ايران والتطور الميداني بدلالات استراتيجية

 

رنا العفيف

قصف الحرس الثوري الايراني في اربيل تطور ميداني واضح المعالم بدلالات استراتيجية كبرى ، لتأسيس معادلة الردع الجديدة ، فما هي الإستعدات للقادم على جميع الجبهات ؟ وهل هي رسائل تحذيرية أم تحدي؟

– لا شك بأن جرأة القيادة الايرانية في إعلان مسؤليتها عن الهجوم وعن اهدافه المباشرة والغير مباشرة تأتي ضمن أطر الخلافة السياسية لصمت اسرائيل عن شنها اعتداءات على أهداف ايرانية التي تحضر بقوة في أروقة القرار في المؤسستين السياسية والعسكرية لاسرائيل ، في ظل بيان واضح من جهة لرفع سقف التحدي الايراني أمام اسرائيل التي زعمت خلفه إنكار لفيف وحفيف حول خلفية الهجوم الايراني على مقار للموساد الاسرائيلي التابع لها الذي يضم قادة ومسؤولين اسرائيليين للتخطيط والمؤامرات التي تهدف أمن المنطقة ، وقد أعلنت القيادة الاسرائيلية انتهاجها ضد ايران وقوامها توجيه ضربات مباشرة داخل الجغرافية الايرانية من خلال اسلوب القتل بألف جرح وكان قد اعلن ذلك رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينيت في اكثر من مناسبة والعمل به توفير طوق جغرافي حول ايران يستخدم فيه منصات لمهاجمتها ، فكان للهجوم الصاروخي الايراني رسائل ردعية جديدة تمثل أصحاب القرار في اسرائيل وخارجيتها بقطع رأس الاخطبوط، ردا على تلك الاستراتيجية بتحذيرات واضحة وحاسمة بالنار تطوق الجهات التي تمنح اسرائيل منصات الاعتداء عليها .

وفيما يخص إشارة تبنيه رسم معادلة ردع جديدة أرادت ايران أن تضع حدا للغطرسة الاسرائيلية التي تمادت استخباريا عن طريق استهداف صواريخ الحرس التي دكت في مقر مركز القاعدة الاستخباراتية والأمنية للموساد كمرحلة أولية في حيز تنفيذ الخطة الدقيقة التي اربكت اسرائيل ووضعتها في حالة إرباك من جهة وحالة نكران هذيل من جهة أخرى لتحرض واشنطن على طهران بالرغم من يقينها الذي كان أن حق الرد كان لحزب الله وليس لايران ، فأثبت ايران نفسها بتلك الهجوم لتقول بأن ما من بديل عن نفسها بالرد بما أن البعض تنبأ ذلك ، فجاء الرد الايراني رسميا وصريحا واضحا على العمليات الاسرائيلية ضد مصالح ايران ، لماذا لا تعترف اسرائيل بهذا الرد ؟

اسرائيل لم تكن تتوقع الرد بهذة الطريقة وعلى هذا الموقع تحديدا في اربيل موقع تجسس اسرائيلي ، ولم تكن تتوقع ان الرد سيكون بصواريخ دقيقة ، ولكن ماحصل أن ايران على مايبدو دمجت في عملياتها الصواريخ الدقيقة والمسيرات في ان واحد وحددت سبب الرد في بيان لها ، ليبقى للحساب الاسرائيلي مع ايران وزنه الثقيل ،سواء كانت العملية ردا على اغتيال الشهيد قاسم أو فخري زادة أو ردا على عملية التيفور قبل أيام والتي أودت بحياة جنرالين مختصين في الصواريخ الدقيقة ، فكان لمنطق الاعلام مهم جدا في بيان واضح للحرس الثورة الاسلامي ضمنا وفعلا في ظل حلقات سياسة الفعل وردة الفعل ، لا سيما بأن ايران تحتفظ بالصور حتى إشعار اخر ، وهي ليست المرة الأولى التي يكشف الحرس نشاط الأجهزة الاستخبارية الأمنية الأجنبية متورط في أنشطة تخريبية ، انطلاقا من العراق ، كما وأيضاهي ليست المرة الاولى التي يرد فيها الايرانيون الاعتبار بضربات صاروخية أو نوعية فعلية ، ولكن اللافت للانتباه هنا ، أن مثل هذة الأنشطة التخريبية في بغداد ومنها مراكز متقدمة تطال دول الجوار وتهدد أمنها في المنطقة يثير الجدل في لحظة التطور الميداني او في لحظة سياسية عراقية حرجة نوعا ما وقد تبدو هشة إن كانت داخل الحدود او امتدادها تتجاوز اربيل ، فبغداد لم تمتلك قوة منعها من ان تشكل تهديد لجيرانها ، أين؟ القوة التي توظف حماية سيادتها ،إجمالا العراقيون اعلنوا أنهم لا يقبلون استهداف ايران من موقع اراضيهم ليبقى السر الايراني حاضر في الوجدان إنتقاء الهدف وما ستؤول إليه الأمور في مشهد البقعة الجغرافية العراقية والمنطقة عامة في القادم .

 

شاهد أيضاً

ابراج اليوم توقعات اسرار الابراج: #يسعد_الله_اوقاتكم_بكل_خير #توقعات_الابراج_ليوم_السبت_والله_اعلم

  مواليد اليوم السبت 4 أيار مايو من برج الثور. يتميز مولود اليوم من برج …