ولي الأمر، أو السير وراء قائد واحد حتى القداسة، ولا مجال لخلق أخر، للأسف هذه حقائق مرة تلازمنا، ولا نستغرب سعادة الشارع العربي والاسلامي بكونه من الغنم في السياسة والاجتهاد الديني، وفي الفكر الاسلامي والسياسي، لا نستغرب ذلك ما داموا يتعمدون وضع ثورة الإمام الحسين في الخطاب الطائفي، وفي سلة دينية عنصرية ضيقة محاصرة بالجهل والحقد! الحقد القائم نعم، لا يزال الحقد على الحسين قائما، ولا يزال جهل غالبية من يحب الحسين عن ما فعله الحسين حاضرا، وقد ينظرون على ان عاشوراء هزيمة، وربما انتكاسة، وفي الحقيقة عاشوراء لا تنتمي إلى كل انواع الهزائم والانتكاسات بل هي انتصارات على اكثر من صعيد سياسي وفكري وديني. عاشوراء منهجية حياة، وانتصارات لمدارس الوفاء للقضية ورسالة الخالق، وتضحية بالروح والمال والسلطة من اجل مبدأ الحق والعدل والعدالة، والاهم من كل ذلك أن عاشوراء الحسين كانت لتصحيح الخلل في دين محمد حينما استولى تجار المال، ورجال الاقتصاد، وعشاق السلطة على زمام القرار بعد موت النبي بحجة السيطرة على الحكم، والحكم بعد رسالة الطهر والحق وشخصية عبقرية كشخصية النبي محمد تتطلب الاستغلال الديني، وتسيير الاقتصاد، وزرع الفتن الدينية، وانشاء المذاهب والطوائف من اجل تخدير الناس، والتعصب والتحكم بأمور السلطة. من هنا نستطيع القول أن عاشوراء ثورة لم تنته بعد، وأن الإمام الحسين شخصية مقاومة بالدرجة الاولى، وإصلاحية، وتنويرية، وثورية، ويؤمن بانتفاضة الضعيف المظلوم صاحب الحق على القوي المتجبر المغتصب لحقه، والأهم من كل ذلك أن الحسين لم يكن يؤمن بالنق والثرثرة والخمول، ولم ينتظر من ينوب عنه كي ينال مطالبه، ولم يؤمن بالصبر المنقطع ما دام المجرم يرتفع شأنا ويزداد عنجهية وقوة، الحسين عليه السلام ترك مجد تاريخ جده ووالده وعمامته جانبا وقرر النزول إلى عمق فكر الدين الذي يحرر الانسان من القيود. لم ينم الحسين على مجد الماضي، ولم يؤمن يوما بأن سيرة اسلافه قد تعيد حقه الذي سلب، الحسين تخلى عن كل امجاد الماضي ونزل إلى أرض المعركة بإرادته، وبقرار درسه ووجب تنفيذه، وبإبمان مطلق، وبمعرفة قوية وواسعة لمفهوم الجهاد في سبيل الله والحق، وغاية متزنة في أن يكون مقاوما إصلاحيا في ظل اغراءات دنياوية، ومناصب سياسية، وثروة مالية صخمة بمجرد الموافقة على ولاية من ليس اهلا لحكم المسلمين! الاقتصاد وقد يعتبر البعض أن الحسين لو ارتضى بما عرض عليه من ثروة لكان الوضع التجاري والاقتصادي في تلك المرحلة أكبر واكثر انتشارا، ولسعت العرب والمسلمين إلى مرحلة زمنية هادئة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي! ضيق الافق من حقه أن يؤمن بذلك، والباحث الذكي من حقه أن يطرح ذلك من خلال اسئلة يبنى عليها الفهم المعاصر لطبيعة قرار الحسين، وهذا الفهم يوصلنا إلى حقائق تاريخية قد تكون مذهلة عند أهل الاختصاص، أما طرحها لمجرد النعرات والثرثرات التي توصل للتصادم غاية بالخطورة. عاشوراء…هذه الوقفة بكل ابعادها من الإمام الحسين تتطلب دراسة سياسية وفقهية معمقة بالبعد الانساني والاجتماعي وحتى الاقتصادي، وتقديمها على مذبح كل عصر لكونها ثورة متحركة تواكب العصر رغم اختلاف الزمان والمكان هو الخوف منها ومن الاسفادة من الفهم العميق لسيرتها. عاشوراء تخاطب المسلم وغير المسلم، وتقدم الحلول السياسية والوطنية الفردية والاجتماعية… نحن مجرد اناس نطرح اسئيلة موجبة عن عدم البحث الجدي في حركة الإمام الحسين كفكر أممي، وثورة رائدة في العمق الانساني، واصلاح سياسي برز معه مراقبة النظام والزعيم، ومحاسبته خارج دائرة الاستغلال الطائفي، والبكائيات المتعمدة، والسواد بحزن فلكلوري مع أن الحزن على الحسين من أرقى المشاعر، واعمقها في استيعاب وجع الاخر، والتأثر بحال ألامه. عاشوراء الحسين تجربة إنسانية حضارية صافية النوايا، صادقة النفس، تعانق الروح السمحاء، أو الروح المتعبة بهموم الايام والرزق لتذهب مع الفكر بعمق التجربة التاريخية، راسمة الحضور المعاصر بكل تفاصيله. عاشوراء كنزنا الإنساني، ولا خلافات جوهرية حولها، عاشوراء تجربتنا السياسية المعمقة في صناعة القرار والعمل به. عاشوراء مقاومة ضد العدو، وضد اغراءات الذات. عاشوراء تضحية بالروح كي يعيش الاخر. عاشوراء نافذة تاريخية تطل على العالم الحاضر والمستقبل لتعلم دروس الحياة الكريمة بعيدا عن التكلف وكذبة الإيمان… وما أن يبدأ الامتحان يكرم المنظر أو يهان! #جهاد_أيوب

شاهد أيضاً

مناقشة سبل تعزيز التعاون بين جامعة إب اليمنية وكاك بنك

حميد الطاهري  عقد اليوم بجامعة إب”وسط اليمن ” إجتماعا لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين …