♦️♦️أيها السيد ما أعظمك♦️♦️

بقلم علي خيرالله شريف

لقد أثلجتَ صدور الوطنيين. وأدخلتَ الطمأنينةَ في قلوب القلقين، ورسمتَ الخريطة للمترددين والمرتبكين. أنت قوة لبنان بعد ضعفه، وأنت أمل الشعب بعد يأسه، وأنت سفينة النجاةِ في البحر الهائج.
لقد نسختَ كل أقاويل المحللين والمعلقين والمتفلسفين والمتفرعنين. وشرحتَ لهم، بعصاك السحرية، ألف باء الوطنية، وهششتَ بها على سُفُنِ العدوان الشاردة في عرض البحر، المحاطة بكلابِ الناتو المسعورة. وقرأتَ لهم تعويذة الخوف من البعبع، ثم حوَّلته إلى نمرٍ من ورق.
فقط في خطابك الفصل، وضعت لهم البوصلة التي تحدد حجم القضية، وترسم طريق الخلاص، فلم يعد هناك معنىً لكل خطوط الطول وخطوط العرض وخطوط الوهم، ورسمتَ بإصبعك المبارك خط الحسم.
لقد صدر أمر اليوم، وأخذ العدو العلم، ولم يبق له الكثير من الوقت حتى يلملم أنابيبه وزوارقه ومضخاته وأذيال خيباته، ثم يطوي عائداً إلى سكراته وفكراته ومِنَصَّاته العائمة على خطر الإغراق.
لله درك يا بن فاطمة، لقد جمعتَ عمامة محمد، وبلاغة علي، وراية الحسين، وهدوء بركان الخميني، وبصيرة الخامنائي، وأممية القاسم، وحملت سيف العماد وولاء بدر الدين، ويقين الموسوي، وحزم الراغب بالنصر لا بالصلح، وحلقت بطائرات حسان فوق البحار والفيافي…

لقد وضعتَ أيها السيد الكبير الكبير، الأمور في نصابها، فرسمت لنا سبيل الوصول إلى بر الأمان، وأنذرتَ أنتَ أنت، ومن خلفك شرفاء الوطن، وبين يديك رجال الله وأُسدُ المِحَن، سفن الناتو والقارات العاجزة المتلاشية، والآيلة إلى الأفول، والجُزُرَ المتفرعنة في آخر الزمن، والسلاطين الحالمة بالعودة إلى سفر برلك وتجويع الفقراء، والدول التي سبقتنا إلى الإفلاس، وغيرها وغيرها، أنهم لم يعد بإمكانهم استعباد الشعوب عندما تقرر أن تكون حرة بمالها ومصيرها، وأن هذه الشعوب ستحطم كل أغلال الدنيا عندما تريد الحياة.
وكذلك، يا سيدي، لقد أمسكتَ بأيدي أطفال السياسة والثورات، الذين ما زالوا يدبُّون على الأرض ويَحبونَ على قوائمهم الأربعة، لتعلمهم أول خطوات المشي في درب بناء الأوطان، وأول كلمات الوصف لحقيقة المشهد بعد أن تعذَّرت عليهم الرؤية، واستعصى عليهم الفهم وتاهوا بين الخوف والتخبيص والغرق في أتون الفساد وشهوات السفراء والسفيرات.
لله درك ما أعظمك، ولله در أسود الوغى رهن إصبعك. لقد أضحى لبنان مُخَيَّراً بين الهلاك إن استمرَّ في الركوع، وبين النجاةِ إن هوَ اتَّبَعَك.
الجمعة ١٠ حزيران ٢٠٢٢
#مقاومتنا_ضمانة_ثروتنا