هتاف دهام
في اطلالته عبر قناة المنار يوم الجمعة الفائت، قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: “لا أرى نفسي بمعركة رئاسة الجمهورية.واضح ان الرئيس ميشال عون ما خلوه وبعرف إنو ما رح يخلوني اشتغل وحابب أعرف مين رح يخلوه يشتغل“.
يعتبر مصدر سياسي بارز مطلع على حيثيات الاتصالات السياسية الجارية على خط استحقاق رئاسة الجمهورية، ان فرنجية المرشح الاول والوحيد لفريق 8 آذار ، وهو ايضا مرشح حزب الله وان كان الحزب لن يذهب الى جلسات انتخاب الرئيس التي سيدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بدءا من الاول من ايلول وستكون متتالية، من دون تفاهم مع الرئيس عون لما يتمتع به من حيثية سياسية وشعبية، فتياره بحسب الحزب هو قلعة المسيحيين، ولديه الكتلة الاكبر في البرلمان، ولن يقبل ان يخرج الرئيس عون من بعبدا مكسورا في الورقة الرئاسية
وبحسب المصدر السياسي نفسه فإن فرنجية سوف ينتخب رئيسا في الدورة الثانية بـ 65 نائبا، والحزب الاشتراكي سيكون مجددا بيضة القبان التي ستميل لمصلحة “البيك” وسوف يكرر ما قام به والده في انتخابات 1970 وكأن التاريخ سيعيد نفسه.
لكن ماذا عن اصوات التيار الوطني الحر؟
في المبدأ لا يمكن لرئيس التيار الوطني الحر ان يغرد خارج سرب حزب الله، نظراً لكونه متعطشا لاي تسوية تتيح له انجاز ما يريده على مستوى قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وتعيينات الفئة الاولى، بيد ان الامور قد تخرج عن سيطرته اذا قرر الاستمرار على موقفه من عدم تأييد فرنجية بذريعة ان لديه كتلة نيابية صغيرة في حين ان “التيار الوطني الحر” لديه كتلة تضم 20 نائبا. وبالتالي من المرجح وفق تصور المصدر نفسه ان يترك باسيل الحرية لنواب كتلته للتصويت لمن يرونه مناسبا، علما انه حتى لو لم يترك القرار لاعضاء لبنانالقوي الاختيار، فالاكيد بحسب المصدر ان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب سينتخب فرنجية
هذا السيناريو ستتضح صورته عندما تفتح ابواب البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية. وثمة من يقول انه من السابق لأوانه الحديث عن الارقام والاصوات، لأن المعطيات لم تتبلور بعد. لكن بحسب اكثر من مصدر سياسي ودبلوماسي، فإن الواقع الاقليمي لن يكون معرقلا او معطلا لانتخاب فرنجية. الأخير حريص على اعادة ترتيب علاقة لبنان مع الخليج وتحسينها لاقتناعه انها الشريان الاقتصادي للبنان، فضلا عن علاقته الجيدة مع روسيا والمتوازنة مع الدول الغربية كافة، وصولا إلى أنه الاوفر حظا في الداخل لقدرته على استيعاب الجميع.
الجميع مقتنعون ان تسوية اقليمية اتية سوف تؤتي ثمارها في حل ازمات لبنان وتسهيل انجار استحقاقاته الرئاسية والحكومية بعد انتخاب الرئيس، ولهذا السبب ربما يبدي باسيل حماسة للفراغ الرئاسي ظنا منه أن المعطيات الحالية قد تتبدل، وأنه سيتمكن من التحرك ضمن هوامش قد لا تكون محدودة، وبالتالي قد يكون الفراغ الرئاسي ورقة رابحة له.