التلاعب الأميركي بساعتي الكهرباء للبنان

بعد شيَّا وعاموس، نيد برايس يعيدها
إلى مربع صندوق البنك الدولي.

كتب: مالك حلاوي

 

في 19 آب/ أغسطس العام 2021 أو قبل عام تقريبًا من اليوم… يوم بدأت حرب أميركا على لبنان من باب محاصرته

 

على صعيد الطاقة من كهرباء ونفط وغاز، ما دفع “حزب الله” لاستقدام أكثر من باخرة نفط من إيران إلى لبنان وإطلاقه التحذير الشهير:

  • منذ اللحظة التي ستبحر فيها السفينة بعد ساعات ستصبح أرضًا لبنانية ولا يخطئنّ أحد في أن يدخل تحدّيًا معنا، لأن الأمر بات مرتبطًا بعزة شعبنا، ونحن نرفض أن يُذل هذا الشعب.

يومها أدركت أميركا أن التحدي مع “مقاومة لبنان” سيكون خاسرًا، وأن عليها ابتداع ما يمكِّنها من التلاعب بكسر حصارها الاقتصادي للبنان من باب الطاقة بأي طريقة… فبدأت اللعبة مع السفيرة الأمريكية دوروثي شيَّا الأقرب يومها إلى الساحة، والتي أطلت معلنة تسهيلها لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، معلنة منذ البداية استثناء هذا الاستجرار من عقوبات “قانون قيصر”

على سوريا كرمى لعيون لبنان… وأودعت هذا الأمر لدى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون الذي سارع للإعلان:

  • إن الرئيس ميشال عون تلقّى اليوم اتصالًا هاتفيًّا من السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيَّا، أبلغته قرار الإدارة الأميركية الذي يقضي بمتابعة مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا!

يومها تفاءلنا وحسب وزير الطاقة وليد فياض بما بين أربع وثماني ساعات كهرباء… لكن الأمر عاد ليستقر عند ساعتي كهرباء فقط لا غير، يوم وصل مستشار الطاقة الأميركي (الإسرائيلي الأصل) عاموس هوكشتاين، لترسيم الحدود البحرية وجرى تذكيره بساعتي الكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان، والمرتبط باتفاق بيع الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا، فكان رده أن أميركا تشجِّع ولكن…

وأعادنا إلى أول الشروط التي نفتها شيَّا بقوله: “شرط ألَّا ينتهك العقوبات بموجب قانون قيصر المفروض على النظام السوري.

ثم عاد ليقول في مقابلة أخرى:

  • لقد منحنا الموافقة المسبقة على المشروع، وبمجرد أن تتمكن مصر ولبنان من الاتفاق على الشروط، وهو ما لم يحدث بعد، عندها يمكننا تقييم المشروع.

وبهذا عاد عاموس ليرمي الكرة بملعب الوزير وليد فياض الذي أوضح  إن «السياسة» هي التي تقف وراء تأخير الاتفاق. وأضاف أن البنك الدولي تعهد بتمويل المشروع، بشرط إجراء إصلاحات، لكن هناك محاولة لربطه ببعض الأمور السياسية.
اليوم وبعد هذا التلاعب الواضح ومع تأكيد إنهاء الاتفاقات مع مصر والأردن وسوريا من قبل وزير الطاقة وبالصور، ومع استقرار الأمر على ساعتي كهرباء ستأتينا في حال أرضينا أميركا وإسرائيل، واستعطينا من البنك الدولي، وتحققنا من عطوفة مصر والأردن علينا، وطلبنا من سوريا عدم أخذنا بجريرة “السفهاء منَّا” ممن يرفضون التعامل مع سوريا من دولة لدولة، نسأل… هل لهاتين الساعتين من الكهرباء قيمة تتناسب مع كل هذا الذل؟!!

يقول البعض من المحرومين من ساعة كهرباء نعم فليكن…

ولكن جاء اليوم اللاعب الأخير وهو المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس ليعيدنا إلى المربع الأول “البنك الدولي”، مرحبًا بهاتين الساعتين على الطريقة الأمريكية المشروطة بولكن جديدة:

  • نحن نتطلع للعمل اللبناني مع البنك الدولي…!!!!!

لا تعليق…..!

 

أمواج

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …