الفنان صليبا صلبو:


الأغنية التي أخذت صدى كبير هي (مو خطية يا بحر) من كلمات إبراهيم مقسي

 

وكأن الكون تشكل على شكل آلة البزق وتحول الضجيج لنغمات تىرنم في أذني أجمل الألحان، فضيفي لليوم الفنان صليبا صلبو أو كما ألقبه (الفنان المهاجر) الذي ترك وطنه ألأم سوريا منذ الصغر واستقر في لبنان لمدة ٢٧ عاماً ثم عاد ليستقر في السويد.
ترعرع بين عائلة فنية فجرت الموسيقى في دمائه لا بل في جيناته ..
وفي كل مكان بل في كل زمان إستطاع إثبات هويته كفنان حيث تعلم عزف الاروغ عن عمر ٧ سنوات وتسلم شهادة الإيقاع على مستوى المحافظة
ولم يكتف فعزف على آلة البزق وغنى باللون المارديني لعديد من الشعراء:
كالشاعر إبراهيم نذير
والشاعر إبراهيم مقسي
والشاعر جاك إبراهيم

 

ضيفنا متميز جداً اكان بعزفه شخصياً أو يسمع غنائه، او بشخصيته المتميزة فلقد مزق صفحة الفشل من قاموس الظروف وشكلها على شكل زورق ليهاجر في بحر الأمل

*أهلا وسهلا بك معنا استاذ صليبا صلبو في مجلة كواليس

– أهلاً وسهلاً بك عزيتي أميرة وبجميع قراء كواليس

 

* أستاذ صليبا،يتملكني الفضول لأتعرف أكثر على صليبا الطفل وكيف اكتشف موهبته الموسيقية في ذاك العمر الصغير؟!

– منذ الصغر وانا أحب المرح والمزح، أما الموسيقى فتجري في دمي أو  أنها خلقت بالجينات لأني ترعرعت في عائلة فنية، فوالدي من ذوي الأصوات الجميلة ويغني باللغة التركية واللهجة المردلية، وخالي يعتبر من كبار المطربين بمدينة ماردين اسمه (الياس ججو) وفي تركيا معروف بإسم iLYAS GORULMEZ.
البداية كانت من الصف الأول، عندما كنت انتظر الصباح لكي أذهب إلى المدرسة لأعزف وأغني وأطبل على مقعد الدراسة (أقيم الصف وأقعده) من الضجة مع بعض رفاق المدرسة وكانت تدخل الآنسة إلى الصف فلا أشعر بوجودها لأني مندمجاً بالغناء والعزف على مقعد الدراسة. كانت أيام جميلة جداً ولكن لم يحالفنا الحظ ولم يكن هنالك أهل يهتمون او يصقلون تلك الموهبة الجميلة من بسبب الماديات، ورافقني ذلك حتى الصف السادس ابتدائي حتى نلت شهادة ضابط إيقاع على مستوى المحافظة.

 

* الغناء والدندنة هما من ساعدك على تعلم الة البزق، ما الذي جذبك لهذه الآلة تحديداً رغم صعوبتها؟!

– ذهبت إلى لبنان وكان عمري 15سنة (عام1993)، مكثت في بيت أختي حتى التحقت بخدمة العلم في بلدي سوريا. كنت في دورة الأغرار حتى أتى إلينا مساعد أول في الجيش سأل من منكم يجيد العزف ا لموسيقي، رفعت يدي وهتفت أنا موسيقي. أخذ إسمي ورقمي العسكري وحين انتهيت من دورة الأغرار أنشأنا أنا والرقيب الأول ماهر الشمالي فرقة نحاسية تتالف من ١٢ جندياً . وقضيت مدة خدمتي بالفرقة الموسيقية أدرب الاغرار النظام المنظم على أناشيد حماسية ووقع الضربات والأبواق الموسيقية. تسرحت من الجيش ومباشرة تزوجت وعدت للعمل في لبنان. وهذه المرة ليست للهو واللعب فلقد أصبح لدي مسؤولية. وفي زيارتي لأحد الأصدقاء لفت نظري آلة البزق معلقة على الحائط فقلت له أنزلها وأسمعنا صوتها العذب فقال لي: “يا عزيزي أنا لست عازفاً وإنما أتسلى في بعض الأحيان” فقلت له: هل استطيع أستعارتها، فقال لي خذها معك وعندما تمل منها أعدها إلي. وبعد أسبوع تقريبا .. ذهبت إليه وعزفت له اغنية .. تفاجأ وسألني إن كنت أعزف عليها منذ زمن بعيد فقلت له ولله العظيم لم أمسك هذه آلة سوى عندك فاستغرب.. وهنا بدأت حكايتي مع الغناء. لأن آلة البزق تدعك تمرن صوتك دون أن تشعر إنك أصبحت مغنياً وصوتي مصقول بشكل جيد، طبعا بدأت بالدندنة ومن ثم أصبحت أفتح بث مباشر على صفحة الفيسبوك فيطلبون مني بعض الأغاني التي هي جزء من تراثنا. وأنا شخصياً كنت متأثراً بالفنان الراحل جان كارات (مطرب من محافظتي) حيث كان يغني اللون الماردلي وآلة البزق التي ينسجم معها هذا النوع من الاغاني..

 

* ألا تعتقد أن القدر ينسق لنا الفرص ويسخر لنا الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب ..
كيف حصلت معرفتك بالشاعر إبراهيم نذير وما هو أول عمل فني جمعكما؟

طبعا القدر هو من اتاح لي الفرصة كي أغني وأتعرف على الشاعر إبراهيم نذير
فأغنية “غريب غريب” كانت أول أغنية لي، كنت أفتح بث بشكل يومي عالفيس بوك مباشر وكانت هناك صفحات تهتم بالأصوات الجميلة ودائماً كانوا يطلبون مني مقاطع عن البث وينشرونها على صفحاتهم وكان الشاعر الماردلي إبراهيم نذير قد سمع صوتي وأعجب به فتواصلنا إلى أن أنتجنا هذه الأغنية الجميلة. وطبعا بعدها غنيت من أشعاره إضافة الى أغنية “غريب غريب”.. فلقد تم التعاون مجددا وانتجنا أغنية بعنوان (أين انت يا ضمير.) وأخرى بعنوان (وقت اجاني خبرك) .

*على ماذا تستند بانتقاء كلمات الأغاني وعلى أي أساس تقبل أو ترفض الأغنية؟

– جميل هذا السؤال وجوابه هو..
أي أغنية لا يوجد فيها موضوع هادف أو ذو مغزى أو صوره جميلة يتخيلها المستمع لا أحب أن أغنيها. مثلا اغنية غريب غريب (وقت اموت هم مني تكون مالي احد غريب غريب)
أو اغنية أين أنت يا ضمير. (لا يمت الظلم وتدوم في قلب الإنسان. ليش الطيبة مالا في هالايام مكان)..
أو اغنية وقت اجاني خبرك (احترق قلبي انعمت عيني. ما صدقت يوم اخسرك قدر الله وعلى عيني)..

 

*ما هي قنبلتك الغنائية التي فجرت بها مواقع التواصل الإجتماعي وتعرف بها الجمهور عليك أكثر وما هي آخر أعمالك الفنية؟

الأغنية التي أخذت صدى كبير هي (مو خطية يا بحر) من كلمات إبراهيم مقسي
ذكر بها شهداء البحر الذين يبحثون عن الأمن والأمان من صراع الحرب الدائرة في سوريا ويقعون في مصيدة تحت أيدي المافيا تجار الأعضاء وتجار الموت.
وتقول
مو خطية يا بحر في غوالينا (كدي) تعني (هيك) تغدر ما هاجرنا بلادنا تهجرنا ولا جبر…
وآخر أغنية لي من كلمات الشاعر الأول بالجزيرة جاك إبراهيم الذي يستحق كل الاحترام والتقدير. تقول ودوني ودوني للغالي ودوني طال البعد بيني وبينو في دردي خلوني ما بقدر انساه وفي نومي اراه .

 

*هل باعتقادك أن الحنين للوطن والظروف الصعبة
التي تمر بها أغلب المناطق العربية من الممكن ان تكون سبب لاستسلام الفنان؟

– لا أعتقد ولكن الأمان والسلام من أحد أسباب النجاح للفنان فالتنقل الإجباري من احتراز او إنذار.. وهنالك من وجد هذه فرصة للانطلاق إلى الفن..

* هل كانت الهجرة عائقاً أمام تحقيق حلمك ام كانت بمثابة بداية جديدة لك وهل تعتقد أن الإستقرار في بلدك كان يمكنه أن يوصلك لهدفك بشكل أسرع؟

– كان عمري ١٥ عاماً حين سافرت إلى لبنان وكانوا أشقائي هناك متزوجين وكنت أعيش معهم ومن ثم استقريت في بيت خاص لي. وبإعتقادي لو كنت في بلدي لكان عائقاً ان أحقق حلمي أنا برأي الانطلاقة يجب أن تكون من بلدك. ولكني بدأت في سن متأخر من العمر وكنت متزوج وعندي ولدين وكانت ظروفي لا تساعدني على الغناء ليس من المبدأ المادي إنما لم يكن هناك بالأصل مشروع فنان..

 

* ما هي نصيحتك لشباب المهجر حيث أن الأغلبية
يعلقون فشلهم على شماعة الظروف؟

– اولاً الفن: ليس من السهل ان توصل هذه الرسالة الى العالم فقط لأنك تملك الصوت إنما الإحساس المرهف وأن تكون لديك خبرة في انتقاء ما الذي يليق بصوتك وأي لون يجب عليك أن تغني.
ثانيا: أنا أرى أن الفنان في الدرجة الأولى يجب أن يتغلب على كل الظروف ولا ييأس من الإستمرار مهما واجه من المشاكل..

 

* لقد استمتعنا جداً بهذه المقابلة أستاذ صليبا
أنا وجميع أسرة مجلة كوليس نتمنى لك تحقيق جميع أحلامك ونأمل لك المزيد من التألق والنجاح وأطمع بكلمة أخيرة منك لمجلة كواليس ..

– أتوجه بالشكر لإدارة مجلة كواليس وأخص بالذكر الاستاذة فاطمة الفقيه ونائب رئيس تحرير مجلة كواليس الأستاذ نضال عيسى على هذه الإضاءة ولجيمع من أعد وحضر وجهز لهذه المقابلة كما اشكر جميع الشعراء الذين تعاملت معهم شكراً جزيلاً من أعماق قلبي .

 

كما قرأتم أعزائي الكرام ..
الفنان صليبا صلبو يستحق لقب فنان عن جدارة،
لقد استغل موهبته وآمن بقدراته بل واستطاع أن يعزف على أوتار الظروف بالعمل وأن يحارب الإحباط بالأمل ..
هناك من يحلم ويتمنى .
وهناك من يستيقظ ويعمل على تحقيق حلمه ..
وها هو الآن يسعى لإبراز فن نادر من نوعه بإتقان ..

أتمنى لقائكم من جديد مع حلم جديد الأسبوع المقبل
أما الآن سأدعوكم كي تستمتعوا معنا بأغاني الأستاذ صليبا صلبو .
بدأنا بالسلام وننهي بالسلام
إعداد وحوار (أميرة الأحلام )…

https://youtu.be/sX_XXTXetuc

شاهد أيضاً

تدشين الإختبارات النهائية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة إب اليمنية

حميد الطاهري دشنت صباح يوم امس الاول اليوم بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة إب”وسط اليمن …