@@@ المسؤولون صورة بلا صوت @@@

## هل هم أصنام من بشر أم أصنام من حجر ##

حسين السيد عباس ابو الحسن

انتهت الانتخابات النيابية واستفاد الجميع من الشد العصبي المذهبي والطائفي والشحن العاطفي الجاهل بين أطراف قوى المنظومة الحاكمة العفنة .. وكل يتهم الآخر بالخيانة والعمالة للخارج بأحقر العبارات وأشدها إيلاما ونذالة وخساسة حتى اذا ذاب الثلج وبانت حقيقة النوايا فإذا بالاتهامات والتراشقات الكلامية والمشاحنات ذابت مع الثلج لتحل محلها النوايا الحسنة الصادقة .. وإذ بالعملاء أصبحوا وطنيين شرفاء والخونة أصبحوا الحريصين على السيادة الوطنية … ولم يكن ليحصل ذلك من الاتهامات والشتائم المضادة لو لم يعرف الجميع أن اندفاع الناس للانتخابات لن تتعدى ال 15 او لا 20 بالمائة فلجأت مطابخ المنظومة الحاكمة إلى اعتماد شحن النفوس وإثارة الغرائز المذهبية والطائفية حتى يتم اصطفاف الناس حول ممثليهم في مختلف المذاهب والطوائف ليرتفع منسوب المشاركة في الانتخابات إلى أكثر من 40 بالمائة …

وفي أوج التحضير وعند المشاركة نسي الشعب معاناته وآلامه وحرمانه من أبسط قواعد المعيشة الهنيئة والمتطلبات الحياتية ليتم فقط وبكل طاقاته إلى تسجيل أكبر قدر من ركلات الكرة في الملاعب البهلوانية وصرفت الأموال بملايين الدولارات التي كانت مخبأة في خزائن اللصوص من السياسيين وتجار لقمة العيش ومافيا الاحتكارات والمستفيدين من مراكز القوة والقرار .. حتى اذا انتهت الانتخابات ونجح بالتزوير من نجح ورسب من رسب بدأت طبول التماهي والتفاخر بالدق والنفخ وكأن الشعب قد نال حقوقه وتجاوز معاناته وأصبح كل ما يتمناه تحت قبضة سلطته … فيا للغباء ويا لضياع العمر !!!!

إلى من نتوجه في خطابنا هذا ؟؟؟ أالى المنظومة المتوحشة العفنة التي سرقت وأهدرت ونهبت واستولت على مقدرات البلد وأمواله وصناديقه ام الى الشعب المسكين المعتر الذي دائما يغرق ويغرقونه في شبر ماء .. أم إلى ما يسمى بتيارات المجتمع المدني التي هي عبارة عن نمور من كرتون مزقت عندما استغنى عنها صانعوها ومدربوها !!

عشرون سنتا زيادة على الاتصالات كانت كافية لنزول الشعب إلى الشوارع احتجاجا واتهاما ورفضا للجميع ” كلن يعني كلن ” أي كلن حرامية ولصوص وخونة ومجرمون بحق الشعب والوطن !!!

وها قد ارتفعت الأسعار إلى أكثر من عشرين ضعفا عما كانت عليه وقت الانتفاضة التشرينية وخسرت العملة الوطنية أكثر من 200 بالمائة من قيمتها وقدرتها الشرائية .. والأنكى من ذلك فقد تسلمت مافيات الاحتكارات في شتى الميادين والاحتياجات زمام الأمور لتمعن فتكا وتمزيقا بشرائح المجتمع دون أن تتحرك المنظومة العفنة لتضع الأمور في نصابها ولتقوم بدورها للمحافظة على حقوق الناس !! ولكنها أبت إلا أن تكون نمرا من ورق الكرتون لا حول لها ولا قوة … اللهم إلا البكاء على المنابر وفي التويتر وتجحيش الحناجر وخطابات العزاء والتعزية…

اما ما يسمى بحراكات المجتمع المدني فقد تبخرت وذهبت مع الريح …!!! أتعرفون لماذا ؟ نعم .. انكم تعرفون ذلك جيدا … لأنها لم تخرج في معظمها من رحم الشعب وإنما من رحم الأحقاد والضغائن والمناكفات والأنانيات واولا وأخيرا من رحم الغرف السوداء الموجودة في كثير من السفارات الراعية حكوماتها لكيان العدو الاسرائيلي ..!!!!

فبئس هكذا منظومة .. وبئس هكذا تيارات مدنية مشبوهة وبئس لشعب لا ينتفض ويحيق بجلاديه في أتون جهنم وبئس المصير .. !!!

فإلى متى تبقى السرقات المنظمة من قبل الشركات الاحتكارية في مناحي المحروقات والأدوية والمواد الغذائية والحياتية قائمة وفاعلة ؟؟؟؟ فكل يوم يتم رفع الأسعار كلما ارتفع الدولار ولا تنخفض عندما ينخفض .. وكل يوم ترتفع أسعار المحروقات بحجة ارتفاع سعر برميل النفط عالميا .. مع ان المحروقات المستوردة تم استيرادها عندما كانت ألأسعار العالمية منخفضة ومع هذا فالاسعار ترتفع كل يوم في غياب متعمد من مسؤولية وزارة الطاقة ووزيرها …. فأين أنت يا وزير الطاقة ؟ وأين أنت يا وزير الاقتصاد ؟ وأين أنت يا وزير الصحة ؟ وأين أنت يا رئيس الحكومة ؟ وأين أنتم يامدراء ومسؤولي الوزارات المعنية ؟ هل أصبحتم جميعا نمورا من كرتون لا تعنيكم حقوق الناس وترضخون دائما لأطماع مافيات الاحتكارات؟ ؟؟ فإذا كان الأمر كذلك ..فعليكم فعلا ان تستقيلوا وتذهبوا إلى بيوتكم …فقد عافكم الشعب وزهق منكم ومن ألاعيبكم وغيابكم المقصود … فبئس هكذا وزراء وحكومة وبئس هكذا مسؤولية إدارية وسياسية واقتصادية وصحية ..!!!!

فيا أيها الأصنام البشرية الحجرية .. ارجعوا إلى أنسابكم ان كنتم فعلا مطهرين.. ارجعوا إلى ضمائركم ان كانت لم تزل حية .. فلعل بعضكم يمتلك بعضا منها فيستحي ويغيب عن شاشة السياسة وما يسمى بالتمثيل الشعبي .. ليحل محلكم من هم الأجدر بالتمثيل والأجدر مخافة من الله تعالى والأجدر حرصا على حقوق الشعب والأجدر فعلا لحمل الأمانات … فقد سقطت شرعيتكم عند جميع الأحرار والشرفاء ويبقى ان يلتحق بهؤلاء جموع من أنطلت عليهم حيل أكاذيب السياسيين ولتذهب هذه المنظومة ” الى حيث ألقت رحلها ام قشعم “….!!!

أما الذين انخدعوا بشعارات ما يسمى بتيارات وحركات المجتمع المدني فعليهم أن يعوا جيدا أن من يأتي إليهم بالباراشوت فجأة لن يكون إلا عميلا ومشبوها …فاحزموا أمركم أيها المنخدعون وعودوا إلى أحضان من لا يتاجر بكم واصنعوا أنتم تحرككم وتياركم .. فما زال في عزيمتكم الأمل المنشود… فهلا انتظمتم في عزيمة وطنية تخرج من رحم معاناتكم وأوجاعكم فتحققون ما تصبون إليه…

انتا بالانتظار .. فمن يتعاطف مع هذا الخطاب عليه أن يرفع أصبعه بالموافقة ويتجاوب لنبني جميعا تيار العزيمة الوطنية المنشودة ….. والله من وراء القصد

أخوكم : حسين السيد عباس ابو الحسن