الحقيقة وشمسها الغائبة…..

المهندس سمير الحسيني 

رئيس المركز الحضاري للحواريبدأ قول الحقيقة بالأفعال وليس بالأقوال ولا بفلسفة الأمور ليصل بها إلى تعقيدات تجعلها في مهب رياح التخمينات والأقاويل و”خود إيدك والحقني”.

الحقيقة ونورها يضيء لا يمكن لأحد أن يُخفيه بأصبعه أو أن يستره بغشاء من الأكاذيب المُضلَّلة والشوائب المُصطنعة ليرضي ذاك وليمسح جوخ هذا أو يُلمّع صورته مع الآخر أو “ليطبطب”على خد ذلك أو لإرضاء الطرف الثاني لنزعة في نفسه من مصالح خاصة او مآرب شخصيّة ضيّقة ليصل إلى مبتغاه.

الحقيقة كالسكين الجارح يُؤذي بعمق قلب الكذب ويخدش حياء من لا حياء له او من تسول له نفسه تصديق كذبته ليبني عليها عنوان يوزّعه على من حوله ليكون أمراً واقعاً لا محال وحالة تسير معه نحو ما يراه مناسباً لمنفعة تتماشى مع قدرته “المدحوشة” في الزاوية.

الحقيقة هي صورة عمّا يدور في واقعنا المأزوم وذلك التخبّط و”اللبيط” الجاري كالمياه “بطلوع” وصبْغِها بألوان شفّافة تُظهِر ما وراءها بوضوح وبرؤية لا يمكن إخفائها حتى بسوادها ودمس قباحتها لأنها ظاهرة و”الناس شايفة وقاشعة” وبدون تلك “الهبرجة” المُفبْرَكة المُزيّْنة بحيث تكشح من أول نقطة مياه تهطل عليها.

الحقيقة وشمسها الغائبة عن عيوننا أضحت نقطة الفصل ما بينها وبين ما سنقوم به “للتحركش” بها وللتحرّك السريع لتسطع بإشراقتها فتُبْهِر وجوهنا بإحمرار ما بعده إحمرار ليتحوّل لوننا إلى أرجواني مُعتّْق يُبيّن حقيقتنا المراد بنا تحقيقها.

إذا كان قول الحقيقة له ثمنه فالسكوت عنه جريمة أثمن وأغلى منه ويساوي الآلاف والآلاف ممّا نعتقد وهنا فلنُراجع أنفسنا نحو الدرب المستقيم ونقول كلمة الحق ولو كلّفتنا الغالي والنفيس.

صور في ١٣ – ٦ – ٢٠٢٢.