جولة زراعية بقاعية للمطران ابراهيم برفقة مدير عام وزارة الزراعة

 

ابراهيم: تشبثوا في أرضكم.. الترشيشي: نعاني مأساة كبيرة.. فرج: مشكلتنا أسواق الخليج.. ولحود يرد على المزارعين: نحاول

 

كواليس ـ أحمد موسى ـ زحلة 

وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، قام رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم يرافقه مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس دائرة التنمية الريفية في البقاع المهندس الين الصقر والصناعي وسيم رياشي بجولة على المزارعين في البقاع للاطلاع على اوضاعهم وتشجيعهم على الصمود في ارضهم.

ابراهيم

المحطة الأولى كانت في كنيسة مار شربل زحلة، المحطة الثانية كانت لرئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج الصقر ممثلاً بنجله ايليا نظراً لوجوده خارج لبنان، وجال سيادته في اقسام افران لاتور العائد للصقر مبدياً اعجابه بما شاهد من نظافة في العمل وتنوع في الأصناف، ومن ثم انتقل المطران ابراهيم الى الأراضي الزراعية لآل الصقر واطّلع على مزروعاتها واستمع الى المشاكل التي تواجههم في عملهم الزراعي، وكان اتصال هاتفي لسيادته مع النقابي جورج الصقر هنأه فيه على عمله المميز ونجاحاته الباهرة متمنياً له دوام التوفيق.

المحطة الثالثة كانت في المصنع الجديد لشركة أغري فريش لتعريب وتقطيع وتبريد الخضار والفاكهة لصاحبها جورج دمّر، منوّها سيادته بعمل المصانع الزراعية واهميتها في هذا الظرف الدقيق لناحية خلق وظائف جديدة للشباب وتلبية حاجات المستهلكين، معتبرا ان انشاء مصانع جديدة هي علامة صمود وتعلق في هذه الأرض.

المحطة الرابعة في جولة المطران ابراهيم الزراعية كانت برالياس حيث التقى السيد عمر الميس بحضور السادة كابي فرج وميلاد حاطوم، واستمع سيادته من الميس الى معاناة المزارعين لناحية ارتفاع كلفة الإنتاج وصعوبة تأمين المازوت للري وارتفاع سعره، وتوجه الى المزارعين داعياً اياهم الى الصمود في ارضهم لأن الأزمة الحالية ستزول مهما طال الوقت وسيعود لبنان الى سابق عهده.

 

الترشيشي

المحطة الخامسة للمطران ابراهيم كانت لرئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي في منزله بحضور عدد من النقابيين ومزارعي البقاع، وبعد الترحيب بالمطران ابراهيم قال الترشيشي: “زيارتكم اليوم ان دلت على شيء فهي تدل على حبّكم لهذه المنطقة وشعبها، ومدى انفتاحكم على كل الناس والطوائف، وهذه ظاهرة نادرة في لبنان اليوم. وكما عرفت أنك جئت من كندا الى لبنان بعكس السير، وهذا يدل على أنك انسان يحب هذا البلد ومتجذر فيه وتريده، نشكرك على هذه البادرة.
اما اليوم نحن في عالمنا الزراعي نعاني من مأساة كبيرة نعيشها، من كوارث متعددة لا يشعر بها أحد، مجيئك الينا اليوم هو بمثابة طاقة نور فتحت امامنا، نرى فيها البركة والمودة والمحبة، ودعوة الى المزارع للصمود في ارضه. باسم كل المزارعين اتوجه اليكم بالشكر، وانشاء الله في الأيام المقبلة تتوطد العلاقة فيما بيننا”.
وعن معاناة المزارعين اليوم قال الترشيشي، “كلنا يسمع اليوم بغلاء اسعار الخضار على انواعها، هذه كانت اسعار فصل الشتاء، عندما نصل الى مواسم سهل البقاع هذه الأسعار لن تعود موجودة. المزارع البقاعي مكتوب عليه ان يبيع انتاجه بخمسين في المئة من كلفته، ولا نسمع من المسؤولين سوى الوعود والكلام الفضفاض الخالي من المضمون، المزارع بحاجة الى دولة تقف الى جانبه لكن اليوم دولتنا ليست بخير، والكوارث تحيط بالمزارع بدءاً من المازوت وصولاً الى طرق التصدير المقفلة وكلفة الشحن العالية جداً عن طريق البحر والأسواق المقفلة بوجه انتاجنا”.

ابراهيم

بدوره شكر المطران ابراهيم على حفاوة الاستقبال للترشيشي ومما جاء في كلمته: “اليوم العالم بأسره وليس لبنان فقط متجه نجو ازمة امن غذائي قدد تتحول لا سمح الله الى مجاعات في بعض الأمكنة من العالم، وهذا امتحان لبلد صغير كلبنان، بلد زراعي رغم ان الزراعة لا تكفي 30 في المئة من حاجاته لكن هذا البلد بحاجة ان ينجح في المرور عبر هذه الأزمة باتجاه الأمن الغذائي، وانا لدي أمل كبير ان قسم كبير من شعبنا لا يسقط امام اليأس ولا يغلب عليه الإحباط .علينا العمل سوياً لزرع الأمل في بعضنا البعض، وانشاء الله بهمة اشخاص كالسيد ابراهيم الترشيشي والحضور لبنان يبقى قوياً ونستطيع ان نبني الحاضر والمستقبل بثقة ونخرج من هذه الأزمة وهذا النفق بثبات وجدارة ونسلم لبنان الى اولادنا افضل بكثير مما استلمناه”.

لحود

أما مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود الذي رافق المطران ابراهيم في جولته كانت له كلمة مما قال فيها: نحن اليوم نشاهد عدة تجارب زراعية ناجحة في منطقة البقاع الأوسط، هناك ناس آمنوا بالأرض واستثمروا في ظروف صعبة، هذه التجارب الناجحة تعطي الأمل، والذي شاهدناه في زحلة وبر الياس والآن في رياق دليل على وجود اشخاص صمدوا وسيصمدون أكثر في الأيام الصعبة، وهذا يعبّر عن صلابة اهل البقاع”.

 

أضاف لحود، “نحن في وزارة الزراعة نحاول ضمن الإمكانيات القليلة المساعدة على تخطي هذه الأزمة وخاصة في موضوع الاتفاقات الخارجية لأنها بحاجة الى اعادة نظر واعادة تقييم فهي مجحفة. عندما وضعت هذه الاتفاقيات كانت الظروف مغايرة تماماً. هناك ورشة كبيرة ستبدأ مع الحكومة الجديدة التي آمل ان تشكل سريعاً، حول موضوع تقييم الاتفاقيات واعادة التوازن بين الصادرات والواردات من جهة، وتحقيق الأمن الغذائي من جهة أخرى. الأراضي الزراعية بحاجة الى زيادة استثمار وزيادة الإنتاج للتخفيف من الاستيراد. وهنا ادعو الانتشار اللبناني الى لعب دور اساسي في تعزيز صمود اهلهم عن طريق تعزيز مستلزمات الإنتاج الزراعي واستيراد المنتوجات اللبنانية”.

المحطة السادسة والأخيرة بعد رياق للمطران ابراهيم كانت في بلدة تربل في جولته الزراعية، واستهلها بزيارة محطة الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء العائدة للسيد كابي فرج، والتي تساعد في استخراج المياه الجوفية واستعمالها في ري المزروعات مبدياً اعجابه بهذه الخطوة الرائدة الصديقة للبيئة والتي توفر كلفة المازوت عن عاتق المزارعين، آملاً ان تعمم هذه التجربة على المزارعين بمساعدة الجهات المانحة، وتفقد سيادته بعض الأراضي الزراعية.

 

فرج

واختتمت الجولة الزراعية للمطران ابراهيم في منزل كابي فرج حضره عدد من المزارعين والنقابيين، وبعد كلمة ترحيب من فرج قال فيها: “منذ اول لقاء بسيادة المطران ابراهيم وعدنا ان يكون الى جانب القطاعات الموجودة في البقاع ومنها القطاع الزراعي، واليوم قام بجولة تفقدية كبيرة على المزارعين واطّلع على معاناتهم والتي ابرزها اليوم موضوع المحروقات والكلفة العالية للأدوية والأسمدة الزراعية، والمشكلة الأهم هي اقفال اسواق الخليج امام المنتجات الزراعية اللبنانية، نتمنى من سيادتكم متابعة هذا الموضوع للوصول الى الحل المنشود. وهنا اتوجه الى نواب وفعاليات المنطقة واناشدهم الوقوف الى جانب سيادة المطران ابراهيم والمدير العام المهندس لويس لحود لنتمكن من تخطي هذه المرحلة”.

المطران ابراهيم

كلمة الختام كانت للمطران ابراهيم الذي شكر فيها كابي فرج على الاستقبال وقال: “لا أحد يملك الحق ان يقرر اي مصير يخص تربل او ارض تربل سوى ابنائها، لذلك اتمنى على كل المسؤولين المعنيين بأي مشروع ممكن ان يقام في تربل ان يقفوا على رأي ابناء هذه البلدة لأنها ارضهم وارض اجدادهم وتعبوا كثيراً عليها لكي تصل الى ما هي عليه اليوم، ولا أحد يستطيع ان يأخذها منهم لأي اتجاه غير مناسب. لذلك انا اتيت لأكون معكم، هذه بلدتي واهلها اهلي واصدقائي من ايام الدراسة لغاية اليوم وهذا امر افتخر به جداً، لقد لعبت تربل دوراً مهماً ليس فقط في البقاع بل على صعيد لبنان حتى على صعيد الإدارات العليا كان هناك اشخاص بارزين من هذه البلدة ادّوا خدمات لا تحصى للبنان واللبنانيين”.

 

وختم المطران ابراهيم كلمته: “لكل بلدة دور تلعبه مع اهلها ومع لبنان، وهذا الدور لا نستغني عنه، نحن جميعاً الى جانب اهالي تربل لكي تستمر مسيرة الخدمات ليس فقط في القطاع الزراعي بل في كل القطاعات من اجل البنيان، بناء الإنسان اولاً ومن ثم لبنان، نحن بحاجة ان نسير بعكس السير في هذا الزمن الصعب لكي نزيل اليأس ونزرع الأمل، لنتخلى عن الإحباط ونضع نكانه الرجاء القوي بأن الغد لنا. إذا فقدنا الأمل نفقد معنى وجودنا في هذه البلدة وفي المنطقة. ستبقى تربل زينة البقاع وستبقى الأرض الجميلة، الأرض الزراعية”، وكما كان يقول الأجداد “انشاء الله التراب يقلب ذهب بين أيديكم”.

شاهد أيضاً

العماد عون بحث مع النائبة جعجع ملف النازحين السوريين

استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، في مكتبه في اليرزة، النائبة ستريدا جعجع على …