الغنوصيه

 

د.عبدالواحد الجاسم

الغنوصية مشتقة من الكلمة اليونانية (غنوسس ) التي معناها (المعرفة) ، أو (العرفان ) ، فالغنوصية فلسفة تدعو إلى سلوك طريق المعرفة او العرفان للوصول إلى حقائق الوجود ، والتي من أهم هذه الحقائق هي حقيقة الله .

هناك عدة طرق للوصول إلى الحقائق واكتشافها، منها
1 الطريق العقلي
2 طريق الوحي
3 طريق المعرفة القلبية والحدس

هذه الطرق التي ممكن ان توصل الإنسان إلى معرفة الله وحقائق الوجود .

الغنوصية تتخذ طريق توصل إلى معرفة الله واكتشاف حقيقة الوجود وهي طريق المعرفة القلبية والحدس ، وتترك طريق الوحي وطريق العقل ؛ لانها لاتوصلك للمطلوب .
وهذه الفلسفه لايمكن ان نعتبرها من الاديان ولكن تعمل بغطاء ديني .

الدين يجيب عن الاسئله الثلاثه المشهورة :
1 المبدأ
2 الغاية
3 المصير

هذه الأسئلة الثلاثة تحاول الغنوصية ان تجاوب عليها ، وبهذه الحاله تشبه نفسها بالدين فالغنوصيين يعتقدون بقدرتهم الاجابه على هذه الأسئلةالثلاثه من خلال الغنوصية (العرفان او المعرفة ) .

ظهور الغنوصيه

ظهرت الغنوصيه في القرن الاول والثاني الميلادي
، واختلف الباحثين بتحديد اصل الغنوصية منهم من قال اصلها مسيحي ومنهم من قال اصلها يهودي .

خصائص الغنوصية

اولا : يعتقد الغنوصيين بوجود اله أعظم اسمه (موناد ) ، هذا الاله انبثقت او فاضت منه آلهه اقل شأنا منه اسمه(ايون ) ، ومن هذه الايونات ايون اسمه (ديميروج ) .
يقولون : (ديميروج ) ، هو الذي خلق هذا العالم المادي .

ثانيا : يعتقد الغنوصيين ان النور الإلهي يتنزل بشكل تدريجي حتى يتحول الى ماده ، بعدها يرجع يتصاعد ويتطور ويرتفع قليلا قليلا الى ان يتحد مع الواحد الأحد ، عن طريق التأمل والمعرفة الروحية .

ثالثا : خالق العالم المادي (ديميروج ) واحده من وظائفه هي منع البشر من العودة إلى المعرفة الربانية ، وهذا (ديميروج ) ، هو نفسه الشيطان او اهريمان عند بعض الثقافات .

رابعا : الإيمان بالتناسخ وعدم عودة الأجساد يوم القيامة ، وإنما التي تبعث يوم القيامة هي الأرواح فقط .

خامسا : يقولون : قضية الأمر والنهي في الأمور الأخلاقية ، يعني افعل ولا تفعل ، هذه الأمور لاتجعل أخلاق حقيقية وراسخة ، يعني الإنسان الذي لايسرق مثلا ، هذا الإنسان يخاف العقوبه وليس فطرة الاخلاق التي تمنعه من السرقه ، فلازم الأخلاق تكون نابعة من النفس الإنسانية ، يعني لازم يكون السبب الذي يمنع الشخص من سرقة الناس هو حبه للناس وعدم الرغبة في ايذائهم باعتبارهم بشر مثله ، هذا اللون من الأخلاق هو الصحيح والذي يجب ان ينتشر بالمجتمع .

سادسا : فكرة الخلاص عند الغنوصيين تتمثل بخلاص الروح من الجسد ، وهذا الخلاص ياتي عن طريق المعرفة اوالعرفان ، فالصراع الرئيسي هو صراع بين المعرفة التي توصل إلى الخلاص ، وبين الجهل الذي يبقي الإنسان بدورة الحياة والموت ، يعني التناسخ .

سابعا : يقولون ان المادة هي سبب الشرور الموجودة بالعالم ، ودعو الى تحرير الروح منها ومن سجن الجسد .

ثامنا : الأرواح هي ومضات إلهية ، وهذه الومضات انسجنت بهذه الأجسام المادية ، وهذه الومضات الإلهية (الارواح ) تستطيع ان تتحرر من سجن الجسد وترجع لاصلها من خلال التأمل والمعرفة .

 

شاهد أيضاً

هل هو القضاء والقدر فقط؟

كتب نبيه البرجي في صحيفة الدياريقول: إذا رددنا مثلما يردد الكثيرون “انه القضاء والقدر”، من …