د. عباس وهبي
رأيتُ الليلَ يُلملمُ نجومَهُ ويرميها في ثقبهِ الأسود ،
فقلتُ له ما أصابك ولمَ هذا الوجوم ؟ ردّ قائلاً : سئمتُ العبثَ بظلمتي فلي سيادةٌ ،
وحدودٌ ووجهٌ أسودُ كلّما تفحّم ازددتُ قوّةً و حيويةً ! فقلتُ له ما ذنبُ النجومِ لتعتقلَها في سجنك ، و ما ذنبنا نحنُ البشر أن لا نتهدي بضوئها ؟!
فقال : أنتم الذين تستعبدون النجوم و تتنعمون بأنوارها ، وهي تبذلُ ذاتها لأجلكم أيها الظالمون …. فطأطأتُ رأسي خجلاً ثمّ قلت لهُ :
خيِّم علينا بعتمتك لعلّ الصباحَ يبزغُ يوماً فلا يُزيلُ النقيضَ إلّا نقيضُهُ ! ومضيتُ في طريقي على ضوء قلبي وبصيرتي ….