كيف الكابيتال كونترول… والتهريبُ ماشي؟

الهام سعيد فريحة

مَنْ يطلعْ على بنودِ مشروعِ الكابيتال كونترول،او ضبطِ التحويلاتِ الماليةِ والذي اقرتهُ حكومةُ العجيبِ بالامسِ،

يُدركُ وعلى اهميةِ الاسبابِ التي تفرضُ المشروعَ، على أيِّ جحيمٍ نحنُ ذاهبونْ…
ويُقالُ ان الدعمَ الذي سيوفِّرهُ صندوقُ النقدِ الدوليِّ للبنانَ سيكونُ مشروطاً اولاً:
بتوافقِ الرؤساءِ الثلاثةِ على خطَّةِ التعافي..
وثانياً:
على إقرارِ مجلسِ النوابِ لقانونِ الكابيتال كونترول قبلَ ان يذهبَ في عطلتهِ الانتخابيةِ.
فهل يقبلُ النوابُ بأن يأخذوا ناخبيهمْ، من دونِ حفظِ اموالهمْ،
ولا معرفةَ مصيرها، الى كارثةٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ ستصيبُ الناسَ والتجارَ معاً،
وتدمِّرُ ما تبقى من صورةٍ هشَّةٍ للاقتصادِ اللبنانيِّ الحرِّ الذي ميَّزَ لبنانَ على مدى قرونٍ، وتُنهي هويةَ لبنانَ الاقتصاديةِ.
***
هلْ انتبهَ “النجيبُ العجيبُ” وبعضُ “جهابذةِ لجانهِ الاقتصاديةِ والاستشاريةِ”، كيفَ يمكنُ لبلدٍ سيادتهُ منقوصةٌ وحدودهُ سائبةٌ بحراً وبراً وجواً،
والتهريبُ مشرَّعٌ على كلِّ الانواعِ،
كيفَ يمكنُ ضبطُ التحويلاتِ الماليةِ، وهل تدمَّرُ المؤسساتِ التجاريةَ اللبنانيةَ والمؤسساتِ العريقةَ لمصلحةِ مهربي الشنطِ والعملةِ السوداءِ.
هلْ سيتحكَّمُ المِزاجُ والنفوذُ والواسطاتُ باعمالِ اللجنةِ التي ستشرفُ على الكابيتال كونترول
بما بمعناهُ الن يُسمحَ لصاحبِ نفوذٍ ان تكونَ لهُ الواسطةُ القويةُ ليحوِّلَ الاموالَ الى الخارجِ، فيما هناكَ تاجرٌ اخرُ غيرُ مدعومٍ، لن تكونَ لهُ الفرصةُ لاستمراريةِ مؤسستهِ وتجارتهِ.
على سبيلِ المثالِ،كيفَ يصرفُ اللبنانيونَ في الخارجِ إذا ارادوا السفرَ، وكيف يدفعونَ ثمنَ التذكرةِ والفندقِ والمصروفِ
إذا لم تكنْ لديهمْ حساباتٌ في الخارجِ،
الاَّ إذا كانَ المطلوبُ:
دفنُ الناسِ وهمْ احياءٌ في البلدِ.
واستطراداً أن المشروعَ ينصُّ على سقفٍ بقيمةِ الفِ دولارٍ اميركيٍّ شهرياً وبالعملةِ اللبنانيةِ.
ما هذهِ النكتةُ او ما هذهِ الوقاحةُ، على ايِّ سعرٍ سيتمُ اعتمادُ الالفِ دولارٍ؟
وكيفَ تكفي الالفُ حتى لو كانتْ على سعرِ خمسينَ مليونِ ليرةٍ لعائلةٍ؟
ليبدأ مصروفها فقط باسعارِ المحروقاتِ المتصاعدةِ عالمياً ومولِّداتِ الكهرباءِ والمياهِ،
حتى لا نتحدثَ على كلفةِ الصحةِ والاستشفاءِ والمدارسِ والأكلِ والشربِ.
قال لنا “النجيبُ العجيبُ” سنكونُ امامَ قراراتٍ مصيريةٍ وصعبةٍ،
ولكنهُ لم يُعرِّف عن نفسهُ “كجلادٍ” يحكمُ مع وزرائهِ على الناسِ بالاعدامِ الجماعيِّ.
“هو مش فارقة معاه”،
لنْ يخوضَ الانتخاباتِ النيابيةَ، وكلُّ اموالهِ في الخارجِ.
فيضعُ وراءَ ظهرهِ اربعةَ ملايينَ لبنانيٍّ، متروكينَ لبطاقاتِ الاعاشةِ وحسناتِ المرشحينَ…
***
الأنكى ان مدةَ الكابيتال كونترول 5 سنواتٍ او ربما تتركُ بلا مهلةٍ زمنيةٍ محدَّدةٍ .
هل هذا ما يستحقهُ شعبيَ العظيمُ؟
هذهِ عيِّنةٌ من كوارثِ عيِّناتِ ما يندرجُ في مشروعِ الكابيتال كونترول .
فلنطردهمْ من الهيكلِ قبلَ فواتِ الاوانِ…!

شاهد أيضاً

غزة وحراك الجامعات الامريكية. الشعوب تتحد وتنهض لوأد العالم الانجلو ساكسوني.

ميخائيل عوض تطورت تشكيلات الوحدات الاجتماعية للبشرية ارتقاء من الجماعات البدائية في المشاعيات الى العائلات …