“حزب الإتحاد” يُعدّل نظامه .. يُنشئ أمانة عامة ولجنة مركزيّة حسن مراد أميناً عاماً.. ووالده رئيساً فخرياً .. وتأكيد على ثوابت المقاومة

كمال ذبيان

عقد “حزب الاتحاد” مؤتمره الخامس الاحد الماضي، في بلدة الخيارة – البقاع الغربي، (ديوان القصر)، بتأخير لمدة عامين عن موعدها بسبب جائحة “كورونا”، ملتزما بالمهل القانونية التي حددتها وزارة الداخلية.

المؤتمر انتهى الى تعديل في نظامه الداخلي، فانشأ لجنة مركزية وامانة عامة، وابقى على رئيسه عبد الرحيم مراد رمزاً ومؤسساً، فمنحه صفة “رئيس فخري”، وضم اليه عددا من الاعضاء الذين تولوا مناصب قيادية، ليشكلوا معه لجنة استشارية في الحزب، او ما يشبه “مجلس شيوخ”، للاستفاد من الكفاءة والخبرة والتجربة التي يتمتع بها من قبل المراجع القيادية في الحزب، الذي ما زال مع قلة تنظيمات في لبنان نحو خمسة، يحملون الفكر الناصري، الذي ارساه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في كتابه “الثورة”، وفي نضالاته ضد الغرب الاستعماري، واطلاقه حركة تحرر عربية، بسقوط اول نظام ملكي في مصر في 23 تموز 1952 كان يرأسه الملك فاروق، فاحرز “الضباط الاحرار” قبل 70 عاما انتصارا على الرجعية العربية، كما يقول “الناصريون” في لبنان.

ومع التعديلات التي ادخلها المؤتمر العام لحزب “الاتحاد” على نظامه، والتي تمثلت باستحداث امانة عامة (سلطة تنفيذية) ولجنة مركزية (سلطة تشريع ورقابة)، انتخبت اللجنة المركزية المكونة من 33 عضوا النائب حسن مراد امينا عاما، بدلا من رئيس الحزب الذي كان في النظام الداخلي السابق، وقد حاول البعض الغمز من قناة التوريث لحسن مراد عن والده عبد الرحيم في المجلس النيابي، وقبل ذلك وزيراً ثم اميناً عاماً للحزب، الا ان مراد اكد انه تقدم لهذا الموقع، كي ينقل الحزب نوعيا وحضورا الى مرحلة متقدمة، وفق ما يؤكد احد القياديين الذين شاركوا في المؤتمر، حيث يشير الى ان الامين العام الجديد تقدم ببرنامج عمل، لحظ فيه الحالة الحزبية في لبنان عموما، ووضع حزب “الاتحاد” خصوصا، حيث اكد في كلمته امام المؤتمر انه سيعمل مع القيادة الجديدة او الامانة العامة المستحدثة على ادخال نمط جديد في العمل الحزبي، وسلوك حزبي مختلف عما كان قائماً، ودراسة ما حصل في الشارع، وقراءة دعوة جيل جديد الى التغيير، لا سيما في النظام السياسي، وهذا ما يجب ان يتوجه نحوه الحزب، كما ينقل عنه.

 

وتمت في المؤتمر قراءة تقارير سياسية وتنظيمية، حيث اكد المؤتمرون على ان العالم العربي ومنذ اتفاقية “كامب دايفيد”، وبعدها اوسلو ووادي عربة، ثم صفقة الغرب واتفاق ابراهام، كان الهدف منها اضعافه ودفعه الى الاستسلام امام العدو الاسرائيلي، والتطبيع معه واسقاط العروبة الحقيقية التي رفع لواءها جمال عبد الناصر، وكانت فلسطين كقضية مركزية هي عنوانها الاساسي، وهذا ما يجري الابتعاد عنه منذ نحو نصف قرن، والاتجاه بالمنطقة من الوحدة العربية الى “شرق اوسطية” تكون الهيمنة فيها ل “اسرائيل”، وهذا ما تقوم به بعض الدول العربية، بالتطبيع معها، الذي بدأ مع النظام المصري برئاسة انور السادات، ويتوسع مع انظمة عربية اخرى.

وتطرق التقرير السياسي الى الوضعين الاقليمي والدولي، والصراعات والحروب التي تدور في العالم، وتأثيراتها في المنطقة العربية، ولبنان جزء منها، فاكد في الشأن اللبناني على ان المقاومة خيار وطني وقومي لا تراجع عنه، وهو يرمز الى الاستقلال والحرية والسيادة، وان المقاومة هي ثقافة حياة وانتصار، لا موت كما صوّرها البعض الذي يسير في المشروع الاميركي – “الاسرائيلي”، وان المعادلة التي ارساها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بان لا نفط ولا غاز، دون حصول لبنان على حقوقه، هي قاعدة يجب التمسك بها والعمل بموجبها.

وتبنى المؤتمر ما ورد في التقرير السياسي حول لبنان، بان علته في نظامه الطائفي الذي ارساه الفرنسيون، وان اللبنانيين لم يستفيدوا من اتفاق الطائف بتطبيق بنوده بعد نحو 30 عاماً على صدوره، فلم يوضع برنامج مرحلي لالغاء الطائفية عموما والسياسية خصوصاً، ولم يصدر قانون انتخاب خارج القيد الطائفي لمجلس النواب، كما لم تنفذ اللامركزية الادارية، ولا الانماء المتوازن، وهذا ما تسبب بحصول الانهيار، الذي تقف وراءه طبقة سياسية فاسدة لم تقبل تطوير النظام السياسي الذي تستفيد منه.

وحمل المؤتمر شعار “نعمل معا للمحافظة على الثوابت وتحقيق قيم التحرر والتقدم والوحدة”، وهو ما دفع بالامين العام الجديد الى التأكيد على ضرورة التماسك بوجه المخاطر، و”ان نواجه التحدي اولا مع ذاتنا وجمهورنا لتحقيق ما نصبو اليه”، اذ ان مراد امام تحد هو ايضا، تقول مصادر قيادية في الحزب، لجهة ان يكون على قدر المسؤولية في تحمل اعباء مرحلة جديدة، والالتزام بنقل الحزب الى “وجه جديد” مختلف عن التجارب الحزبية، وتوسيع نطاقه الجغرافي الى كل لبنان، ولا يختصر في البقاع، مع وجود لمناصرين له في مناطق اخرى، وتشير المصادر الى ان الحزب الذي نجح في انشاء مؤسسات لا سيما التربوية منها، وتوسع على مساحة لبنانية كله، فعليه ان ينقل هذه التجربة الى الحزب بتوسيع رقعة انتشاره، بالرغم من ان المؤتمر شارك فيه حزبيون من الشمال وبيروت والجنوب.

أسماء الأمانة العامة الجديدة

حسن مراد (اميناً عاماً)، احمد مرعي (الامين العام المساعد للعلاقات السياسية)، طلال خاتكان (امين السر)، عبد الكريم عبد الفتاح (امين الشؤون التنظيمية)، عبد القادر التريكي (امين شؤون نقابات المهن الحرة)، مروان هواري (امين العلاقات العامة)، ياسر عثمان (امين شؤون التربية والتعليم والشباب)، خالد المعلم (امين الشؤون الاعلامية)، رياض عبدالله (امين الشؤون الثقافية)، بشير طه (امين التخطيط والعلاقات الاجتماعية)، محمد فرحات (امين شؤون النقابات العمالية).

اما الشؤون المالية، فتتكون من ثلاثة اعضاء هم : الامين العام والامين العام المساعد وامين الصندوق، الذي تنتخبه اللجنة المركزية.

شاهد أيضاً

مختار الشويفات يونس الضاهر يرد على “صفحات وهمية باسم العرب” تسيء إلى الجيش اللبناني

رد مختار الشويفات والعرب يونس الضاهر على “الصفحات الوهمية التي أساءت باسم العرب الى قيادة …