ذكرى مرور عام على وفاة شقيقي المرحوم نظير دندش

د. نزار دندش

في ذكرى مرور عام على وفاة شقيقي المرحوم نظير دندش يضجُّ قلبي وتنتحب عيناي فأترحّمه متمنياً لأصدقائي وأصدقائه ولزوجته وابنته العمر الطويل وطيبَ البقاء ، وأنشر بعضاً من مشاعري في هذه القصيدة :

 

يا موتُ مهلاً لقد أخطأتَ عنوانا
فاغْتَلْتَ عمداً بِعَتْمِ الجهلِ إنسانا
أَبْكَيتَ عيناً نظيرٌ كان توأَمَها
والدمعُ حرَّقَ أهداباً وأجفانا
جرَّحتَ روحاً نظيرٌ كان بلسَمَها
أَلهبتَ قلباً ، ملأتَ العمرَ أحزانا
لوكنتَ ، يوماً ، أَخاً ، أو فيكَ عاطفةٌ
لما غَدَرْتَ ، لما فَرَّقتَ إخوانا
لما ظلمتَ ، لما غَيَّبْتَ عن بَصَري
وجهَ النَّظيرِ ، لما قطّعتَ شريانا
غابَ النظيرُ فعُمري بِتُّ أكرَهُهُ
يئسْتُ بعدُ وصار العيشُ عصيانا
بِتُّ العليلَ وكأسي بالأسى امتلأتْ
في لوثَةِ الحظِّ يغدو القهرُ ألوانا
خابَ الرجاءُ أبو عِشتارَ يتَّمَنا
أنتَ الضياءُ ، أُفولُ الشَّمسِ ما حانا
غدوتُ بعدَكَ مكسوراً وبي أَلَمٌ
بِتُّ اليتيمَ سَخيَّ الدَّمْعِ حيرانا
زؤامُ موتِكَ سِرٌّ لستُ أُدرِكُهُ
هل غَدْرَةُ الموتِ أم في الطُّبِّ من خانا
فَقْدُ النَّظيرِ قذىً في الروحِ يؤلمُها
كان الرفيقَ لهذي الروحِ مُذْ بانَ
كان الصديقَ ونَبْضُ القلب يفهمه
كان الودودَ وكان الحبُّ برهانا
كان الثقافةَ والأجيالُ تعرفُهُ
كان الكريمَ ويُعطي القلبَ إحسانا
هُوَ الشقيقُ الذي أسكنتُهُ كَبِدي
دوماً ، وقد سَكَنَتْ في الروح روحانا
كأنما العمرُ أقدارٌ وقد رُصِفَتْ
والموتُ يخطفُ أهلَ الفكرِ أحيانا
يا موتُ مهلَكَ قد أبكيتَني عَتَباً
أَلا تُبالي بموتانا وبلوانا ؟!
أمعنتَ يا موتُ تجريحاً بمهجتِنا
والجرحُ ينزفُ في الأحشاءِ أحزانا
يا موتُ مهلاً فقد جرَّحتَ أفئدَةً
واخترتَ من سَلَّةِ الأعوامِ نيسانا
أراكَ تخطفُ أهلَ الفكرِ في زمنٍ
عَزَّ الكلامُ وصارَ البعضُ قطعانا
لكنَّما القبرُ لم يُطْفئْ مشاعِلَهُ
يبقى النظيرُ على الأعلامِ نيرانا
يبقى النظير ولا موتاً يُكَبِّلُهُ
مِعطاءَ فكرٍ ، ويبقى الموتُ حيرانا
غاب النظير فقلبي كيف أُقنعُهُ
أن غَيَّبَ الموتُ قبلَ النَّوءِ قُبطانا
وكيف أُقنعُ عشتارا بغيبتِهِ
فمن يُعوِّضُ للأبناءِ أحضانا
دمعُ الجهانِ الى دمعات فاطمةٍ
أبكى عليّاً وجبراناً وجوليانا
الكلُّ يبكي كشمعٍ ذابَ من حُرُقٍ
فمن سيُخرجُ من ذا الحزنِ أقرانا
عشنا الطفولَةَ كان الفقرُ يجمعُنا
مرَّ الشبابُ وصار العلمُ عنوانا
لكنَّما الدهرُ فظٌّ في تمرّده
يغتالُ فكراً ويُعطي النَّذْلَ أسنانا
راحَ النَّظيرُ ونَبْضُ القلبِ يتبعُهُ
لَكَمْ خسرنا وكم نحتاجُهُ الآنا
لكنَّما الفكرُ باقٍ في تمرُّدِهِ
لا يُطفئُ الموتُ فكراً كان بركانا
ولّى الزمانُ سنونُ العمرِ قد فَرُغتْ
ماتَ النظيرُ … كأنَّ الكونَ ما كانا

شاهد أيضاً

لفقدان الوزن في الصيف- 4 بذور أضفها لنظامك الغذائي

يمكنك فقدان الوزن في فصل الصيف بطريقة سهلة وبسيطة، عن طريق إدراج مجموعة من البذور …