ست الدنيا.. يا بيروت


كيف للجراح أن تنسى وتلتئم؟!
كيف تنسى العيون التي أنشف القهر مآقيها إذا لم تر جلادها يتهاوى أمامها؟!
وكيف للأمل بأن يستعيد وميضه إذا لم تر النفس القرب بفيض النور من حلكة الظلام ودماسة عتمته؟!
وكأنه لم يكن يكفينا ما حل بنا منذ بداية العام من وضع إقتصادي مذرٍ ووضع صحي مخيف، حتى تكتمل الفاجعة بتفجير الـ«4 من اب» الذي حصد 220 شهيدًا من الأرواح البريئة و7000 آلاف جريحًا كان ذنبهم الوحيد أنهم يسعون خلف لقمة عيشهم أو صودف مرورهم من هناك ولا زال هناك من هو مفقود تحت الأنقاض ناهيك عن الأضرار الجسيمة الذي خلفها هذا الإنفجار.

هذه الآلام التي رافقتنا منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا أما آن لها أن تنتهي أم يجب على تداعياتها أن تكبر أكثر مع تقاعص وإهمال حكومات متعاقبة لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة فقط، هذا السؤال الذي يراودنا جميعًا، هل سنجد له إجابة في القريب العاجل مِنْ مَن هم مسؤولين عن هذا الوطن أم أن المبادرات الفردية هي ستبقى من تحمل على عاتقها وزر هذا التقصير وتترك الفعل لمن هم أهلها كما فعلت حملة “بنك الدواء الخيري” وبالتعاون مع بلدية بيروت، التي أخذت على عاتقها الوقوف إلى جانب بيروت المنكوبة وأهلها ولململة الجراح لمرضى محتاجين للأدوية إيمانًا منها بأن الإنسان إلى جانب أخيه الإنسان في ضرائه كما في سرائه وإيمانًا منها بلبنان الكبير وتعايشه المشترك.


هذه الحملة التي لم تتقاعص يومًا عن مد يد العون منذ أن إنطلقت مع بداية العام، وقفت اليوم إلى جانب أهلنا في بيروت المنكوبة «الجميزة» لتقول لدولتنا المهملة وللعالم أن لبنان وأهله بألف خير وبتكاتفنا وتضامننا سيبقى لبنان حيًا إلى أبد الآبدين
رانية الأحمدية

شاهد أيضاً

حـ.ركة أمل ودّعت المجاهد الراحل الحاج عاطف عون بمأتم مهيب في الشبريحا

مصطفى الحمود بمأتم مهيب، شيّعت حـركة أمل أحد قادتها المؤسسين عضو المكتب السياسي في الحركة …