القُطبة المَخفية ومَاكينة الإنتخاب “سِينْچْر” (Singer)!!

محمد حمادة 

حديثُنا يدور عن هذا المُواطن العادي المُهمّش ذو النِصْف الأهلية القانونية (صاحب الواجبات مُهْمَلُ الحقوق)

البَلِيَّة والنائبة… في انتخابِ النائب والنائبة!

مُقَدِّر، مُقَرَّر على زعماء وسياسيّ هذا الوطن وبعض رجالات الدين، (أعانهم الله على هذا البلاء) وفي كل دورة انتخابية، إعطاء الدروس والعِظات والتكاليف الشرعية بل أحياناً الإلزاميّة والجَبرِيّة وبشكل غير وديّ، في شأن وجوب ذهاب التابعين الأحباب إلى حاويات الإقتراع للإنتخاب!!! تخرج القذيفة من المدفع أذاناً بِدُنُوَّ الإفطار لهؤلاء الأسياد، بعد صيام طويل يقارب الأربع أعوام (تقبل الله صالح الأعمال منهم) فيبدأون بالعَويل والجَلْجَلة والصُداح، والجَلَبَة والصِيَاح لهذا الحدث الوطني الجَلَل والإستحقاق العظيم.
ويبدأ الإستعداد والإستعداء وتغير المزاج وكأننا أمام دورة شهرية لا إنتخابية!
وإذا صادف وجود مواطن تعيس سيء الحظ يُطالب هَفْوَة أو زَلَّة في هذه المناسبة بحقوقه المُغيَّبة مُقابل واجباته، فَهُنا تحديداً تُصبح المُواطَنة “ناقصة الأهلية” وصاحبها من المُصابين بالعِته والسفاهة والغَفلة بل بالجنون أحياناً، ما يُطلق عليه قانوناً أو عُرفاً بعوارض الأهلية!

إحداثيات نَكِرة…

ليس من المهم معرفة أو اختيار ممثل الشعب العتيد، فهذه مسألة محسوبة ومحسومة لدى القَيّم العنيد، فالشخوص جاهزة ومُعلَّبة ولا خلاف عليها، يُضاف لها وعليها بعض المعلوم في الهندسة الوراثيّة والجينوم!
المُعضِلَة تكمن في تلك الحالة التي تنتاب ذاك المواطن آنف الذكر، حين يستعصى عليه فهم بعض الإحداثيات النَكِرة في ما يدور حوله من تحالفات بين شخوص يُبَجِّلها وأخرى يُحَقِّرها، أو إزاحة بيدقاً للنيابة من هنا وإدخال آخر من هناك، هذا عداك عن البَلِيَّة والطامّة في نُتُوء الفتى الأَغر، الخارج للتو من حفْل طُهورِهِ، حاملًا في جعبته “حبله السِريّ” قرباناً منه لعامة الشعب!

هنا لا مفر لهذا المواطن العادي إلا إعطاء بعض المسوِغات والذرائع لهذا المشهد البائس الشائِك، وَكلٌ بما أنعم الله عليه بطبيعة الحال من مَلكة ومخيلة سياسية، وفي حال عجز وأخفق، حينها يَستَل جُملته المَشهورة من غِمدِ المُخيخ الأيسر أو الأيمن لا فرق، ذلك حسب الإنتماء الطائفي طبعًا (أن هناك قطبة مخفية)!!!

أحبائي…… لكم النبأ الهام ونأسف أن نكون أول من يُطلعكم عليه: لا وجود لِقُطَب مخفية، ففي هذا الوطن يتم تطريز وتفصيل الأحداث على مقاس ومقام وهِندام سَادتِها، جهاراً نهاراً ويستخدم لهذا الغرض المكنة الإنتخابية الشهيرة سينچر (Singer) ويتم الإستعانة بحَوافِر الحِرَفيين من الأتباع، لتَحريك عجلة البكرة، لخياطة مُستقبل الرُعاة وأبنائهم فقط، أما الرَعِية فقدرهم أن يبقوا حفاةً عراةً وكحدٍ أقصى ورقة صُبيّر لستر عَوراتِهم.
وملاحظة أخيرة: سينچر (Singer) الجديدة ليست بحاجة إلى مُفتاح لتشغيل مكنتها يدوية كانت أو إنتخابية!!!

وكل قُطبة وأنتم بخير!
محمد حمادة

شاهد أيضاً

بري والحريري وسلام ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وحزبية ونقابية ودينية من مختلف المناطق اللبنانية هنأوا العمال في عيدهم العالمي

إعداد وتنسيق مدير التحرير المسؤول: محمد خليل السباعي توالت ردود الفعل من شخصيات سياسية وحزبية …