إلا رسول الله ﷺ

 

*بقلم الشيخ مظهر الحموي*

قضية التعرض لهذا الدين والنيل من رسوله الأمين ﷺ لن تنتهي فصولها ، وهي قديمة منذ فجر الإسلام.
ولقد حفل التاريخ الإسلامي منذ مبعث الرسالة الإسلامية بالعديد من محاولات الإساءة لنبينا العظيم ﷺ وقالوا عنه ساحر أومجنون ، ولكن لم تفلح سفاهات المشركين في إيقاف الدعوة الإسلامية في أرجاء الأرض.
ولم تتوقف حملات التجني والإفتراء على هذا الدين عبر المستشرقين والحاقدين الذين أطلقوا الشبهات حول الرسول ﷺ وإمتلأت كتبهم ومجلاتهم بتخرصات ومزاعم رد عليها المفكرون المسلمون وأثبتوا خطلها وبطلانها .
وعندما تهافتت مزاعم المستشرقين لجأ أعداء هذا الدين الى القيام بحملات إستهزاء وسخرية بدأت منذ سنوات بإنتاج فيلم مشين يتطاول فيه على النبي محمد ﷺ وزوجاته أمهات المؤمنين،  وبعدها كانت مع الرسوم الكاريكاتيرية المستهزئة بالرسول الكريم ﷺ  في صحيفة دانمركية (يولاند بوستن) أثارت إمتعاض المسلمين في أنحاء العالم .
وتسابقت فيما بعد مجلات هولندية ونرويجية والمانية وإسبانية وخاصة فرنسية مثل ( ليموند – وشارلي إيبدو) وغيرها لإعادة نشر هذه الرسوم خلف ستار حرية الرأي والقول والصحافة ، علماً بأن ما نشر لا ينم عن نقد موضوعي لا يعترض عليه الإسلام ، وإنما هو تشهير وإساءة متعمدة لهذا الدين ، وللأسف رفضت كل هذه الدول الإعتذار عن هذه الإساءة خلف ذريعة الحرية الفكرية والإبداعية علماً بأنه ليس في هذه الرسوم المسيئة أي فكر وإبداع وإنما طلبا للشهرة ولزيادة مبيع الصحف التي نشرتها .
وتطل علينا اليوم إساءة ليست بجديدة من حكومة الهند العنصرية ضد المسلمين والتي يرأسها الحاقد (ناريندارا مودي) رئيس الحزب الهندوسي القومي ( بهاراتيا جاناتا ) والذي يقصي المسلمين في الهند عن كل المسؤوليات والوظائف الهامة ويعطي الرخص بقتل المسلمين وإبادتهم – بغض نظر الحكومة عما يجري- وذلك منذ تسلمه الحكم في العام ٢٠١٤ م.
وفي هذه الأيام تطالعنا تصريحات من أهم أعضاء هذا الحزب الحاقد (نوبور شارما) الناطق الرسمي للحزب (ونامين جيندال) والذين يتهمون النبي ﷺ بكلام ساقط بذيء مرفوض يتحدون مع حزبهم المجرم مشاعر المليار وسبعماية مليون مسلم في العالم .
مما يدل على أن هذه الهجمات الشرسة بكل أشكالها وبأنواعها على الإسلام ونبيه ﷺ لها منظمات دولية ترعاها ولها إستراتيجيات خاصة ترتكز على إستخدام وسائل الإعلام والإنترنت والمراكز السياسية والثقافية وغيرها من أعداء الإسلام والمسلمين.
إن مجمل هذه الإفتراءات المليئة بالحقد والكراهية إنما تهدف من ضمن ما تهدف إليه معرفة مشاعر المسلمين نحو دينهم ونبيهم ، فيفاجأون في كل مرة يعمدون فيها الى إبتكار فن جديد من فنون الإساءة الى هذا الزخم الكبير المتنامي والذي يزداد بقوة في سائر بقاع المسلمين ، ولربما إنقلبت مكائدهم الى مزيد من إقبال جنسيات العالم على إعتناق الإسلام ، مثلما حدث مع جريمة القس الإنجيلي- تيري جونز- بإحراق القرآن الكريم في ٢٩ نيسان ٢٠١٢ م حيث سارع الكثير من الأمريكين والأوروبيين الى التعرف على القرآن الكريم والإسلام بدافع الفضول فاستهواهم هذا الدين وأشهروا إسلامهم ودخلوا في دين الله أفواجا.
إن حملات الإساءة للإسلام ولنبيه العظيم ﷺ لن تجدي نفعا وسيزداد إنتشار هذا الدين بوعد الله { یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ }
ونقول لكل أعداء الإسلام أنه سيزداد تمسك المسلمين بدينهم ولن تؤثر هذه الإساءات أمام تزايد الإقبال على الإسلام في الشرق والغرب ، لأنه يغيظهم سرعة إنتشار الإسلام في بلادهم والتي أثارت غيرة هؤلاء مما جعلهم يخافون على أسلمة بلادهم فإننا نقول لهم  {… قُلۡ مُوتُوا۟ بِغَیۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }
ولقد اثبتت هذه الحملات عظم الصحوة الإسلامية ، الأمر الذي يرعب أعداء هذه الأمة وخاصة اليهودية العالمية التي لا تألو جهداً في الإنقضاض على الإسلام والمسلمين منذ مبعث الرسالة الإسلامية..
وصدق الله العظيم في قوله لنبيه الكريم (.. وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ ) ويقول عز وجل { إِنَّا كَفَیۡنَاكَ ٱلۡمُسۡتَهۡزِءِینَ }

*أخوكم الشيخ مظهر الحموي*

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …