التحرش الجنسي الالكتروني

بقلم ندى السوقي
اخصائية اجتماعية وتدخل اسري

هذه المقالة أعدت لتوعية المراهقين عن مفهوم التحرش الجنسي الإلكتروني، فهذه الظاهرة باتت من أحاديثنا اليومية ومن المشكلات الخطيرة التي يتعرض لها المراهقين كونها من التابوهات والمواضيع الحساسة والتي لا يستطيع المراهق الإفصاح عنها أمام الأهل ولعدة أسباب وعوامل، وقد تصل للإقدام على الإنتحار كما حدث مؤخرا لعدد من ضحايا التحرش الجنسي الإلكتروني عدا عن الأضرار النفسية التي تترك آثارها.
ومن موقعي كـأخصائية إجتماعية ( أواجه حالات عدة من المتحرش بهم من فئة المراهقين)، دورها التوعية والخدمة الإجتماعية للحد من المشاكل الإجتماعية والنفسية أعددت هذه المقالة محاولة مني توجيهها كرسالة توعوية للأهل والأبناء..
تعد شبكة الإنترنت بيئة باثولوجيا لانتشار التحرش الجنسي الإلكتروني لارتباطها بغياب الهوية التي تحفز على انتشار التحرش الجنسي ، ومع التطور التكنولوجي تطورت وتنوعت أشكال التحرش الجنسي، الذي إنتقل من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي ، واصبحت كافة وسائل التواصل الاجتماعي أرضا خصبة لما يعرف بظاهرة التحرش الجنسي الإلكتروني (غرف الدردشة، الرسائل الفورية، الروابط التلقائية،البريد الالكتروني، مواقع التواصل
.الاجتماعي، الصور الرمزية) ماهو التحرش الجنسي الإلكتروني؟
التحرش الجنسي الالكتروني له عدة مفردات مستحدثة التحرش الافتراضي، التحرش الرقمي، التحرش السايبيري، التحرش الالكتروني او التحرش عن بعد. ويعرف بأنه :”اي صيغة من المكالمات غير المرغوب بها او الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك خصوصية او مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح او التهديد او عدم الاحترام او الترويع والاساءة.
الفرق بين التحرش في العالم الواقعي والعالم الإفتراضي
الأول مادي والثاني رمزي لايحدث فيه التحرش الجنسي المباشر .
أنماط التحرش الجنسي الإلكتروني: النمط الاول: تحرش لفظي (إرسال كلمات خادشة للحياء او مكالمات صوتية او وضع تعليقات
ذات ايحاء جنسي، وطلب ممارسة الجنس الالكتروني.
تحرش بصري: يتمثل بإرسال صور ومقاطع جنسية، أو الطلب من الضحية بعد إعطائه الأمان والوقت الكافي للتعارف الكشف عن أجزاء جسدها أو جسده.. او قيام المتحرش بإرسال صور او فيديو له وهو في اوضاع مخلة للآداب…
التحرش بالاكراه: حيث يمكن اختراق جهاز الاتصال الخاص او عبر علاقة بين شخصين يستغل هذه العلاقة للحصول على صور خاصة، معلومات. شخصية، وعندها إجبار الضحية على الموافقة للقاء بالمتحرش عبر التهديد والابتزاز بنشر الصور والتشهير عبر وسائل الاتصال، أو التتبع بالتعليقات السيئة، أو انتحال الشخصية بتزوير البريد الإلكتروني وفتح حسابات وهمية بإسم الضحية، فيقومون باستخدام استراتيجية معينة لايذاء الضحية من خلال الاصرار على المطاردة وتتبع أصدقائه واقاربه.
أسباب التحرش الجنسي الإلكتروني
انهيار منظومة القيم الاجتماعية وظهور منظومة قيم جديدة افرزها التغير الاجتماعي السريع الذي أسس لمعايير وقيم جديدة مغايرة تماما للمعايير التي نشأنا عليها والانفتاح الاجتماعي.
– التنشئة غير السليمة وغياب الوعي
من أبرز دوافع التحرش الجنسي الإلكتروني، التنشئة غير السليمة والكبت الاجتماعي والاسري والنفسي.
ينشأ الطفل في بيئة تغيب فيها صلات الود والتواصل، وعندما يصبح في مرحلة الشباب يصطدم بهذا الانفلات الإلكتروني دون رقيب او رادع مع انتشار الصورالمثيرة ووسائل الاتصال التي تحفزه على فسح مجال واسع أمامه للتعبير عن مكنوناته المكبوتة فلا يجد لها سبيل الا عبر التحرشات التي يمارسها بسهولة وخفاء عبر حسابات مواقع التواصل، فيتحول الكبت النفسي والجنسي إلى مرض نفسي يزداد خطورة كل يوم لسهولة القيام بالتحرش وغياب الرقابة مما يعرض بعض الفتيات للوقوع في هذا الفخ لتصبح إحدى ضحاياه.
-غياب الرقابة الاسرية
حرمان الطفل من الاشباع العاطفي الذي يخلق فراغ نفسي وعاطفي، وإن النقص في التوجيه والتوعية وغياب التواصل، بالإضافة إلى عدم اتباع طريقة العقاب والثواب في تربية الأبناء، وقضاء الاهل اوقات طويلة بعيدا عن أبنائهم دون مشاركتهم احلامهم وهمومهم قد تدفع ببعض الأشخاص لقضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل، وتتفاقم المشكلة حتى تصل بهم إلى الإدمان الإلكتروني مما يعرض المراهقين للوقوع ضحايا التحرش الالكتروني
نفسية وع
– الدوافع الجنسية
تعود الدوافعع الجنسية لعدة اسباب،، الكبت الجنسي والبيئة المحافظة التي لا تمكنهم من الافراغ العاطفي والجنسي دون الزواج، تأخر سن الزواج، الدوافع الجنسية والرغبة الجنسية والتي تصل إلى الأمراض النفسية، عندها يلجأوون إلى اشباع حاجاتهم الجنسية من خلال .شبكات التواصل دون معرفة احد بهم.
-الأمراض والإضطرابات النفسية
يعاني المتحرشون جنسيا من اضطرابات نفسية، بالإضافة إلى انهم غير قادرين على مواجهة واقعهم الحقيقي فيتخفون وراء الشاشات مع تقدير متدن لذواتهم، فيشعرون بمزيد من القوة والسلطة والسيطرة التي ترضى نرجسيتهم وتساعد اضطراباتهم النفسية والعقلية، فهم قا درون على ارتكاب ابشع انواع التحرش لخدمة شهوتهم الجنسية والنفسية فيشعرون بالقوة والنفوذ عبر امتلاك. حسابات وهمية فهم سادة الشاشة لتصب امراضهم وهوسهم الجنسي في كل يوم على ضحايا جدد دون رادع او رقيب
انواع المتحرشين واهدافهم
تحقيق مكتسب مادية
المتحرشون الذين يكون هدفهم النصب والاحتيال لجني الأموال ومضايقة الضحية واستغلالها
دوافع جنسية – التسلية وإثبات الذات
هم المتحرشون الذين يشعرون باللذة الجنسية من خلال كلمات وايحاءات جنسية وتزداد سعادتهم إن قوبلت بالرفض والصد والاهانات.
تحقيق أهداف سياسية
الحد من التحرش الجنسي الإلكتروني والجرائم الإلكترونية
الجريمة الالكترونية والجريمة العاديه واحدة فيما يتعلق بالجاني والضحية و فعل الجريمة والملاحقة القانونية الا إنها تختلف بموقع الجريمة الذي يحصل عبر مواقع التواصل وشبكات المعلوماتية.
الجرائم الإلكترونية الأكثر انتشارا هي: الابتزاز الإلكتروني والتشهير والقدح والذم والتهديد والاحتيال وقرصنة الحسابات
الإلكترونية
وهناك عدة طرق وأساليب تتضافر معا لتشكل رادعا لعدم انتشارها
بالدرجة الأولى تقع المسؤولية الاكبر على الاهل، فدورهم هو التوعية حول كيفية الاستخدام الأمن لوسائل التواصل ومراقبة الابناء بغية تجنيبهم الوقوع ضحايا للجارئم الإلكترونية.
-عمل حظر للمتحرش على كافة مواقع التواصل . -القيام بالبلاغات على حساب المتحرش للحد من تواصله مع الآخرين . -إبلاغ الجهات المعنية لملاحقة المجرم قانونيا .
التحرش الجنسي يخلف الكثير من الأضرار الجسدية والنفسية في خياة المعتدى عليه، فلا يعرف كيف يتصرف ولمن يشتكي؟ خاصة إذا ترافق مع تهديد وترهيب من قبل المتحرش. فيشعر بالخوف من العائلة ومن المجتمع كأنه شريك بالجريمة فيتحول هذا الخوف الى إضطرابات نفسية قد تهدد حياته.ومن هنا على المتحرش به الإفصاح دون خوف عن التحرشات التي يتعرض لها وليتذكر أنه ضحية هذا التحرش وليس شريك بهذه الجريمة