كيف تم إلغاء الغطاء من الذهب ليصبح الدولار عملة تعتمد على العرض والطلب؟!!

بقلم حسام حمود

حتى عام ١٩٧١، كان يجب ان يكون مقابل كل دولار أمريكي واحد، 0,888 غرام من الذهب الخالص من عيار ٢٤.
و ذلك بناء على إتفاق دولي تم توقيعه مع مختلف دول العالم، منذ مئة عام تقريبا.
و اعطاء حق طباعة هذه العملة أي الدولار لمصارف حكومية يديرها القطاع المصرفي الخاص، كنوع من أنواع تقاسم الإدارة و السيطرة و وضع توازن بين السياسة للدول و الراسمالية المتشكلة جديدا في ذلك الزمن.

و في سنة ١٩٧٢، قرر الرئيس الامريكي نيكسون، الغاء هذا الغطاء من الذهب ليصبح الدولار عملة تعتمد قيمتها على العرض و الطلب، و الذي جعلته الولايات المتحدة الامريكية، بالقوة القاهرة العملة الوحيدة المتاحة لشراء المشتقات النفطية و بعدها الخامات و المواد الاولية المتداولة في البورصات العالمية. مما جعل الدول حول العالم مرغمة على القبول بهذا الامر.
و كان هذا بسبب العجز المالي الاقتصادي الذي وصلت إليه الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الزمن، المقصود بدايةً السبعينات من القرن الماضي.
و قد كان هذا بتشجيع من البنوك المركزية المدارة من مراكز الراسمالية و التي تتحكم بسياسة البنك الدولي و المصارف المركزية و البنوك حول العالم.
و هنا كانت بداية مرحلة جديدة تحول الاقتصاد العالمي، من الاقتصاد الموضوع على قواعد القيم المادية و المقاييس المبنية على ان القيمة السوقية تحسب على أسس واضحة و موضوعية شفافة، الى اقتصاد يعتمد الرأسمالية المعتمدة القيمة الدفترية و التي تعتمد على سعر الفائدة المئوية على الطلب، و هذا سرع بعملية التضخم بشكل كبير جدا، و بدأت مراحل تحول في عملية نقل مراكز الصناعات من الاولويات المطلوبة لاخفاء هذا التضخم، و كانت التسمية المستعملة في حينها ( العولمة ) و عليه ام نقل الصناعات من اوروبا و أمريكا الى آسيا، طبعا كان هذا حل مؤقت ⏱ قبل الانهيار الذي لا محال منه، لانه ليس له قاعدة اقتصادية منطقية او واقعية بل يعتمد على خلق أقتصاد دفتري و قيمة أسمية لا يقابلها اي اقتصاد مادي ملموس.
من يذكر قصة الدولار الامريكي الاحمر، كما تم تسميته في زمن الرئيس الاميركي كندي، و كان من اهم أسباب اغتياله في وقتها
يتبع

شاهد أيضاً

ميسر السردية تكتب:النار تأكل نفسها

الأزمة السياسية التي تعصف بالجبهة الداخلية للكيان و حدة الانقسامات التي أصبحت تتمثل بالخندقة الشرسة …