ميخائيل_عوض: #فلسطين تطلق انتفاضتها المسلّحة الثالثة لا خيار الا النصر.. ولا طريق إلا التحرير..

 

في المنهج؛

 راجت الكثير من الروايات اليهودية والاسلامية في السنوات الماضية تؤكد زوال اسرائيل في العقد الجاري، وترددت منذ سنوات على السنة الشيوخ واهل التبصير والقراءة في الارقام ان العام الجاري هو عام نهاية اسرائيل، ومنذ هزيمة اسرائيل في لبنان ٢٠٠٠ والمؤرخون الجديد الإسرائيليين يعلقون الجرس ويحذرون من نهاية اسرائيل وانتهاء زمن الصهيونية، وفقدانها لروحها وجاذبيتها،  وقد سبق  ملك اسرائيل بيريز ان حدد الزمن الافتراضي لنهاية عناصر قوة اسرائيل في كتابه ١٩٩٢ الشرق الاوسط الجديد وتنبأ بان المد الاسلامي الجهادي سيمثل عاملا محوريا في تسريع النهاية وقال بيقين؛ ان الصواريخ البالستية والمجنحة، والاسلحة المتطورة وان التكنولوجيا ستكون بيد العرب والمسلمين، وحسم بان التقانة النووية ستغدو سلعة بيد العرب والمسلمين، واقنع شريكه رابين بضرورة اغتصاب الزمن وتوقيع وديعته لتامين تسوية تنخرط بها سورية والا لا مستقبل لإسرائيل فقطع على الثنائي الذكي بيريز – رابين التطرف الاسرائيلي واغتال رابين ١٩٩٤ فسارت الامور على ما توقعه بيريز، وجاءت شهادة رئيس وزراء اسرائيل اولمرت بعد هزيمة اسرائيل في حرب غزة ٢٠٠٥ وحرب تموز ٢٠٠٦، قالها بلسان صريح؛ ان الايام العادية لإسرائيل باتت معدودة، واكد على كلامه زفلين رئيس اسرائيل عام ٢٠١٥ في مؤتمر هرتزيليا بقوله؛ ان صراع قبائل اسرائيل الاربعة اخطر عليها من النووي الايراني، وكان قد اكد على ذات الامر ديفيد بترايوس مدير السي اي ايه عام ٢٠٠٩ في شهادته امام الكونغرس قائلا؛ اسرائيل كانت كنزا ثمينا وباتت عبئا ثقيلا.

المؤرخين والباحثين الانثربيولوجيين يجزمون بان اعمار الطغاة قصير،  فالعمر الافتراضي للإمبراطوريات والممالك والدول يراوح بين السبعين والمئة والعشرين عام، ما قطع به ابن خلدون في مقدمته، وغالبها تمضى اواخر عقودها مريضة ومتهالكة. وزاد ان الامبراطورية السوفيتية حديثة التشكل قضت نحبها في السنة ال٧٣ من عمرها، والمنطقي ان تذهب الروايات وتبصير الارقام والرؤيويين بالقول بقرب نهاية اسرائيل.

الا ان العقل العلمي والتحليل المنهجي والواقعي يبقى هو الاكثر قدرة على معرفة سيناريوهات المستقبل واحتمالاته بما هو منهج واقعي علمي يدرس الواقع الملموس بحيثياته وأحداثه وعناصره الملموسة وعلم المستقبليات الذي بات يدرس في الكليات والجامعات اثبت القدرة العلمية على معرفة احتمالات التطورات المستقبلية بدقة معتبرة، وان لم تبلغ درجة الحسم خاصة في تحديد مواعيد التحولات الكبرى، والامر الثاني الواجب التثبت منه ان اسرائيل كما امريكا والكيانات الناتجة عن مقص سايكس بيكو لم تتشكل دول وامم طبيعية في سياق التطور التاريخي انما جرت عملية قيصرية لتصنيعها كدول وامم ولم تفلح. ما يفترض علميا دراسة الحالة بذاتها لا قياسا على مسارات واعمار الممالك والامم والدول والامبراطوريات التي نشأت وشبت وشابت ودرست وهي منتجات طبيعية لحركة التطورالبشري وعناصره التاريخية والموضوعية.

فالمنهج الذي يحكم بحثنا المعمق هو العلم وقواعده وملامسة الواقع والتعرف على وقائعه المعاشة وعناصره بطريقة واقعية ملموسة لمعرفة افاق وسيناريوهات التطورات المستقبلية واليات تجلياتها المفترضة على وجه التقريب بخطأ لا يجاوز ال١٥%

فإسرائيل كأي كيان ومصنع لها فترات الولادة والنمو والشباب والكهولة، وليست ولن تكون خارج نص وسياق الحياة البشرية وقصة الحمل والولادة والمخاض والموت، والمنطقي انها ما كانت لتكون على ما حققته في ال٧٣ سنة على ولادتها القيصرية لولا توفر ظروف وشروط موضوعية وفرص متاحة مكنتها من الولادة والاستمرار والهيمنة لعقود، والبحث العلمي سيعالج تلك الظروف والشروط التي توفرت لولادتها ولتكنها من السيطرة والتحكم وسيبحث في مالت اليه ويرصد التبدلات في البيئات والظروف وفي عناصر القوة وانتفاء الفرص بواقعية شديدة وبشهادات الواقع واحداثه المعاشة وليست المفترضة او المستعارة من الاذهان والروايات واقوال المنجمين.

‐—–

٢/٧

في الظروف والفرص التي امنت صناعة الكيان الصهيوني وفي البيئات التي وفرت له قدرة التمكن والسيطرة …..

بعد ان اتمت الرأسمالية البازغة في اوروبا هيمنها على العالم الجديد “امريكا” وابادت اقوامه وحضاراته واستعبدت افريقيا وشحنت الأفارقة في سفن المواشي. فتشكلت امريكا الرأسمالية على قياس ونظام الشركات وقيمها، ولغاياتها، انتفضت على هيمنة الغرب وحررت نفسها لتنشئ نموذجها العدواني. فسعت الرأسمالية الاوروبية الى البحث عن بدائل لإدامة نهبها وتامين وفرتها لاستمرار نموذجها وسيطرتها، فوقع خيارها على الاستثمار بالرجل المريض السلطنة العثمانية وباستخدام المال اليهودي المهيمن عالميا وفي مراكز اوروبا وحكوماتها، واستخدام اليهود في تامين منصات سيطرة وتحكم في قلب العالم وصلة الوصل بين افريقيا العربية وجناحها المتقد والاكثر حيوية في اسيا، فقررت الوكالة اليهودية في مؤتمر بازل ١٨٩٧ بعد بحث واستطلاع اقامة الكيان المصنع في خدمة الرأسمالية العدوانية الاوروبية في فلسطين ونصت رسالة الوكالة اليهودية للدول الاوروبية بوضوح عن هدف تصنيع الكيان ووظيفته؛ بانه لاحتواء فقراء اليهود وتخليص اوروبا من آثامهم ولإنشاء قاعدة متقدمة لتامين المصالح الاوروبية. وبواقع ان العثمانية ترهلت وشاخت والعرب جزءا منها ومن تركتها ، بدأت رحلات التوطين في فلسطين ونشطت الوكالة اليهودية في تركيا وفي العرب ومع ادارات ونظم اوروبا والقوى السائدة، وتم تمويل شراء الاراضي واقامة المستوطنات وحشد الوافدين، وقد سرعت الحرب العالمية الاولى من توفر الحاجة والظروف لإقامة الكيان المصنع، فكان وعد بلفور، والانتداب البريطاني لفلسطين ومصر والفرنسي لسورية ولبنان، وقص سايكس بيكو الجغرافية العربية، وانشأت الدول المنتدبة كيانا قاصرة ومصنعه بما يؤمن المشروع الصهيوني ويوفر شروط تمكنه، واستكملت بريطانيا المهمة بالتعاقد مع الاسرتين الوهابية والسعودية لتمكينها من الجزيرة العربية والخليج حيث النفط المستكشف والفرص والاموال.

وفرت فترة الانتداب والمندوبين كل الفرص والشروط للحركة الصهيونية وامنتها وحفزتها لشحن المزيد من اليهود وتوطينهم وتسليحهم ورعايتهم، فكما كان شعار استيطان القارة الامريكية تحت عنوان الارض الموعودة والوعد الالهي صارت فلسطين هي ارض الميعاد والفرص، وبرغم ان اهل فلسطين والشام لم يستكينوا وقاتلوا الانتداب وثاروا وجاهدو الا ان الزمن والقدرات والشروط لم تتوفر لهم ليستأصلوا الكيان الغريب قبل ان يتمكن وتمكنه الدول الاستعمارية المنتدبة وتوفر له شروط النجاح والسيطرة وقد تركت القوات البريطانية الانتدابية قبل رحيلها عن فلسطين الامكانات والسلاح والحاجات  للحركة الصهيونية وعصاباتها، ووفرت لها شروط اعلان دولة اسرائيل والعرب في حالة عوز ونقص الامكانات والقدرات والسلاح ومسلوبي الارادة ومنتدبين وجيوشهم براعم نشأت تحت سلطة الدول المنتدبة لا قوة ولا قدرة لها لمواجهة القوى والعصابات الصهيونية التي تأمن لها من اسلحة وذخائر وفرص واسناد من الدول الغربية صاحبة المشروع وممولة الكيان المنصة لتخديم مصالحا فجرت احداث المقاومة في ١٩٤٧ و١٩٤٨ والمواجهات العسكرية في ظل اختلالات فاضحة في موازين القوى وتنظيم الجيوش وانواع السلاح وقوى الدعم والاسناد الدولية وجلها في صالح العصابات والمستوطنين ونتائج الحرب العالمية الثانية وفرت للحركة الصهيونية فرص اضافية لتسويق كذبة المحرقة واستدرجت المزيد من الوافدين والمهاجرون اليهود هربا من الاضطهاد الغربي للجاليات اليهودية التي صنعت لنفسها كراهية الشعوب والمجتمعات بسبب انغلاقيتها ووظيفتها الاقتصادية الاحتكارية والربوية.

لم تقع حربا عربية صهيونية عام ١٩٤٨ انما جرت عملية سلسة للاستلام والتسليم بين جيوش ودول الانتداب والحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، وما فعله الفلسطينيون والعرب كان بمثابة محاولات للإعاقة والمقاومة بما توفر من متطوعين وجيوش بلا اسلحة ولا هيكليات ولا تنظيم وادارة فكانت النكبة وتهجير الفلسطينيين من ديارهم وتامين السيطرة للعصابات الصهيونية المدججة بالأسلحة والمدربة والمعدة لإنشاء الكيان واغتصاب فلسطين واستيطانها على ما فعل الاوروبيون في العالم الجديد-امريكا.

وبدأت وتأسست حركات نضالية وفصائل فلسطينية وبدأت الكفاح المسلح عبر جناحيها فتح ١-١-١٩٦٥، وحركة القومين العرب التي تأسست تحت عناوين حديد، نار، ثأر، وانشات بقرارات الجامعة العربية منظمة التحرير لتكون الشخصية الكيانيه الوطنية الفلسطينية، وسرعان ان ردت على هزيمة ٦٧ بمعركة الكرامة في الاردن التي اثلجت الصدور واوحت بان للعرب والفلسطينيين طريقا اخر غير النظم والجيوش لإعلان حرب التحرير الشعبية الا ان القدر غدر بالعرب ومشروعهم القومي وخطف القائد جمال عبد الناصر قبل ان يكتمل عقد سورية وتتلاقى العقلانية الشامية التي تجسدت بالقائد الفذ والاستراتيجي حافظ الاسد والعبقرية القومية المصرية التي تجسدت بناصر، وشهدت الاردن ولبنان الاشتباكات والازمات والحروب الاهلية بحافزية قضية فلسطين والتحرير والتوحيد، وعندما اكتملت خطط وجاهزية الجيشين السوري والمصري وتم تسليحهما بالأسلحة السوفيتية الحديثة ومنها سلاح الدفاع الجوي وحزمت امرها بحرب تشرين ١٩٧٣ التي حققت فيها الجيوش العربية انتصارات نوعية في وجه التفوق الاسرائيلي اسرعت امريكا لانزال الوحدات العسكرية الامريكية والاطلسية المأهولة وشاركت في الحرب مباشرة لمنع هزيمة اسرائيل وكانت قد اخترقت مصر بعقلها عبر السادات الذي غدر بشريكه في الحرب واوقفها وشرع بالتحضير للانخراط بالتفاوض والتسوية والصلح وتفويض امريكا المتحكم والحاكم في الصراع العربي الصهيوني بشعار ان ٩٩% من الاوراق بيد امريكا، وصعدت السعودية بقدراتها المالية الضخمة بنتيجة حرب تشرين واستخدام سلاح النفط واغتيال الملك فيصل وانتداب ملكا يعمل بالأوامر الامريكية” تفاهمات كيسنجر مع الاسرة السعودية ووضع النفط تحت رقابة الخزانة الامريكية مباشرة” لتسود حقبة التسوية وتهيمن مرحلة السعدنة والساداتية ويتم الاستفراد بسورية ومنظمة التحرير في بيروت.

هكذا توفرت الشروط والعناصر الموضوعية والتاريخية لتمكن اسرائيل وتفوقها وسيادة الحقبة حتى غزو بيروت ١٩٨٢، وانتصار الثورة الاسلامية في ايران والشروع في حقبة صعود خيار المقاومة الذي اطلقه واسسه حافظ الاسد بعد خروج مصر ومشاركة امريكا والاطلسي مباشرة في الحرب واطلاقه استراتيجية التوازن الاستراتيجي واعتماد خيار المقاومة والبناء وبناء القوة العسكرية والتحالف مع ايران الثورة الاسلامية..

٣/٧

في واقع عناصر قوة اسرائيل وحالتها الراهنة.

تمكنت اسرائيل من عناصر القوة والسطوة وتعملق دورها على اثر هزيمة ١٩٦٧  وتحولت الى منصة محورية لتخديم المشروعات الامريكية والاطلسية، وسعت لمد اذرعها في كل مكان. بينما العرب دخلوا حقبة انقسامات ومحاور وصراعات فيما بينهم على اثر زيارة السادات للقدس وتحويل مصر من قوة عربية رائدة ووازنه وتقود محور عالمي في دول عدم الانحياز الى قزم وراس رمح الدفاع عن الكيان وتمرير المشاريع والمصالح الغربية وانقلب السادات على السوفييت وارتمى بأحضان اسرائيل والغرب وتمكنت السعودية من الهيمنة لحقبة طويلة كقاعدة ومنصة امريكية وممول لحروب اسرائيل وامريكا ومصانع سلاحها وقطاعاتها المالية.

القدر ساند سورية وعوضها عن خروج مصر ومنافسة العراق وعربدات صدام، بانتصار الثورة الاسلامية في ايران وتحالف الاسد مع الثورة وسلطتها واسندها في دفاعها ضد حرب صدام الامريكية والممولة خليجيا.

ترسخت العلاقات السورية الايرانية وتقدمت عناصرها وتعمقت على اثر غزو اسرائيل لبيروت١٩٨٢ بقيادة امريكية ولمشروع اقامة قاعدة لقيادة الشرق الاوسط وفرض اسرائيل كبرى وعظمى وانشاء الشرق الاوسط الجديد بإدارة اسرائيل، واثمر التحالف الايراني السوري تعظيم خيار المقاومة وتعزيزه كأحد خطوط الاستراتيجية لتحقيق التوازن الاستراتيجي وانهاك اسرائيل والغرب.

بينما سورية تحاول وتسعى لتجميع الاوراق في مواجهة تحولات مصر وبروز علامات ضعف وتفكك الاتحاد السوفيتي، وايران منشغلة بحرب الخليج الاولى ورد العدوان، تمتعت اسرائيل براحتها وبنت واطلقت كل واي من عناصر قوتها الاستراتيجية والتكتيكية، التي تجسدت بالمعطيات التالية:

١-نموذجها كدولة حديثة وعصرية ديمقراطية، وتبادل السلطة بانتخابات منتظمة، وقوة اقتصادية متعاظم دورها ورائدة في قطاعات التكنولوجيا وصناعة السلاح والزراعة والتصنيع الزراعي.

عنصر القوة هذا في الحالة الراهنة تبخر تماما، فإسرائيل اصبحت بنظر الغالبية العظمى في الرأي العام العالمي، كيان عدواني متطرف يميني استيطاني ودولة ينخرها الفساد وحروب قبائل اسرائيل، وتعجز عن انتاج حكومة منسجمة وقد اجرت ٤ انتخابات للكنيست خلال عامين وفيها حكومة مفككه ومتصارعة وقابلة للسقوط في اي لحظة.

القوة الاقتصادية والتفوق التقني وبصناعة السلاح تبين انها كذبة ومعجزة مفبركة، والاقتصاد الاسرائيلي برمته يعتاش على دعم اكبر سوقين عالميين؛ سوق الاتحاد الاوروبي والسوق الامريكية، وتعتمد كليا على الدعم والتمويل الخارجي الذي كلف اوروبا وامريكا اكثر من ١٢ تريليون دولار بحسب دراسات امريكية واوروبية والصناعات العسكرية والتقنية ليست الا فروع لشركات امريكية واوروبية لاذت بإسرائيل المعفية من الضرائب والمواصفات والرقابة. فالمنتجات الاسرائيلية في غالبية الاسواق العالمية لا تخضع للجمارك ومعفية من الضوابط والمواصفات، بالإضافة الى تمويل المصارف والشركات واللوبيات الامريكية والاوروبية لإسرائيل وتبرعاتها التي تعفيها من الضرائب في بلدانها.

٢- كانت لها سمعة ونفوذ في الرأي العام العالمي كنموذج لتطوير وتحضير الشرق وتحولت الى وبال على القيم الغربية وانكشفت على نظام استيطاني عنصري معادي للإنسانية وحقوق الانسان ونهضت حملات مقاطعة عالمية واسعة تركت صداها في الكونغرس الامريكي كما جرى في ايام سيف القدس العام الماضي

٣- امتلكت اسرائيل اقوى جيش” او هكذا صورته الدعاية المتقنة” واكثر الجيوش تقدما وتقانة وتسليح حديث ومتقدم تقنيا، ما وفر لها فرض شروطها وتحقيق مصالح الغرب عبر الاحتلال ونجحت بفرض شروطها واسقاط مصر بالتفاوض ومع الاردن ومنظمة التحرير وفرضت رئيس وحكومة موالية في بيروت واتفاق ١٧ ايار، الا ان عنصر القوة الاستراتيجية هذا سقط وانتهت مفاعيله في لبنان وصعود خيار المقاومة وانتزاع انتصار ايار ال٢٠٠٠ تحت النار وبلا تفاوض او شروط وبانسحاب ذليل للجيش الاسرائيلي من لبنان وصفته يديعوت احرنوت؛ بالجيش الذي وضع رأسه بين فخذية، وتثبيتا لحقيقة انهيار عنصر القوة هذا فقد تحررت غزة وهي من فلسطين التاريخية عام ٢٠٠٥ وفككت مستوطنات غلافها تحت النار وبلا تفاوض او شروط، وبذلك انتهت والى الابد قدرة اسرائيل على الاحتلال وفرض الشروط والارادة.

٤-كان لإسرائيل ذراع طويلة واستراتيجيات حروب نظيفة وخوض الحرب في ارض الخصم وحسم الحرب بسرعة، وفرض ارادتها ومصالح الغرب، وهذه ايضا سقطت وانكسرت وانتهت الى الابد، في حرب تموز٢٠٠٦ تمرغ جيشها بالوحل وخسر الحرب وطالت ل٣٣ يوما وانهمرت الصواريخ على عمق الكيان وخسرت اسرائيل رهانات امربكا والغرب عليها وخرجت يديعوت احرنوت بعنوان؛ اسرائيل كلب صيد امريكي فقد قدرته، وقدم بترايوس شهادته امام الكونغرس٢٠٠٩؛ اسرائيل اصبحت عبئا ثقيلا  وتكرر سقوط وانكسار هذا العنصر الاستراتيجي في خمسة حروب استهدفت غزة المحاصرة والجغرافيا المسطحة ومحدودة المساحة ٢٦٠ كلمتر مربع وصمدت غزة وكسرت حصارها بالطائرات الورقية والبالونات الحارقة وبالأجساد العارية تتظاهر على الشريط الشائك. فانتفت قوتها هذه وتعجز عن فرض الشروط بالتهويل بالحرب او بالحرب السريعة وباتت صواريخ غزة قادرة على ضرب اي موقع في فلسطين واسقطت صواريخ سيف القدس القبة الحديدية ومقلاع داوود وغيرها من اسلحة الدفاع الجوي وانهى صاروخ الكورنيت في حرب تموز وحروب غزة اسطورة الميركافا وسلاح البر والمدرعات الاسرائيلية والى الابد، وطائرة حزب الله المسيرة التي حلقت ل٤٠ دقيقة في اجواء فلسطين حتى طبريا وتخفت عن الرادارات وتملصت من الصواريخ والطائرات وعادت سالمه  فأنهت كذبة التفوق الاسرائيلي التقني وبسلاح المسيرات والحرب السيبرانية وباتت تعيش هاجس مسيرات غزة ولبنان واليمن، واقرت قيادات اسرائيل بخسارة المعارك بين الحروب في سورية واقرت بصحة اعلان السيد حسن نصرالله بامتلاك المقاومة سلاح دفاع جوي فعال وبتمكن عقول المقاومة من تصنيع المسيرات وتحويل كل الصواريخ الى دقيقة.

٥- راهنت اسرائيل وحلفها وامريكا على خيار التسوية والتصالح واستمالة بعض القوى الفلسطينية في اتفاق اوسلو واقامة سلطة لإدارة معازل وسجون الضفة الغربية ورسمت اوهام على التطبيع واعلان التحالف مع دول وحكومات عربية  وسعت ل٧٣ سنة لتصفية القضية الفلسطينية بتفتيت الشعب الفلسطيني وتحويل قضيته الى مسائل وقضايا جاليات ففلسطيني ال٤٨ مواطنين من الدرجة الثاني في دولة يهودية وفلسطيني الضفة تحت وصاية ادارة معازل وسجون والتنسيق الامني وغزة امارة بديلة لفلسطين واللاجئين للتوطين، فجاءت احداث رمضان الماضي وانتفاضة حي الجراح وسيف القدس واعادت القضية الى جوهرها قضية حق قومي ووطني لشعب موحد مقاوم لا ولن يستسلم وتؤكد الاحداث الجارية في فلسطين انها انجزت كل الاستعدادات والتحضيرات مع محور المقاومة لإطلاق انتفاضة مسلحة رجالها اشداء ويستخدمون السلاح الناري بتقانة ومهارات نوعية ويحققون خسائر فادحة لإسرائيل على كل المستويات. فانهيار جهود التطبيع وخيار التسويات والتفاوض وانكشاف كذبة صفقة القرن، يسقط من يد اسرائيل وامريكا مهيمنة عالميا هذا السلاح ويؤكد ان خيار فلسطين والامه الوحيد هو المقاومة ويتقدم ويعصف في فلسطين التاريخية على وقع التطورات الجارية والمعاشة.

٥- كان لإسرائيل عناصر قوة في الرأي العام العالمي، وتضامن نسجتها فبركة الهولوكوست، وابتزت عبرها الدول الاوروبية والشعوب، وبررت عدوانيتها المتوحشة وقد بدأت تنحسر بقوة وسرعة فالكذبة انكشفت للعالم واجيال اوروبا تحررت من الكذبة ووسائط التواصل وفرت اليات للمعرفة حرة ولم تعد القوانين الجائرة بتجريم التشكيك بالمحرقة لها قيمة، وفي امريكا اجيال جديدة ايضا لم تعد مشغولة بدعم الامبراطوريات والحروب ولا تهمها عنتريات الهيمنة، والاهم بسقوط الاتحاد السوفيتي انجزت اسرائيل ترحيل اليهود الباقين كخزان في العالم  اليها ولم يعد من مصدر لتامين مهاجرين بل على العكس الانتفاضات الفلسطينية وتعاظم قوة المقاومة عززت الهجرة المعاكسة وقد غادر اسرائيل نهائيا اكثر من مليون وثلاثمائة الف جلهم من لأشكيناز والطبقة الوسطى فتحولت اسرائيل الى مجتمع يميني تهيمن عليه كتل التدين والاستيطان وتراجعت الوسطية والسلامية واليسارية وباتت الانتخابات بين اليمين والاكثر يمينية وعدوانية وبهذه فقدت اسرائيل عنصري قوة محوريين؛ دعم الرأي العام العالمي والمدد البشري من الجاليات اليهودية وفقدت صفتها ارض الميعاد والفرص وواحة الديمقراطية والعيش الرغيد، وبات التوازن الاثني في الضفة و٤٨ يميل لصالح العرب فعدد اليهود المقيمين فيها لا يجاوز ٤،٥ مليون بينما الفلسطينيين اكثر من ٥ مليون.

——-

٤/٧

في العناصر والظروف التي اسهمت في تقوية اسرائيل في البيئة الفلسطينية والعربية والاقليمية والعالمية وقد انحسرت..

 

توفرت لإسرائيل كل الظروف والشروط الموضوعية لتعاظم قوتها ولفرض سيطرتها، فبالإضافة الى ما كانت تمتلكه من القوة العسكرية والدعم المباشر والكامل للجيوش والدول والشعوب في اوروبا وامريكا ايضا وفرت لها الحربين العالميتين المزيد منها، فتجزأة الوطن العربي وانتاج كيانات ونظم موالية للغرب وقاصرة وعاجزها عن انجاز الاستقلال وبناء الدول العصرية، وانشغال النخب والاقليات والاسر التي تم تسليطها على الشعوب والدول بمصالحها وتثبيت اركان هيمنتها عبر طلب الحماية والاسناد من الغرب ولاحقا من امريكا المهيمنة، وتقديم فروض الولاء لها،  ولتبرير نفسها افتعلت الاشتباكات والصراع مع العربيات الاخرى، وانشغل العرب بحروبهم وازماتهم واشتبكت فصائل حركة التحرر عقائديا وسياسيا وانشغلت عن القضية الفلسطينية وانجاز مهام الوحدة والتحرير، وما اصاب العرب اصاب الفلسطينيين بعد هزيمة ال ١٩٤٨، وتحولت عتلة القضية الفلسطينية الى يدي الأنظمة، وبعضها كمصر وسورية واخريات شهدت حراكا شعبيا وانقلابات واستقرت على شعارات وتوجهات قومية وتحررية بينما الاخريات بقيادة السعودية اوغلت في التحالف مع امريكا والغرب، واقامت العلاقات مع إسرائيل من تحت الطاولة، وصلت الى تمويل حروبها ضد ناصر والاسد وفي الاردن واليمن ولبنان، وعلى اثر هزيمة ٦٧ ومعركة المقاومة ١٩٦٨ وصعود ظاهرات العمل الفدائي ومنظمة التحرير الفلسطينية وتوليها المهمة، ارتكبت الفصائل والمنظمة اخطاء قاتلة يوم استبدلت مهمة التحرير وتوفير شروطها وامكاناتها بالسعي لإقامة دولة بديلة في الاردن ثم في لبنان، وقبول التمويل الافسادي والاغراقي من السعودية وليبيا والعراق والانشغال بملذات الحياة وجمع الاموال لزعماء المنظمة والفصائل، وادت سياسات وتصرفات المنظمات الى نشوء حالة عداء للقضية وللفلسطينيين في الاردن ولبنان وانفضاض الرأي العام العربي عن تأييد المنظمة والفصائل وزاد سعي المنظمة الى الانعزالية وطرح شعار يا وحدنا والمنظمة الممثل الوحيد وانخراطها في محاور الصراعات العربية العربية، ووقعت المنظمة والفصائل ضحية الانقسامات العربية وراهن الرئيس الشهيد عرفات على التسوية وايد زيارة السادات للقدس، وبدأ تفاوض فلسطيني اسرائيلي عبر خطوط ثانوية منذ ١٩٧٣ من خلف ظهر سورية ودول الممانعة العربية، وفضل عرفات فصل المسارات وانجاز اتفاق ثنائي بعكس ما طالبت به سورية من حل شامل وتفاوض عربي موحد، وشهد لبنان معارك وحروب مسلحة بين الفصائل الفلسطينية ومع فصائل لبنانية وطنية، وهيمنت حقبة فساد وافساد في المنظمة والفصائل عمقت النقمة المجتمعية على الفلسطينيين وتاليا على القضية عزز منها مؤامؤات غربية عربية بدعم واسناد القوات اللبنانية التي اتخذت لنفسها شعارات العداء للفلسطينيين والسوريين وارتكبت المجازر بالمخيمات وبتل الزعتر، فنجحت الافخاخ التي نصبت للمنظمة واستدرجت الى التفاوض وتوقيع اتفاق اوسلوا والشعب الفلسطيني منهك ومحاصر ومتشبع نقمة على الدول العربية واجراءاتها القسرية واضطهادها للفلسطينيين، واصبح شعار دولة ولو على ظهر حمار رائجا وجذابا ومطلبا شعبيا، وجاءت اوسلو كثمرة للانتفاضة الاولى وسعي منظمة التحرير للتفاوض والتسوية وبإسناد من مصر والاردن والخليج وكأنها نصر يؤسس للتحرير الكامل، وانتقلت منظمة التحرير وقيادتها والفصائل التي وافقت او قبلت بالاتفاق الى غزة والضفة، وقبلت تسليم السلاح والاعتراف بإسرائيل وشطبت منظمة التحرير من ميثاقها، تحرير فلسطين من البخر الى النهر، وبذلك تم تصفية دور اللاجئين في حمل راية القضية، وانتقلت الراية الى غزة والضفة، التي فرحت بالإنجاز وتوهمت بنتائجه وكمنت روحها وحركتها النضالية، وقد اسهم بتراجع العمل المقاوم زلزال ضرب العالم وتوازناته بانهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنة امريكا العنجهية على النظام العالمي ٤ورعاية التفاوض منفردة وفي صالح إسرائيل بلا مواربة. كما ازدادت قوة إسرائيل وهيمنتها ونفوذها في امريكا نفسها عبر لوبياتها والاخطر الايباك الذي اصبح فاعلا ومؤثرا في الكونغرس والبيت الابيض وفي رسم السياسات الخارجية الامريكية خاصة في العرب واقليمهم وقضيتهم المركزية فلسطين وصار الليكوديين حكام البيت الابيض.

غير ان جذوة المقاومة المسلحة ام تنطفا بل انتقلت الى القوى الاسلامية وبرزت حماس ومن ثم الجهاد وفصائل اخرى، ونجحت في توجيه ضربات مؤلمة لإسرائيل ومشروع اوسلو وثقافة المهادنة والتطبيع والتسويات وتصاعدت اعمال المقاومة في الانتفاضة الثانية التي حفزها انتصار ايار ٢٠٠٠ في لبنان، واشعل شرارتها زيارة شارون للمسجد الاقصى، وتقدمت حماس والفصائل الاسلامية وفرضت هزيمة على اسرائيل بتحرير غزة تحت النار وبلا تفاوض، بينما جرى تركيز المشروع الإسرائيلي وبإسناد مصري اردني خليجي عالمي لتصفية المقاومة في الضفة ونزع سلاحها وحل كتائب الاقصى، المهمة التي نفذها ابو مازن بإحكام بعد اغتيال القائد عرفات واطلاق يد الجنرال الامريكي دايتون الاعادة هيكلة اجهزة السلطة وتحويلها الى قوة لحدية لحماية وتامين إسرائيل والتآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.

في سياق اخر امنت امريكا والاطلسي اسرائيل بعد اعلانها دولة بإنشاء منصات لتخديمها وللتعاون معها لتخديم الهيمنة الغربية، وكانت ايران الشاه احد اخطرها الا ان الثورة الاسلامية قلبت دور ومهمة ايران التي تحولت لتكون قوة الدعم والاسناد والتسليح والتمويل الاول لفصائل المقاومة وتركيز الجهد والشعار تحت عنوان القدس ويوم القدس وقوة القدس، فالقدس اصبحت اولوية ايران والفصائل الموالية والمتعاونة، وايران الثورة الاسلامية لم تبخل بشيء ولم تلن او تنكفأ او تساوم او تقبل عروضا لتخليها عن القضية الفلسطينية.

ومن المنصات في الغلاف المحيط التي استندت اليها اسرائيل وشكلة قوة اسناد محورية لها، كانت السعودية ومجلس التعاون الخليجي الذي قاد التآمر على ليبيا وسورية والعراق وسبق ان انهك مصر ناصر في اليمن، وعلى ايران واسند السعودية بغزو اليمن وتدمير سورية  والعراق في خدمة إسرائيل وانفاذ استراتيجيات امريكا بالفوضى وتقسيم المقسم، ومحاولات بعث الفتنه السنية – الشيعية، وتامين اسرائيل لقيادة العرب والمسلمين بتحويلها الى عظمى تقود دول صغيرة منهكة ومحتربة وموالية للغرب. الا ان هذه القوة الاسنادية لإسرائيل استنزفت، وخسرت الحروب والاموال وانكفات عن سورية، وقررت وقف غزوتها لليمن وتصاعدت تعارضاتها مع امريكا في الحرب الاوكرانية، واستضافت الامارات الرئيس الاسد ايذانا بالاعتراف بالهزيمة والسعي لفك الحصار عن سورية وجعل مناورات وعلاقات التطبيع مع اسرائيل مجرد حفلات اعلامية وعلاقات عامة لا تغير في موازين القوى المحققة ميدانيا وبالحروب. ومن المنصات التي استندت اليها اسرائيل الاحتلال الامريكي للعراق واستخدام منصة اربيل للتحرش بإيران والحشد وسورية، وجاءت الضربة الصاروخية الايرانية لمقر الموساد في اربيل كعملية كاسرة ورادعة تؤشر الى انتهاء تلك المنصة ووظيفتها، مترافقة مع تحويل الوجود الامريكي في العراق من مقاتل الى تدريب، ومع النتائج الباهرة لهزيمة امريكا المذلة من افغانستان وخسارة امريكا- إسرائيل  لمنصاتها ونفوذها في وسط اسيا، ومع الانحسار الامريكي في العرب والمسلمين ينحسر نفوذ السعودية في العالم الاسلامي وتتراجع قدراتها ودور ادواتها الناعمة كما تتحفز باكستان وهي اخر منصات امريكا في اسيا واخطرها في الاسلام بالتراجع الحاد وتتحفز باكستان لثورة شبيهة بإيران في وجه الهيمنة والتدخلات الأمريكية فيها، ما سيؤثر جوهريا على ولاء وتبعية تركيا للناتو والامريكي وقد باتت اخر منصات امريكا الناتو-اسرائيل في العرب والمسلمين، خاصة بعد سقوط الاسلام السياسي السني بثلاثيته؛ الاخوانية والوهابية والسلفية وانحسار الفصائل المسلحة السنية التي اعدتها وادارتها ومولتها الادارة الأمريكية -السعودية والخليج وحاولت تركيا اردوغان عثمنتها، وانكسار موجة الاسلام هو الحل، وانهيار التفاهمات الامريكية الاسرائيلية مع حركة الاخوان المسلمين وخسارتها الحقبة وانهيار نموذجها . وبالنذر التي تقطع بخسارة تركيا لأوهامها العثمانية وتأزمها وارتباكها وهزيمتها في سورية وتراجعها في ليبيا والعراق وافغانستان، وفي جمهوريات اسيا الوسطى والعالم التركي بعد حرب كره باخ وحرب وكرانيا وتأزمها الاقتصادي الاجتماعي. تكون اسرائيل قد خسرت كل واي من منصات اسنادها ودعمها في البيئة العربية والاسلامية والمحيط، وبتأزم امريكا والاتحاد الاوروبي وبانشغالهم بأزماتهم الكارثية وبحرب اوكرانيا وما توفره من مخاطر على استمرار السيطرة الامريكية وما ستؤديه من تفكيك الناتو واحتمالات تفجير الاتحاد الاوروبي، تكون اسرائيل قد خسرت كل عناصر الاسناد والدعم العالمي والاقليمي والعربية، وبانتقال عتلة الحركة الوطنية الفلسطينية الى فلسطيني ال٤٨ وتحفيز الضفة على الانتفاض المسلح تخسر ايضا إسرائيل نقاط قوتها ونقاط استنادها الفلسطينية.

هكذا انتجت التطورات والاحداث والحروب خلال ال٧٣ سنة على اعلان دولة اسرائيل تحولات فرط استراتيجية كلها في غير صالح اسرائيل وتجردها من عناصر قوتها واسنادها ودعمها.

‐——-

٥/٧

في عناصر قوة محور المقاومة وتصاعدها…

التحرير ات ات ات ات..

 

شكلت حرب تشرين ١٩٧٣ حدثا فاصلا اسس لما بعده من التأسيس لإطلاق خيار المقاومة، وحفزت على الفعل المقاوم وجدوى الصمود، فقدمت الحرب العرب؛ بانهم قادرون ولهم رجال وعقول واذا توحدوا بالحد الادنى فهم قادرون على اشتقاق المعجزات، فلم تنجلي سنوات خمس على هزيمة ٦٧ حتى نجح الجيشان السوري والمصري في هضم تقانة وتكنولوجيا السلاح الحديث، وحدثوا بنية جيوشهم وابدعت عقول عسكريهم بالتخطيط الاستراتيجي والمناورة والتضليل، وابتداع وسائل لاختراق اكبر حاجز ماي” قناة السويس” وعبوره واسقاط اهم خط دفاع وحصون لم يسبق لها مثيلا وسيطر الجيش المصري على خط بارليف بسرعة ويسر وبلغت دبابات الجيش العربي السوري بحيرة طبريا، كما افلح سلاح لدفاع الجوي في الجيشين بشل الطيران الاسرائيلي واقعاده عن المعركة ودمرت الوية المدرعات الحديثة بصاروخ ال ب ٧، والمالودكا، وقصف الطيران السوري مصفاة حيفا ومواقع حصينة كما حققت القوات المحمولة والمظليين مكاسب نوعية في جبل الشيخ، فعرت حرب تشرين الجيش الاسرائيلي واسقطت الحملة التي صورته جيش لا يقهر، وكشفت الحرب عجز اسرائيل عن حماية نفسها، وان الاطلسي والامريكي يقاتل معها وعنها بأسلحته ومعداته المأهولة التي زج بها في الحرب عبر جسر جوي وبالأطقم المقاتلة.

لو لم تقع الخيانة ويوقف الرئيس السادات الحرب على الجبهة المصرية، ويترك الجيش السوري منفردا على غير ما تم التخطيط له لكانت فلسطين حرة وعربية سيدة، الا ان افعال الخيانة والغدر اعجزت سورية والعرب عن اتمام الحرب لبلوغ اهدافها ونهاياته.

اندفع السادات دون هوادة الى خيار الخيانة والتفريط ووقعت مصر اتفاق كامب ديفيد وخرجت من دائرة الصراع وتوازن القوى، وانقلبت على القضية وعلى سورية وخيارها في المقاومة والصمود، فقرر الرئيس حافظ الاسد برؤيته الثاقبة استراتيجية التوازن الاستراتيجي ليس مع اسرائيل فحسب بل ومع الاطلسي وامريكا شركائها المحاربون معها، ولان الظروف لم تكن طوع يده، وموازين القوى العربية والعالمية ليس في صالح العرب اتخذ خيار الممانعة والمقاومة والصمود والتصدي، واطلق استراتيجيات تطوير وتامين وبناء سورية وتقوية جيشها والتركيز على سلاح الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ والاسلحة الرادعة” الكيماوي”.

سارعت امريكا وحلفها لإشعال الحرب الاهلية في لبنان لإشغال سورية في خاصرتها الرخوة، وتقاطعت الظروف والحاجات لانفجار الحرب التي شغلت سورية بإداراتها، ومنع إسرائيل من تحقيق اهدافها بإقامة سلطة موالية لها واو بتقسيم لبنان، وعندما فشلت جهود المؤامرة بادرت اسرائيل برعاية وادارة مباشرة لأمريكا بغزو بيروت عام١٩٨٢، لطرد منظمة التحرير والجيش السوري الذي دخل لبنان لحمايته ووقف الحرب واستعادة الدولة والوحدة الوطنية  وعزز الناتو الاجتياح الاسرائيلي بان ارسل وحداته لبيروت في اول مهمة خارج نطاق مهامه ونظامه، وارسلت امريكا اساطيلها وتحرشت بسورية التي اسقط دفاعها الجوي طائرات امريكية واسر طيارين.

فروح المقاومة، لم تنطفا، وبدأت العمليات على قوات الاحتلال منذ اليوم الاول لسقوط بيروت وامتدت واجبرت إسرائيل على الانسحابات واستهدفت عمليات استشهادية مقرات المارينز والفرنسيين والسفارة الامريكية ومقر قيادة القوات الاسرائيلية في صور، ومقر الكتائب في الاشرفية حيث قتل بشير الجميل الذي نصب رئيسا بحماية الدبابا الاسرائيلية  واشتد عضد المقاومة وتصاعدت انجازاتها والزمت الناتو بالفرار واسرائيل بالانسحاب الى الشريط المحتل دون تحقيق اي من اهدافها واسقط اتفاق ١٧ ايار.

توفرت الظروف والشروط النموذجية لتصعيد فعل المقاومة من طراز وطابع جديد يبني على ما تحقق ويتم المسيرة فصعد دور المقاومة الاسلامية بتمويل ايراني وتسليح وحضانة سورية ايرانية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهيمنة امريكا على العالم وانتفاخ راس اسرائيل بأوهام السيطرة والتحكم والقدرة على تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق حلم اسرائيل الكبرى او العظمى والشرق الاوسط الجديد، شكلت المقاومة المتصاعد ندا، وعقدة كأداء للمطامح والمخططات والاوهام الاسرائيلية الامريكية وتمكنت المقاومة من امتلاك زمام المبادرة وارهاق واستنزاف الكيان وعملائه في الجنوب واسقاط سلطة الكتائب و١٧ ايار بعد انتفاضة ٦ شباط ١٩٨٤، وتحرير مناطق واسعة من لبنان من هيمنة عملاء اسرائيل. ثم شكلت حرب نيسان ١٩٩٢ على اثر اغتيال الامين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي ورد المقاومة واستهداف الجليل بالصواريخ محطة انتصارية نوعية، قيدت قدرات إسرائيل وكشفت محدوديتها ثم جاءت حرب ١٩٩٦ وتصاعد قدرات المقاومة الصاروخية وما انتزعه الاسد المفاوض من تفاهمات تموز لتأكد ان خيار المقاومة بات فاعلا ويمثل رد الامه على خيار التفاوض والاستسلام والتحالف مع اسرائيل، وبات الخيار اساسيا وبديلا عن الخيارات الاخرى، واستمر اداء المقاومة يتعمق ويتجذر ويتصاعد حتى الزم اسرائيل في ايار ٢٠٠٠ بالانسحاب من لبنان تحت النار  دون قيد او شرط  وكسر احد اهم قوة اسرائيل الاستراتيجية لفرض شروطها ومصالح الغرب بالاحتلال، وعلى الفور تفاعلت فلسطين مع النصر اللبناني وانتفضت في وجه تدنيس شارون للمسجد الاقصى وتصاعدت اعمال الانتفاضة والمقاومة وبلغت ذروتها في الزام الاسرائيلي بالانسحاب من غزة تحت النار وبلا تفاوض وتحررت غزة وهي جزء عزيز من فلسطين التاريخية في اثبات عملي معاش على الحق وعلى استعادته بالمقاومة وليس بالمساومة والتنازل والتفريط.

كعادتها امريكا العدوانية والمصنعة وبصفتها روح الرأسمالية وحقبتها المتوحشة من الليبرالية لم تستسلم ولا تعقلنت فاملت على كلب حراسة مصالحها الاستعداد والتحضير لحرب تستعيد فيها قوتها وثقتها بنفسها وثقة الغرب بها، وامرتها وقادتها كونداليزا رايس في عدوان ٢٠٠٦ تموز، واطالت الحرب وامدت اسرائيل بجسر جوي واكثر الذخائر تقدما وتدميرا وحداثة الا ان المقاومة وشعبها وحلفها اثبتوا ان الزمن لن يعود الى الوراء وان اسرائيل اعجز من ان تستعيد هيمنتها، وانها اوهن من بيت العنكبوت، ولثلاثة وثلاثين يوما امتدت صليات الصواريخ الى مستوطنه دان وجبل ميرون وعمق الكيان ومدنه ومواقعه، ونجحت بحرية المقاومة بإصابة ساعر  درة البحرية الاسرائيلية، واعلنت سورية جاهزيتها لدخول الحرب ان حاولت اسرائيل التقدم عبر وادي البقاع، ونجح المقاومين بتدمير اسطورة الميركافا٤ واسقطوها عن عرش المدرعات التي كانت توصف بانها دبابة القرن،ط.

بحرب تموز خسرت اسرائيل اخر اوهام عناصر قوتها الاستراتيجية بفرض شروطها بالترهيب بالحرب الخاطفة والنظيفة والصاعقة وفي ارض الخصم وقررت المقاومة ان يدها العليا وانها قادرة وجاهزة لإسقاط اسطورة اسرائيل القوية والقادرة، ومرة ثانية جاوبت غزة الصدى وصمدت وقصفت غلاف المستوطنات والمدن الاسرائيلية في عدوان ٢٠٠٨ والاعتداءات الاربع ونجحت فصائل المقاومة في ٢٠١٤ بتدمير لواء جولاني في حي الشجاعية واسرت جنوده برغم حصارها المديد وتدمير فرص حياة ناسها وتمكنت غزة من مراكمة الخبرات والسلاح وامتلكت الصواريخ الدقيقة وطويلة المدى والمسيرات، ووحدات القتال النخبوية بكامل اناقتها وجاهزيتها، وامطرت اسرائيل وتل ابيب بالصواريخ واسقطت القبة الحديدية، ومقلاع داوود، واسلحة الدفاع الجوي الاسرائيلية، وحققت المقاومة والشعب الفلسطيني قفزة نوعية في المواجهة في جولة سيف القدس العام المنصرم وقد نهض الشعب الفلسطيني وتوحد في فلسطين ال٤٨ والضفة وغزة واللاجئين في وحدة نضالية اكدت ان القضية الفلسطينية قضية وطنية وقومية لا تقبل القسمة او التجزئة او المساومة والتفريط، وان خيار اوسلو والتطبيع والخيانة والتفاوض الى مزابل التاريخ كطريق للتفريط والتصفية اما خيار المقاومة فهو خيار التحرير والنصر يتقدم وتتعاظم قوته وقدرات محور المقاومة في كل الميادين والحروب والمسارح وبيت قصيده وهدفه الاعلى والاوحد تحرير القدس وفلسطين من البحر الى النهر

——–

٦/٧

توازن القوى الاقليمي والعالمي انقلب في صالح محور المقاومة  …

دمشق حجر الرحى وانتصارها في الحرب العالمية العظمى بشارة التحرير من البحر الى النهر…

حققت المقاومة وفصائلها في لبنان وفلسطين، باحتضان واسناد سوري ايراني انجازات نوعية وانتصارات اعجازية. فعوضت عن اختلال التوازنات في البيئة العربية والاقليمية والعالمية بعد ان تفردت امريكا في قيادة العالم وتمكن الليكوديين من البيت الابيض، واصبحت السياسات والمبادرات الامريكية والعالمية في خدمة اسرائيل، وهذه ذروة ما بلغته اسرائيل من هيمنة وتسلط وامتلاك وسائط السيطرة والقوة.

ادركت الدولة العميقة في امريكا بان انتصار ايار ال٢٠٠٠ في لبنان وضع اسس لنهاية الدور الوظيفي لإسرائيل ومعها الادوار الوظيفية لنظم وجغرافيا ثلاثية؛ سايكس بيكو-وعد بلفور-الاتفاق بين الاسرتين الوهابية والسعودية مع بريطانيا. فحزمت امرها اولا في امريكا نفسها وحسمت الانتخابات الرئاسية٢٠٠٠ بشبهة تزوير وانقلاب عبر المحكمة العليا، وفوضت الصقور من المحافظين الجدد دعاة نظرية القرن الامريكي، واطلقت يدها في العالم وفي العرب والمسلمين، فاستخدمت عملية ١١ ايلول ٢٠٠١ ذريعة لإعلان الحرب على العرب والمسلمين بذريعة الحرب العالمية على الارهاب ووصفها بوش الابن بحرب صليبية،، وبادرت امريكا لغزو افغانستان بتغطية من قرارات الامم المتحدة بعد ان اخضعت المنظمات الدولية والدول لقرارات امريكا بلا نقاش، وغزت العراق ٢٠٠٣، بذرائع كاذبة، والدوافع ان الادوات التي كانت اعدت لخدمة المشروعات الغربية قد افلست ولم تعد قادرة فقررت امريكا ان تتولى المسالة بنفسها وعبر العودة الى وسائل الاستعمار القديم بالاحتلال والغزو واعادة بناء وهيكلة الامم والدول واسمت لأفغانستان والعراق منتدبون واداريون امريكيون لإدارتها. وفي مشروعها اسقاط خمسة عواصم والهدف مصر الجائزة الكبرى.

هزمت اسرائيل وباتت عاجزة واصبحت عبئا ثقيلا، فكشفت امريكا توحشها وحشدت جيوشها وحلفائها لتحقيق غاياتها ولحماية اسرائيل، فانقلبت الوظائف سيد الكلب بات يعمل عند الكلب ولخدمته ولتأمينه، وبرغم ما توفر لأمريكا المهيمنة عالميا والعالم كامن وراكد ومذعور من بطشها وهيجانها، وعدوانيتها، ضلت المقاومة بركنيها سورية وايران وبفصائلها على السلاح وفي الميدان. وبادرت سورية لتبني وتامين المقاومة العراقية واحتضانها وفي وسط اسيا تولت روسيا والصين وايران اسناد المقاومة الافغانية فالاحتلال الامريكي لمنصتين هامتين في تقرير مستقبل الاقاليم والتوازنات لعالمية يهدد ايران، ويقيد صعود الصين ويكسر ضهر روسيا، وينهي مشروعها الاوراسي.

ومرة جديدة يمكر التاريخ والجغرافية، فالمشروعات الامريكية عبر اسرائيل وحلف المعتدلين العرب والمسلمين والناتو هزموا في حرب تموز ٢٠٠٦ في لبنان وتكبدت امريكا وحلفها خسائر مهولة في العراق وافغانستان  وسورية لم ترضخ لتهديدات ولشروط كولن باول، ولا ارتهبت لاغتيال الحريري والحملة عليها في بيروت وفرض الانسحاب عليها من لبنان، وايران لم ترفع راية بيضاء جراء تطويقها من العراق وافغانستان ومحاصرتها وفرض العقوبات الحادة عليها، وجهود الخليج لإثارة فتنه مذهبية، وايقنت سورية وايران بان لا مفر من خيار الصمود والمقاومة باي ثمن وبما توفر من امكانات، ومسارح للاشتباك في غزة وفلسطين ولبنان والعراق وافغانستان وحيث توطنت الاحتلالات الامريكية وامكن خلق ساحة اشتباك معها.

تحرير غزة ٢٠٠٥ وحرب ٢٠٠٦ في لبنان شكلت محطة مفصلية حسمت بان خيار المقاومة هو الفاعل والصاعد، وان لا خيار ثان للامه والدفاع عن كرامتها وانتزاع حقوقها ولو استسلم العالم. فأشهرت الدولة العميقة الامريكية صراحة بهزيمتها وفشل استراتيجياتها وتكتيكاتها في تقرير بيكر هاملتون ٢٠٠٦ واعترفت بخسارتها في الحروب والغزوات، وقررت تغير جلدها في امريكا وتغير استراتيجياتها وادواتها ومناطق تركيزها، فتحولت الى اسيا والباسيفيك، وانتدبت اوباما الاسود والأفريقي ولاب مسلم، الى بيتها الابيض، وجال بابتسامته دول العرب والمسلمين مخادعا ومطمئنا، في القاهرة وفي تركيا قرأ آيات من القران الكريم ومد يده الملغومة للمصافحة يخفي مشروعا تدميريا للعرب والمسلمين وجرى تصوير تركيا الاردوغانية بالمعجزة الاقتصادية والاسلامية الوسطية والمعتدلة، وفوضت قطر بدبلوماسية مفخخة بإزاء سورية وايران ومحور المقاومة، وتحولت جزيرتها الى المدافع الاول عن خيار المقاومة، وفوض اردوغان وحمد ال ثان بتنويم سورية على مخدة حرير ورافقهم الرئيس الفرنسي بلغته الرقيقة واناقته، وفي الخفاء كان البنتاغون يعيد تنظيم العلاقة مع القاعدة ويمول ويعد الوية وكتائب الاخوان المسلمين والفصائل الاسلامية المتشددة، واتفقت امريكا مع حركة الاخوان المسلمين العالمية على اعادة هيكلة السيطرة الامريكية الاسرائيل على العرب والاقليم، وانصب الجهد الامريكي في تكثيف العلاقات مع حلف المعتدلين وتمكينهم من العرب والمسلمين، والدبلوماسية الامريكية الخبيثة لاطفت وساومت سورية وايران لتامين الانسحاب الامن من العراق بحفظ ماء الوجه، وعندما عصفت بالعرب الفوضى من بوابات تونس نهاية ٢٠١٠، ولم تك على جدول اعمال واشنطن، وانعتق الشعب من وهم الخوف من القمع والنظم واحتشدت الملايين في الشوارع وهرب بن علي اخطر المشتغلين مع الاجهزة الامريكية الاطلسية منذ كان ملحقا عسكريا في بولندا، واضطر للفرار فالتهبت مصر وانتفضت بمليونياتها تهدر الشعب يريد اسقاط النظام واضطر مبارك لإخلاء الساحة للمجلس العسكري وللمرحلة الانتقالية. ادركت امريكا ان فرصة ذهبية توفرت وربما رمية من غير رامي قد جاءتها على طبق من فضة، وبينما سورية وايران ومحور المقاومة في حال ارتباك وذهول ومفاجأة مما جرى في تونس ومصر والاخريات، نجحت امريكا واجهزتها والناتو وحلفهم مع الاخوان المسلمين وفصائل الارهاب الاسود وقناة الجزيرة في تحوير الجهد والموجه الى ليبيا وتم غزوها والى اليمن لإجهاض صعود انصار الله وتم التركيز على اهم واخطر الاهداف واثمنها والعقدة التي عطلت مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، سورية وقد تهيئت ظروف وبيئات اجتماعية كان الفريق الليبرالي الاقتصادي الذي تولى مواقع ومسؤوليات مؤثرة في بنيتها، اشتغل عليها وفرط بالكثير من قدراتها ومخازينها ودمر القطاع العام ومخزون الغذاء وبدد الاحتياطيات من العملات الصعبة، فاطلق العنان لتحركات تحت عناوين اجتماعية وتلبية حاجات ملحة سرعان ما اسندت وجرى تبنيها ونفخها فتسليحها وزج مئات الاف المسلحين من اركان الكرة الارضية الاربعة وبتمويل وشراكة وادارة مباشرة من مجلس التعاون الخليجي وقطر وتركيا وفرنسا ومن الاردن والعراق ولبنان ومن كل الاتجاهات، وبقيادة امريكية اسرائيلية مباشرة وعلنيه.

باشرت امريكا حملتها القصوى، ومشروعها؛ ان معركة حرب القرن قد ازفت وان اسقاط سورية وتدميرها وتدمير جيشها ودولتها هي الجائزة العظمى والمنصة التي ستوفر لأمريكا استئناف استراتيجياتها لإعادة هيكلة الاقليم والعرب والامساك بعنق تاريخ المستقبل والقبض على القرن الامريكي، فإسقاط سورية يمثل جوهرة وهدف كل الحروب والغزوات الغربية، وتقسيمها او فرض الفوضى المستدامة فيها تؤمن لإسرائيل السيادة والمكانة وتعيد نظم عناصر القوة والسيطرة في العرب والاقليم ما يوفر شروط اسقاط ايران والاطباق على روسيا وتاليا احتواء الصين وجعلها مجرد مصنع ويد منتجة وافواه مستهلكة في عالم احكمت الليبرالية المتوحشة قبضتها عليه لقرن اقله.

وسورية على وعدها وعهدها وقيمها قلب العرب وقبضتهم المرفوعة وراية المقاومة التي لم تنكسها في تاريخها قط.

تحولت الازمة من المطالب الى مسلحين واستهداف المطارات والطيارين ومهندسي الصواريخ والنووي والرادارات، ومقرات الدولة والجيش، وتدخلت تركيا ومجلس التعاون الخليجي وجامعة المستعربين، واستضافت الاردن غرف العمليات والمعسكرات وفتحت الحدود اللبنانية مشرعة، وزجت امريكا بالمسلحين من العراق واحتضنت اعلان داعش، وامنتها في غزوة الموصل وبررت عودتها وحشدت تحالف دولي وانشات القواعد في سورية والعراق بصورة احتلالية واضحة لا لبس فيها. وحجر الزاوية في المخطط اقامة جدار من دولة سنية على الحدود السورية العراقية وانشاء حاجز من الارهابين بين سورية ولبنان، لعزل ومحاصرة قلاع وحصون محور المقاومة والقطع بين بيروت دمشق-دمشق بغداد وبغداد طهران.

زج محور المقاومة بكل قوته وادواته في الحرب العالمية العظمى التي تفرد بإدارتها وخوضها محور المقاومة من لحظة سقوط الاتحاد السوفيتي ونجح في استنزاف وارهاق والحاق الهزائم بإسرائيل واذلالها وكسر كل عناصر قوتها وسطوتها وهزم امريكا وهي مهيمنة عالميا والامم والقارات راكده ومذعورة وخانعة، واعلنها السيد نصر الله انها حرب بين المحورين وامتداد للحروب، وهكذا تحولت سورية الى مسرح الحرب الاقليمية ومع عاصفة السوخوي الروسية ٢٠١٥ تحولت الى العالمية العظمى وتهزم فيها امريكا واحلافها واسرائيل وادواتها وتتحول روسيا الى قوة عالمية قادرة على اخضاع الاطلسي وتحجيم امريكا ويتعاظم المشروع الاوراسي وتصبح ايران دولة نووية وفضائية وصانعة الاحدث انواع السلاح ويتمكن انصار الله من استنزاف وهزيمة السعودية وتحالفها ومجلس التعاون وبامتلاك انصار الله للترسانة الصاروخية والمسيرات، وبإعلان السيد حسن نصرالله هزيمة اسرائيل في المعارك بين الحروب، وامتلاك المقاومة للقدرات لتصنيع المسيرات واختبارها في سماء فلسطين، وامتلاك تقنية تحويل الصواريخ كلها الى دقيقة، تنضج كل الظروف وتتحقق الامكانات وتختل موازين القوى برمتها لصالح محور المقاومة، ولتامين قدرته على تحويل الحرب من تحد الى تحرير فلسطين.

وجرت اشتباكات وتطورات عسكرية ذات اهمية نوعية ودلالات هائلة الاهمية في تقرير موازين القوى بين محور المقاومة والحلف الامريكي الاطلسي الإسرائيلي وادواته تؤكد انحسار قدرات الكيان وحلفه، فقد اختبرت امريكا حرب العقوبات والحصارات واستخدمت كل ما لديها وتملصت منها سورية وايران ولبنان وقررت المقاومة كسر الحصار بتسيير قوافل الامداد النفطي لسورية ولبنان تحت حماية صواريخ المقاومة في لبنان، وخاضت ايران باقتدار حرب الممرات والناقلات وحرب السفن وهزمت فيها امريكا واسرائيل، واسقطت احدث طائرة تجسس امريكية ودكت قاعدة عين الاسد بالصواريخ ردا على اغتيال القائد قاسم سليماني ورفاقه في مطار بغداد. وفي حرب الدبلوماسية والتفاوض اخضعت ايران امريكا في الملف النووي واذلتها وفي الحرب السيبرانية والسرية والاغتيالات صارت يد محور المقاومة هي العليا وصواريخ الحرس الثوري وقعت علنا على نهج مطاردة الموساد والامن الاسرائيلي كما في اربيل كذلك في اذربيجان، ووسط اسيا وتسير قافلة المقاومة الى سبيلها القدس وتحرير فلسطين كلها على خطواتها الواثقة.

في هذه الظروف والتوازنات يمتشق شعب الجبارين السلاح وتنتفض فلسطين من النهر الى البحر وتستعد غزة وتعلن جاهزيتها للدفاع عن الاقصى وشعب فلسطين…

انها الشروط والظروف الموضوعية الموفورة للتحرير الكامل وقد دنت الساعة وثورة الشعب المسلحة الجارية لا خيار لها  الا النصر والتحرير..

——–

٧/٧

تحرير فلسطين امر راهن وايام اسرائيل العادية باتت معدودة…

كيفما قرأت موازين القوى ونتائج التطورات والاحداث والتحولات التي شهدتها فلسطين لجهة الكيان وما ال اليه من ازمة وجودية بنيوية بعد ان افقدته المقاومة  وظائفه ودوره الذي انتدب له، وكلف اوروبا وامريكا اكثر من ١٢ ترليون  دولار، وخسارته لكل واي من عناصر قوته التكتيكية والاستراتيجية العسكرية والمجتمعية، والسياسية، وبات عاجزا عن انتاج حكومة قوية موحدة في اربع انتخابات خلال سنتين، وادارته الحالية في حكومة بنيت الفاقدة للأكثرية والمتصارعة بين فرقائها، وتحول بنيته الى التطرف واليمينية غير العقلانية وانقلاب الهجرة لتصبح معاكسة ويشهد نزوح متسارع لكتل اجتماعية فقدت ثقتها به وتبحث عن ملجا في اوروبا والامريكيتين واستراليا وكندا، وقد فقد كل واي من عناصر دعمه واسناده في البيئة العربية والاسلامية والعالمية” لا يغير من الحقائق احتفالات اعلامية للتطبيع مع الامارات والبحرين والمغرب ومصر فهي مجرد عراضات وحملات ترويجية لأتغي في واقع الحال والموازين”. وجرت كل التحولات في غير صالح استمراره، وسطوته العدوانية، وقد تحول الراي العام العالمي عن اسناده وقبوله  وبات يرى نموذج التطرف والعدوانية ومعاد لحقوق الانسان، وتنشغل النخب الاوروبية عنه بأزماتها الداخلية وتوترات مجتمعاتها وتصاعد نذر الازمات الاقتصادية والاجتماعية الانهيارية بعد جائحة كورونا والنتائج المحققة والمرتقبة للحرب في اوكرانيا، وشان اوروبا الشعوب والنخب شأن الولايات المتحدة المنهكة والمازومة والمتصاعدة توتراتها الاثنية وصراعاتها المجتمعية والاجتماعية، وسيزداد انشغالها عن اسرائيل بنتائج حرب اوكرانيا وما ستكشفه من تحولات عاصفة واهتمامات اكثر اولوية من اسرائيل، وقد بات المجتمع الامريكي والنخبة الحاكمة تتعامل معها على ما قاله ديفيد بترايوس؛ كانت كنزا ثمينا واصبحت عبئا ثقيلا. والشاهد طريقة تعامل ادارة بايدن معها، وقد انحسرت اوهامها واوهام القائلين انها ستجد حماية وتبني من روسيا والصين والقوى الصاعدة، فالأزمة تتصاعد بينها وروسيا التي ملت دلالها واختبرت مناورات زعمائها وكشفتها معادية وعبء في جورجيا وقره باخ وفي اوكرانيا، وتصاعدت الاعلانات والمواقف الروسية التي تتعامل مع اسرائيل كبلطجي محتل للجولان وفلسطين.

على الصعيد  الفلسطيني فقد طال زمانها واختبر الشعب الفلسطيني كل واي من الخيارات والحلول التصفوية التي جربها وعاش وتلمس نتائجها وسقطت الوعود والاوهام حولها، وقاومها ببسالة وصلابة وصبر جاوز ايوب، ولم يلقي السلاح يوما، وانتقلت عتلة القضية والكفاح من المهحر واللجوء الى الضفة وغزة ومن ثم الى فلسطين ال٤٨، وبلغت الحلول التصفوية كلها مالاتها النهائية ولم يعد لها من سند او قوة او حامل فلسطيني او عربي او اقليمي او عالمي.

وفي سياق استعراض التحولات العربية والاقليمية وما عاشته المنطقة والاقليم من حروب واحداث وتطورات يمكن الجزم بالوقائع والاحداث المعاشة غير القابلة للدحض حالتها الملموسة وقد تحولت موازين القوى لصالح خيار المقاومة المحمول على عامودين؛ سورية وايران والمتجذر في الشعوب و الفصائل والساحات وقد افلح منذ سقوط الاتحاد السوفيتي واختلال التوازنات والقوة لصالح اميركا التي اطلقت يد اسرائيل في العرب والإقليم وفي بنية امريكا ذاتها، واستنفذت امريكا واسرائيل التحالفات والاحلاف والحروب بكل اجيالها واستراتيجياتها وادواتها. ونجح محور المقاومة في افشال واستنزاف امريكا وحملاتها الصليبية وغزواتها وحروبها المباشرة وبالواسطة والاجيال الجديدة للحروب واستنزفها وسرع من انفجار ازماتها كما في ٢٠٠٨ وما تعانيه اليوم من ازمات ومخاطر انفجار نموذجها بفعل جائحة كورونا وحرب اوكرانيا، واستنفاذ النموذج المصاب بعطبين قاتلين مولدين للانهيار؛ ازمة التضخم المفرط، والركود الحاد مصحوبان باستنزاف تمويل الحروب والانتشار العالمي الواسع والمكلف وانحسار الفرص جراء المنافسة القاتلة مع اسيا واقتصادها الانتاجي والتقليدي الصاعد وانتقال عتلة التقانة والابداع والاختراعات الى اسيا التي تقدمت على امربكا واوروبا بأجيال في السلاح الفرط صوتي والطائرات الشبحية وال G5، والذكاء الصناعي،  واذلتها ايران في الجو والبحر وفي حرب العقوبات والحصار وفي مفاوضات الملف النووي، والزمتها المقاومة الافغانية وصعود اوراسيا بالانسحاب المذل من افغانستان، واستنزفت اموال الخليج وقدراته في سورية وليبيا والعراق والزمه انصار الله بإنهاء الغزو لليمن بهزيمة نكراء، وقد راكم محور المقاومة الانتصارات المتتالية ولم يخسر حربا واحدة منذ ١٩٧٣، وافرغ ما في جعبة الغرب مجتمعا وامريكا متفردة في ادارة وحكم العالم والعالم واممه وشعوبه صاغرة اما ارتهابا او لنقص في عناصر القوة وللاستثمار بمقاومة العرب والمسلمين المستدامة.

وكيفما قرات التطورات والاحداث الجارية في العالم وبمختلف البيئات والملفات ستتحدث الوقائع والمعطيات الجارية والمعاشة ان تغيرات جوهرية جرت وتتعمق في توازنات القوى وتتثبت حقيقة صعود اوراسيا وتولي روسيا ادارة الحرب مع الاطلسي بضفتيه وفي قلب اوروبا بعزيمة وثقة وقدرات نوعية تستند الى ما تحقق في العرب والمسلمين من انتصارات وانهاك واستنزاف لأمريكا وحلفها وادواتها، والى المستوى المتقدم الذي بلغته الصين اقتصاديا وتقنيا وبالقوة العسكرية، بينما اكدت احداث اوكرانيا صلابة التحالف الروسي الصيني والتحالف المتين مع محور المقاومة بعاموديه وبفصائله، بينما كشفت الحرب هزال الهيمنة الامريكية على العالم وحتى على الحلفاء وقد تمردت اسيا والخليج وامريكا اللاتينية وافريقيا ولم تلتزم املاءات امريكا وعقوباتها على روسيا، وارتباك وتأزم الاتحاد الاوروبي والناتو وتمرد العديد من البلدان على الاملاءات الامريكية والتمنع من التزام الاجراءات الامريكية لمحاصرة روسيا،  وتعصف باقتصاديات الغرب الازمات الهيكلية، وتوفر كل شروط الانهيار الدراماتيكي للنموذج الاقتصادي الرأسمالي بنسخته الاكثر تطورا وعدوانية وتوحشا الذي قادته امريكا وفرضته حيث استطاعت وابتلت الامم والشعوب وخاصة حلفائها ومستعمراتها بمثالبه وستأخذها معها الى الانهيار بسبب النخب والبنى التي تلبرت وتوحشت في مجتمعاتها وافقرتها.

فيما تقدم من معالجات في موضوعات بحثنا المعمق بفقراته ال٦ تقصدنا عرض المعطيات والتحولات ونواتجها بواقعية شديدة وتثبتنا من ان اسرائيل فقدت كل عناصر قوتها وهزمت في كافة الحروب التي خاصتها منذ ١٩٧٣، وخسرت خلفائها وقواعد استنادها في العرب والمسلمين والاقليم وباتت عبئا على رعاتها وهم اصبحوا عاجزبن عن امدادها والقتال عنها ومنشغلين بأزماتهم وحروبهم التي انفجرت في حدائقهم الخلفية وتعصف بمجتمعاتهم.

والثابت المؤكد ان محور المقاومة راكم الانتصارات وامتلك رؤية واستراتيجيات اتت بنتائج مذهلة، وبات على وزن وقدرات نوعية في كل المجالات ولاسيما العسكرية والحربية، والشعب الفلسطيني اكد وحدته الوطنية النضالية الصلبة في سيف القدس ويؤكدها ويعززها في كل يوم من ايام العز الرمضانية، وقد ايقن وتحول بغالبيته الى امتشاق الانتفاضة والمقاومة بالدهس والسكاكين وبالسلاح الناري واستخدامه المتقن والحكيم، وبينما تقف غزة الصابرة والصامدة ومعجزة الامم بالمقاومة والتمكن على جاهزيتها لإسناد الشعب الثائر بالسلاح في الضفة وفلسطين ال٤٨ ومحور المقاومة من اليمن الى ايران والعراق وسورية ولبنان على وعده وجاهزيته وقد صبر كثيرا وتحمل وقاتل ببسالة بانتظار اليوم الموعود.

وكل المؤشرات والارهاصات تقطع بانه استحق وبات راهنا، وقد علق السيد حسن نصرالله الجرس واعلن مرارا ان تحرير القدس والصلاة فيها باتت قريبة، وان الحرب ان وقعت سنحولها الى تحد لتحرير القدس، واعلن ان المقاومة باتت تمتلك سلاح الدفاع الجوي ومصانع للمسيرات النوعية وقد تم اختبارها عمليا واثبتت قدراتها الاستثنائية في مواجهة القبة الحديدية واسلحة الدفاع الجوي الاسرائيلي والطائرات المتطورة وعادت الى قواعدها كما اعلن ان خبراء المقاومة يعدلون كل الصواريخ لتصبح دقيقة وما تحقق في اليمن وفي لبنان وايران وسورية ليس بعيدا عن متناول غزة ولن تعجز الضفة وفلسطين ال٤٨ عن توطينه عندما تدعو الحاجة وتتوفر الظروف.

اما بعد؛

فليقل لنا المحبطون والمهزومون نفسيا والمراهنون على اسرائيل وامريكا والناتو وادواتهم العاجزة والقاصرة في العرب والاقليم  والمتراجعة في العالم على اية اوهام ينامون.

لقد انقلبت الظروف والشروط والبيئات التي توفرت لإنشاء الكيان المؤقت واعلان دولته المسخ وصعودها وتمكنها من القوة والسطوة خاصة في عقد التسعينات من القرن المنصرم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وارتباك العرب واحترابهم وحروبهم لخدمة اسرائيل والمخططات الامريكية والغربية وكل تلك الظروف والمعطيات قد انقلبت الى الضد وليس في الافق او الأزمنة الاتية لقرون ان تعاود الانتظام في صالح اسرائيل والغرب المتوحش. .

قلناها ونشرنا كتابنا عام ٢٠٠٣ الانتفاضة؛ تحرير فلسطين امر راهن وقد تحررت غزة تحت النار وبلا تفاوض وهي من فلسطين التاريخية ٢٠٠٥.

وكتبنا وقلنا بعد حرب ٢٠٠٦ اسرائيل شجرة يابسة في حقل؛ لن تسقط الا بهمة الفلاح او بهبوب عاصفة جارفة والا سينخرها السوس وتسقط من ذاتها….

اسرائيل اليوم نخرها السوس، وتتقاطر مؤشرات على تصاعد همة الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة، والعاصفة تتجمع نذرها في الافاق…

الشعب الفلسطيني في ثورة مسلحة هي الثالثة منذ ١٩٨٧ يجتمع فيها الشعب بكل اطيافه ومناطق انتشاره، وتعود القضية وطنية وقومية وانسانية كحق واجب الانفاذ ولم تعد تقبل المساومة او التفاوض والقسمة.

كيف سيكون التحرير؟ بحرب اقليمية عاصفة وسريعة !! ام بتوسيع مناطق سيطرة المقاومة في الصفة ومناطق ال٤٨ وتحويلها الى حرب مواجهة واستنزاف وتصعيد في قلب فلسطين!! ام يكون بتسارع انهيار النظام والدولة في اسرائيل تحت وقع التطورات والازمات!! وما هي احتمالاته وسيناريوهاته ومتى يتحقق الامل؟. وما هو مستقبل المستوطنين؟ هل يتحقق النموذج الجزائري ام نموذج جنوب افريقيا معدلا بحسب قيم ومنظومات العصر والاقليم؟! وما هو مستقبل فلسطين، والعرب والاقليم…

تلك امور سنعالجها قريبا وكل المعطيات المادية تصادق على خلاصة بحثنا اننا في ايام التحرير وعودة فلسطين من البحر للنهر اصبحت  امر راهن.

انتهى

بيروت؛ ١٨-٤-٢٠٢٢

ميخائيل عوض

خلاصات وتوصيات؛

  • بحسب كل مسارات التاريخ وتجاربه وخلاصاته، وبحسب التحليل العلمي المنهجي الواقعي والملموس، يمكن الجزم بان اسرائيل فقدت كل واي من العناصر واو الشروط والظروف لبقائها واستمرار احتلالها ولممارساتها العدوانية، وتاليا هي في طور الذبول، وقد استنفذت كل واي من عناصر قوتها وحمايتها، وانهيار اسرائيل الجاري سيتم عن احد اسباب وبسيناريوهات كثير كلها تؤكد ان زمن تحرير فلسطين من النهر الى البحر قد ازف.
  • من الاسباب؛ صراعات قبائلها الاربع وحافزيه نتنياهو للعوة الى الحكومة باي ثمن وانهيار حكومة بنت جاري على قدم وساق وعندها تدخل اسرائيل مرحلة العجز وربما الفوضى المجتمعية، والانتخابات التي تعطل قدراتها لغياب الحكومة والوحدة الوطنية ما يؤدي الى تفلت المستوطنين واليمين والتفلت يستدرج ردا وهذا قد يؤدي الى اشتباك مع غزة ومع المحور.
  • المجتمع الاسرائيلي بسبب هجرة الاشكيناز والطبقة الوسطى تحول الى اليمينية والتطرف، والتلمودية، وهؤلاء لاعقل لهم، ولا حسابات براغماتية، ما يحمل على الاعتقاد انهم سيرتكبون حماقة تستدرج عاصفة في فلسطين وتؤدي الى اشتباك واسع ينهي اسرائيل.
  • كثيرة هي الدلائل والمؤشرات على ان ايران وفصائلها قد اعدت العدة وتجهزت لجعل الاسبوع الاخير من رمضان ويوم جمعة القدس” الجمعة الاخيرة” الشرارة لاستدراج اشتباك قد يتحول الى حرب ومن غير المستبعد ان تبدأها الجهاد الاسلامي او اللجان وكتائب الاقصى فقد اصبحت في حاضنة حزب الله وادارته.
  • عجز اسرائيل عن القيام بحملة واسعة لسحق جنين قلعة المقاومة شبه المحررة، واتساع نطاق الاشتباكات المسلحة وتوسيع دائرة سيطرة المقاومة على محافظة جنين ومناطق اخرى من شانه ان يحول المناطق شبه المحررة الى مناطق تدريب واعداد وتسليح وتصنيع صواريخ ومسيرات وتوسيع دائرة سيطرة المقاومة في الضفة وهذه تشد عزيمه وازر فلسطيني ال٤٨ وتقيد حرية عمل واعتداءات المستوطنين والاجهزة الاسرائيلية ما سيحول الضفة الى بؤرة اشتباك مسلح تستنزف وتربك إسرائيل وتعجزها وتبدا عمليات استهداف فلسطين ٤٨ بالقذائف والصواريخ والمسيرات الامر الذي لا تحتمله اسرائيل وستبادر الى محاولات قصف جوي ما يستدرج الحرب مع غزة ولن يكون حزب الله بعيدا عن المشاركة من لبنان.
  • ان شروع إسرائيل تحت ضغط ازماتها ومتغيرات موازين القوى في تقديم تنازلات سيدفع فلسطيني الانتفاضة الى زيادة مناسيب المطالب والتحركات والسلاح، والاحتكاكات مع الحواجز والمستوطنات، وسيمثل اخلاء إسرائيل لحاجز تحت النار او لمستوطنه قوة دفع هائلة للمقاومة لتصعيد ضرباتها.
  • لم يعد لإسرائيل من ادوات في البنية الفلسطينية فالسلطة واجهزتها انكشفت وفشلت وفي طور الانهيار، واذا فعلت ممارساتها ضد الفلسطينيين فاجتياح المقاطعة امر متوقع وعندها ستضطر إسرائيل لتسريع الانسحاب من مدن الضفة وجبالها وهذه نقطة تحول دراماتيكية.

شاهد أيضاً

قائد الجيش استقبل الامين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني

  استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة الامين العام للمجلس …