أزمةٍ سياسيةٍ في لبنان تبحثُ عن مخرج



أردوغان: ماكرون يتبنى أهدافاً استعماريةٍ استعرضها في لبنان


• أحمد موسى

أزمةٌ لم تقف عندَ حدودِ تَبَدُّلِ المواقفِ بل معاودةِ الاشتباكِ السياسي بعدَ كلِّ هُدنةٍ معلنةٍ بينَ الحلفاءِ لم تستطع الصمودَ لساعات، حيثُ اعلنَ رئيسُ حزبِ القوات سمير جعجع عن موقفِه “الرافضِ” لعودةِ رئيسِ حزبِ المستقبل سعد الحريري الى رئاسةِ الحكومة، داعياً الى حكومةٍ جديدةٍ تماماً.

أزمة تبحث عن مخرج

هل ما يرسُو من سفنٍ دوليةٍ عندَ ميناء بيروتَ الـمُدَمَّرِ هو حقيقةً لمساعدةِ اللبنانيين، ام اِنها ستُبحرُ على حسابِ معاناتِهم في حربِ المزايداتِ بمياهِ المتوسطِ الملتهبة؟.
تماماً كما كلِّ مرةٍ يعودُ المشهدُ اليوم، استغلالاً للدماء، ونفخاً بأبواقِ التحريضِ والتجريح، قدحٍ وذمّ، في مشهدية صورة لمشكلةُ أنَّ هناكَ أُناساً ينطلقونَ من المعطياتِ نفسِها ويتصرفونَ الاداءَ نفسَه، ويتوقعونَ نتيجةً مغايرة، ما يُؤسّس على ما يبدو لـ”أزمةٍ سياسيةٍ في لبنان تبحثُ عن مخرج”.

التحقيقات

في شأنِ التحقيقاتِ علمت مجلّة “كواليس” من مصادر ذات صلة، “أنَّ النتائجَ الاوليةَ اَظهرت أنْ لا اعتداءَ جوياً ولا أرضياً تسببَ بانفجارِ المرفأ”، تضيف المصادر، “أنَّ التوجهَ هو لاستدعاءِ وزراءِ الوصايةِ على المرفأِ والجمارك ِالذين تعاقبوا خلالَ السنواتِ الستِّ الماضية”.

نصرالله

ومعَ سنيِّ النصرِ الاربعَ عَشْرَةَ على العدوانِ الصهيوني ضدَّ لبنان، وفي ظلِّ تراكمِ التطوراتِ يُطلُّ الامينُ العامُّ لحزبِ الله “السيد حسن نصر الله” عندَ الثامنةِ والنصفِ من مساءِ اليوم الجمعةِ عبرَ شاشةِ المنار، وعليه “يُبنى فصلُ الخطاب وحقيقة ما يجري”، فالعدو ينتظره ويصدّقه، وعلى الباقي تدور الدوائر.

ماكرون

زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون مُقدَّرة متى كانت ضمن أطُر السيادة اللبنانية، ومدّ يد المساعدة الدولية غير المشروطة للبنان، ومؤتمر المانحين الذي عُقِد برعاية فرنسية من أجل لبنان، هو الخطوة الأولى التي تزامنت مع نخوة دول شقيقة وصديقة عبر المساعدات الإنسانية التي تدفَّقت على بيروت، ولعل هذه المساعدات في كسرها للحصار الأميركي، أعادت الى اللبنانيين بعضاً من حقوقهم بالسيادة والكرامة من خلال ندِّية العلاقة مع الخارج، وانهيار منطق التبعيَّة الدُّونية التي يسعى إليها بعض من ينتظرون “المكرمات” المشروطة.

أردوغان

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يتبنى أهدافاً استعمارية في لبنان، ووصف زيارته الأخيرة لبيروت بالاستعراضية.
وأضاف في كلمة بالعاصمة أنقرة: “ما يريده ماكرون وفريقه هو عودة النظام الاستعماري في لبنان، أما نحن فلا يهمنا التهافت لتلتقط لنا الصور أو نستعرض أمام الكاميرات”.
وكان أردوغان يتحدث عن الزيارة التي أداها ماكرون للعاصمة بيروت وسط تغطية إعلامية ضخمة الأسبوع الماضي، وذلك إثر الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس ودمر جزء كبيرا من العاصمة اللبنانية موقعا 171 قتيلا و6500 جريح.
وتأتي تصريحات أردوغان اللاذعة في أجواء من التوتر المتزايد بين تركيا وفرنسا بسبب تضارب المصالح في ليبيا والتنقيب في شرق المتوسط، حيث أثارت عمليات التنقيب التركية في هذه المنطقة البحرية غضب اليونان والاتحاد الأوروبي.

استثمار الدم

وعلى التهابِ جُرحِنا واستثمارِه من قبلِ تجارِ السياسةِ المحليين، جاءَهم من يعاونُهم من الاميركيين وغيرِهم، المتباكينَ على اللبنانيينَ وهم العالمونَ على اقلِّ تقديرٍ أمونيوم المرفأِ منذُ العامِ 2013، وفق ما نَقلته صحيفةُ نيويورك تايمز قبلَ ايامٍ عن محققٍ أميركيٍّ كانَ يعملُ في لبنان، وأوّل الواصلِين كانَ الاعلانَ عن مُحققِي الـ”FBI” القادمينَ للبحثِ عن حقيقةِ انفجارِ المرفأ ـ وأيُّ حقيقةٍ بينَ أيدي هؤلاءِ المُغمّسةِ بدماءِ واوجاعِ اللبنانيين؟!.

هيل

وكيلُ وزيرِ الخارجيةِ الاميركية ديفد هيل وصلَ الى بيروتَ حيثُ “ينتظرُه الكثيرونَ ليُحدِّدَ لهم وِجهتَهم السياسيةَ وخريطةَ تحركاتِهم الميدانية”، وبالتزامنِ وصلت وزيرةُ الجيوشِ الفرنسيةِ مصحوبةً ببارجةٍ حربيةٍ وحربِ تصريحاتٍ معَ الاتراك، ليتزامن ذلك مع وصول وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ضريف إلى بيروت.

صراع الموانئ

وبينَ اشتباكِ المتوسطِ الذي تتركزُ نيرانُه على الشواطئِ اللبنانية، تصبحُ عَشْوَائِيَّةُ مواقفِ بعضِ السياسيينَ اللبنانيينَ وتخبُّطُهُم واضحةَ الاسباب، وهُمُ الغارقونَ في المستنقعِ المحلي، فكيف ببحارِ الاقليم.
فـ”الاهتمام الدولي في لبنان لا يُطمئن بسبب الصراع الدولي على الموانئ وخاصةً أن الاتراك والفرنسيين لديهم قتال شرس على السيطرة على موانئ الشرق الأوسط”.

استعراض ومؤامرة


سباحةُ بعضِ النوابِ في بحرِ المزايداتِ اَنهاها الرئيسُ نبيه بري في الجلسةِ النيابيةِ (أمس)، فَقَبِلَ الاستقالاتِ حتى تلك التي حاولَ اصحابُها التنصلَ منها، وكشفَ انها كانت “للاستعراضِ والمزايدات”، وزادَ على المشهدِ اعلانُه عن احباطِ “مؤامرةٍ ضخمةٍ” كانت تستهدفُ مجلسَ النواب.

استنتاج

ووسط التدفق الدولي على لبنان، والتهويل والوعيد، وضرب أخماسٍ أميركية باسداسٍ أوروبية (فرنسا)، وغنجٍ عربي وزعلٍ خليجي (سعودي)، على حلبة الصراع السياسي في لبنان، يُستنتج منها، أن “التحقيق الدولي في كارثة ميناء بيروت غير متوفر”، وأن ماكرون أضهر أن لديه “ضوء أخضر أميركي ـ أوروبي”، حيال المعظلة السياسية اللبنانية، في حين أن ماكرون “تواصل” مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، وسط حضورٍ لكبار المسؤولين من جميع دول العالم، مترافقاً ذلك مع “عراضاتٍ” بحرية، وحضور استخباري لافت، يذكر بـ”المتعددت الجنسيات”، وإغراق لبنان بالمساعدات في ضاهرها “إنساني” وباطنها “أمني ـ عسكري”.

مصالح

فالدول لديها “مصالح” ومعها “صراع” على المتوسط وصراع على المرافئ، فالإهتمام الدولي في لبنان “لا يُطمئن”، بسبب الصراع الدولي على الموانئ، خاصةً أن الاتراك والفرنسيين لديهم “قتال شرس” على السيطرة على موانئ الشرق الأوسط.

تعقيدات

إن التعقيدات الإقليمية في المنطقة تزيد تعقيدات على الملف الحكومي، ولبنان أمام “فراغٍ”، خاصةً وأن المنطقة “لم ترسم بعد”، فالسعودي “يرفض” التدخل طالما حزب الله بالواجهة، يلاقيه مهمّة ديفيد هيل لديه المحددة التي تتمثل بـ”حزب الله” من خلال “دق إسفين” بين حزب الله وحلفائه، ما يُعَقّد “التسوية” وتشكيل “الحكومة”.

شاهد أيضاً

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي…؟؟؟؟

بقلم :- راسم عبيدات من بعد عملية ال 7 من اكتوبر ،والتي ردت عليها ” …