تقريرٌ عن كوكب الأرض – رسالةٌ الى صديقةٍ في أبعد سماء

الدكتور نزار دندش

طيرٌ يُغازلُ حبيبتَهُ
منذ الصباح
يدور حولَها
فتدور حول الأغصان
او تختبئ
خلف الأوراق
الزمانُ
في قاموسهما
لا يجري سريعاً
والأعمارُ
ليستْ في الحسبانْ

هرٌّ يمزِّقُ ثوبَ جارتِه
فيصرخانِ
ويكرران الصراخَ
على امتداد المساء
يودِّعانِ شهرَ شباط
في عجلٍ
وكأن الزمانَ
يُزانُ بالميزانْ

وفي الشمال
جيشٌ يبيدُ جيشاً
وشعبٌ يكره شعباً
وعالمٌ يكرهُ هذا وذاك
لكنَّهُ
ينصر ذاكَ على هذا
ويُحرِّضُ هذا على ذاك
ويُصلّي في سرِّه
كي يتخلّصَ
من هذا ومن ذاك
في كلِّ زمانٍ
وكلِّ مكانْ

وفي مضاربِنا :
هذا يسرق هذا
وذاك يسرق ذاك
وذلك يُقوّدُ
على هذا وهذلك وهذاك
… صراعُ الأفعى والثُعبانْ

وفي عواصمِ الليلِ
عفاريتٌ ترسمُ
وتُحرِّضُ البومَ لينعق
والغربان لتنعي
والببغاوات لتُصفِّق
قبل ان تغسل ايديها
علَّ الوساخة تنتشر
وعلَّها
تملأ الكون اتساخا
… ما أبرَعَ الشيطانْ

انه وجه الارض هذا الصباح
وكل شيء على هذا الكوكب
مسموحٌ به
او مُباحْ
… آخرُ طبعةٍ للإنسانْ

الدعارة في السرير
مذمومةٌ
ومُباحةٌ
على الشاشات
وعلى المنابر
وفي المجالس المُغلقة
وفي القاعةِ والصيوانْ

أمّا الأفاعي
فما زالت مميّزةً
وهي الكائنات الحكيمة
السمُّ فيها
للدفاع فقط
وللعلاج احياناً
وهي في الغالبِ
لا تُحبُّ وجه الانسان
لكنها ليست كالحيتانْ

هنا التنوّع يا صديقتي
وهنا التطور يا صديقتي
وهما يصنعانِ النماذجَ
ويُقرِّرانِ مصيرَ الإنسان ْ.

في طفولة العمر
اعتمد الآدميون
على الجمادِ مصدر طاقة
فتقاتلوا وتذابحوا
وحين ارتقوا
ذهبوا الى سوائل البترول
مصدراً
وبعد ان تباكوا وتشاكوا وتناكوا
ذهبوا الى الغاز
ومن الغاز
ما يُسيلُ الدمعَ
ويُبرّرُ القمعَ
ويُفرِّقُ الجمعَ
فيصطدم الاوكران بالشيشانْ

للمادة حالاتٌ ثلاث :
جامدة سائلة وغازية
فماذا بعد ؟
هل بعد الغاز ْ
سيأتي دور الرذاذْ
وبعد البوم
سيأتي
طيرُ البازْ
ام نذهبُ الى
تبويس القزازْ