هل السلطة هي للبناء أم للهدم..

د. ليون سيوفي باحث وكاتب سياسي

هل من حاول الهروب من الفقر والجوع والذل عبر زوارق الموت في منطقة طرابلس يستحق العقاب أم المُسبّب الذي أجبره على هذه المجازفة؟
لِمَ لم نسمع لغاية اليوم بإحباط عملية سرقة أموال المودعين أو تهريب الأموال إلى الخارج؟ هل أصحاب المصارف والسياسيون هم أولاد الست وباقي المواطنين هم أولاد الجارية؟
لِمَ لم يُلقَ القبض على أي صاحب مصرف امتنع مصرفه عن التعامل بالشيكات بعد اليوم ؟
لِمَ الفقير دائماً هو المخطىء بينما الغني ذنبه مغفور ؟
لِمَ لم يُلقَ القبض على حاكم مصرف لبنان وغيره من المجرمين الذين صدرت بحقهم مذكّرات توقيف وهم يسرحون ويمرحون وكأنّهم لم يرتكبوا أي جُرم؟

كان حلم اللبناني أن يتعلّم، ويُهاجر من وطنه والغصة تملأ قلبه تاركاً محبّيه في وطنٍ يحلم بالعودة إليه ليموت بين أحضان معارفه وأقاربه، وهذه الهجرة الاختيارية كانت من أجل تحسين سيرته الذاتية بالجامعات الاجنبية، وغيره هربوا من وضعهم الاقتصادي ومن الفقر الذي كانوا يعيشيون فيه..

أما اليوم فقد أصبح هذا المواطن وبعد استصعاب إخراج جواز سفر وتعقيداته، همّه الهجرة ولو عن طريق زورق لايتعدى ثمنه المئات من الدولارات وحتى لو تمّ تصنيفه من الخردة أو للكسر …
فبلاد الغرب وبالرغم من قساوتها في بداية الطريق يعتبرها المهاجر أشرف من العيش بهذا الذل والفقر والجوع ..فيرى المستقبل يلمع أمام عينيه..
والأهم من هذا كله أنّ دولتنا تمنعه من الهجرة أيضاً ليموت في وطنه جوعاً وقهراً على أولاده الذين يدفنون مستقبلهم فيه…
للجد وضع يُبكي الحجر فكيف لا يُبكي البشر؟
لقد خاطروا بحياتهم وفضّلوا الموت على البقاء تحت رحمة من لا قلوب لهم، تحت رحمة ذئابٍ تنهش لحمهم وما يملكونه، تحت رحمة أشباه البشر الذين يجب أن يكون مكانهم في سجونٍ تحت الأرض كي يُحرموا من نور الحياة كما حرموا شعبهم منه.
والآتي أعظم…

شاهد أيضاً

​​”كيكة الشكولا الغنية..🤎🍫”

  #المقادير #للكيك 3 بيضات كوب شاي سكر 2 ملاعق كبيرة من الماء الساخن نصف …