الوطنُ الرضيعُ في العيونِ الباكياتِ

– ما هذه الضجة
يا أخوتي ؟
ولماذا تحرقون الإطاراتِ ؟
– هو الدولارُ صارَ طيراً
وليرتُنا صارتْ غَزْلَ البناتِ !
– وهل ينفعُ لو صرخنا
أو سهرنا في الطرقاتِ ؟
– إلام نبقى نياماً
ساكتين كالغَنَماتِ
فقراؤنا يموتون جوعاً
منتظرين التبرّعاتِ
وساستنا يجتمعون سراً
لتوزيعِ المُكتسباتِ

خمسون عاماً
وبلادي
تحرقها الأيادي
وينزفُ ناراً
من غيظٍ فؤادي
خمسون عاماً
كم عملنا
في خدمةِ ” الظاظاتِ ”
خمسون عاماً
كم قتلنا
من شبابٍ او بناتِ
خمسون عاماً
كم سكبنا
من دموعِ الحزيناتِ
خمسون عاماً
كم عبثنا
بأرزاق الهاربينَ
ومشينا
خلف عهر السارقين
كم قتلنا العارفين
وأخفينا الصادقين
وما زلنا
لم تُغيِّر الأيامُ فينا
وما زلنا
كما كنّا
ضحكةَ استهزاءٍ
في شفاهِ الهازئين
في تشفِّي الشامتين
ونوايا المغرضين

قد كنتَ يا وطني هجيناً
فيكَ الأقلّيةُ
مُترَفةٌ
والأكثريةُ
تكتفي بالصلواتِ
وتطلب من رب السماواتِ
عقاباً لكلِّ ” الباشواتِ ”
وخلاصاً
من أبطالِ السرقاتِ
وتحلمُ
بما بعد المماتِ
الكثرةُ
تجوع وتشقى
والقِلَّةُ
تجمعُ الثرواتِ
لم يكن يفصلنا
ويفصلك
الّا قليلٌ
عن انهياراتِ المماتِ

نريدكَ يا وطني وطناً
كبقيّةِ الاوطانِ
فيك العدل مُصانٌ
ومُصانةٌ
كلُّ الكراماتِ
فطهّرْ رعاةَ الشعبِ فيكَ
من أضاليل اللسانِ
وطهّر أبالسةَ السياسةِ
من شرور الموبقاتِ
واقطع أيادي السارقين
واقفلْ
بالشمعِ الأحمرِ
أفواهَ الفاسدين
وارجم بسواعد الشرفاء
كلَّ الشياطين
ونظّفْ ديارَكَ
من ملوّثاتِ المزابل
فعلى المزابلِ
لا يحيا الجمالُ
ولا تفوح
عطورُ الياسمين
ولا حياة
للورود الجميلاتِ
والزهور العاطراتِ
ارجوكَ يا وطني
لا تقذفْ بمن تبقّى
الى المنافي
او الى المغترباتِ !

شاهد أيضاً

قيادي في حماس استهدفته إسرائيل بين لبنان وسوريا… أحزاب البقاع دانته والداوود وصفه ب”الهزيمة الصهيونية”

أحمد موسى كواليس| استهدفت مسيرة إسرائيلية القيادي في حركة حماس شرحبيل السيد ومرافقه محمد رمضان …