الخطوة الجريئة للرئيس بوتين جاءت في سياق الدفاع عن أمن بلاده وحقوق شعبه والشعوب المجاورة

بقلم الدكتور جمال شهاب المحسن  

ألف تحية وسلام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم مع جيشه البطل بالعملية العسكرية الخاصة في دونباس و بعض المناطق الأوكرانية من أجل عودة الاستقرار ووقف معاناة السكان هناك والتي تعرضوا لها خلال السنوات الثماني الأخيرة، حيث بقيت روسيا تعتمد على المفاوضات والدبلوماسية خلال السنوات الماضية، ولم تتخذ القرار باستخدام القوة إلا بعد أن  أعلنت السلطات الأوكرانية النازية المدعومة من أسيادها الأميركيين والغربيين عدم التزامها بالاتفاقيات المصدّقة من قبل البرلمان في البلدين ، وبعد أن تقدمت جمهوريتا دونيتسك و لوغانسك بطلبٍ لتقديم الدعم العسكري الروسي .

إنَّ الخطوة الجريئة للرئيس بوتين جاءت في سياق  الدفاع عن أمن بلاده وحقوق شعبه والشعوب المجاورة .. وهي حدث تاريخي واسترتيجي عالمي كبير في مواجهة التوّغل والتمدّد الأميركي والغربي والأطلسي تحت شعارات واهية مضلِّلة ومن خلال أدوات وعملاء يتوهّمون أنَّ محرِّكيهم سيقفون معهم عندما يسقطون … وهناك أمثلة كثيرة على البراغماتية الأميركية أبرزها كيف أذلّت عملاءها عندما اندحرت في فييتنام وكيف أذلّت “كلب حراسة المصالح الأميركية في الخليج” شاه إيران بعد انتصار الثورة الإيرانية … وفي هذا السياق لن ينسى الجميع المشهد الأفغاني في الأمس القريب .      

في “عِزّ” قوتها وغطرستها كانت إمبراطورية الإرهاب العالمي الولايات المتحدة الأميركية تتخلى عن أدواتها وعملائها حين يترنّحون ، فكيف وهيَ ما هيَ عليه من التراجع في المرحلة الراهنة بعد سقوط ” الأحادية القطبية ” الأميركية !.  

 

كم من امبراطويات أفَلَتْ أو في طريقها إلى الأفول بعد سقوطها الأخلاقي وإنْ أوحت بعكس ذلك … وطبعاً الولايات المتحدة الأميركية في طور التراجع وعلى طريق السقوط والأفول ..

ومَن يراهن ويرهَن نفسه لخيار التعلّق بالدور الأميركي لحمايته ول”حل” مشكلاته وأزماته وعُقَده وأحقاده في اوكرانيا وغيرها عليه أن يحضّر نفسه ليوم التخلّي النهائي عنه … وكم تخلّت  الامبراطورية الأميركية  المتهالكة عن كثير من عملائها وأدواتها في المنطقة والعالم !!!!! …

* إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي

شاهد أيضاً

(قبّعة الجبل: لا يُستفرد كالمفرد)

د. محمد مسلم جمعة. يتحفنا الشاعر شوقي مسلماني بجديده دائماً، فهو يطوّع الشعر بوحاً عن …