تقارب بين المرشحين المستقلين على ايقاع سوا.. وصراع على المرشح الارثوذكسي والماروني والبقاع الغربي نحو 5 لوائح

 

أحمد موسى

تحمل الرسالة التي اصدرها تيار المستقبل عقب مغادرة سعد الحريري، في طياتها الكثير من المغامرة، فأفتت بحرمة الترشيح تحت الدمغة الزرقاء وبحرية الخيار من دون بطاقة انتساب، ولا يريد لجماعته ان ينغمسوا بوحول المرحلة، ويضاف الى هذه المرحلة ان الحريري ليس مستعدا لمقارعة بيوت مال انتخابية كبيرة، ستضخ في العملية الانتخابية، وهو الذي اصبح “على باب الله” بالمعنى غير المجازي للكلمة، من هنا “تستفرد” مختلف القوى السياسية، باستثناء “القوى التغييرية” الطامحة لاقتحام البرلمان، فبدأت تعيد حساباتها بعد قرار الحريري تعليق العمل السياسي له ولتيار المستقبل، وعدم خوض الانتخابات.

رغم الارباك الذي لا يزال سيد الموقف يخيم على القوى السياسية والحزبية والمرشحين حتى الان، يبدو ان البقاع الغربي ورشيا باقصى الضروف أمام أربعة لوائح واسوأها خمسة: مجتمع مدني بلائحتين، لائحة الاشتراكي والقوات ومعهم النائب إيلي الفرزلي، الذي تتحدث المعلومات عن تواصلٍ وتلاقٍ حصل خلال الأيام الأخيرة مع قياديين معنيين انتخابياً في القوات و”عفى الله عما مضى”، وسط تقديرات على انظمام النائب محمد القرعاوي إبى اللائحة، ولائحة الغد الافضل الرافضة حتى اللحظة انضمام الفرزلي إليها، في الوقت نفسه أن جسور المقعد الشيعي فيها لا يزال “يتأرجح ويتلاطمه موج الرفض” مع المرشح قبلان قبلان على اللائحة بسبب عوامل عدة وأهمها: كون قبلان من خارج البقلع الغربي ويواجه موجة رفضٍ عارمة على مستوى العائلات في البقاع الغربي ما تسبب بانقسامات داخل كبرى العائلات، ووجود مرشحين آخرين يحضون بثقة وازنة في الشارع الشيعي لا تقل أهمية في التأثير على مستوى الناخبين وتأمين الحاصل، فضلاً عن إصرار قبلان على “رفقة” الفرزلي معه، ما ترك “ندوباً وشرخاً” بين الغد الأفضل وقبلان وما يمثل، وقد نكون امام لائحة خامسة يعمل على بلورتها الوزير السابق جمال الجراح والنائب محمد القرعاوي، اللذان يعملان على بلورة نواة لائحة متحالفة وفق “الضرورة” مع مرشحين مستقلين أو المجتمع المدني.

 

 

المعركة على الارثوذكسي والماروني

ووسط ربط النزاع بين لائحة الغد الأفضل وبين الفرزلي ومحاولة عقد الزواج الماروني بين الفرزلي وقبلان وفرضه (الفرزلي) على اللائحة، ومع الإصرار الرافض له، فإن إمكانية حضوض المرشح “الندّ” جورج عبود على لائحة الغد الأفضل “رفيعة”، وبالتالي لم يعد امام الفرزلي “إلاّ العزوف” عن الترشح مع انتفاء الحريري والمستقبل عن السباق الإنتخابي، وما حضور عبّود الدائم في احتفاليات والمناسبات التي يقيمها الوزير السابق تؤشر إلى ذلك، وسط مقاطعة شاملة للفرزلي لهذه المناسبات واللقاءات، ويرفض جورج عبود لصق عبارة ترشيحه بـ”البالون الإختباري”، مؤكداً “أنه لن ينسحب من هذه المعركة الانتخابية وسوف يخوضها حتى الرمق الاخير” مشيراً إلى أنه “يخوض المعركة للفوز”، وعبّود الذي حرّك محرّكاته على مستوى الدائرة، توشك القراءات غليان الحراك الإنتخابي في دائرة البقاع الثانية موزّعةً على مختلف المقاعد وصوغ التحالفات وولادة اللوائح الغامضة ممزوجةً بنكهة الترشيحات “المفخخة”، وهنا يبرز الصراع الخفي على المقعد الماروني الذي يتصارع عليه تنافساً حاداً بين حليفي الأمس “الوطني الحر” و”السوري القومي الإجتماعي”، فالفريقي الأول يحاول خوض المعركة بمرشحٍ افتراضي غير واقعي “شربل مارون” وبناخبٍ واقعي سيوفر أصواته في صالح المرشح جورج عبود كون خوض المعركة بمرشح مارون وتأمين الحاصل ضعيف، ما يجعله حاضراً بقوة من أجل تأمين “الهزيمة المدوية” للخصم اللدود إيلي الفرزلي، تضيف المصادر أن الوطني الحر يعتبر أن الفرزلي تشكل له “رأس حربة” في معركته الإنتخابية في البقاع الغربي وراشيا، أما الفريق الثاني فلديه مرشح جدّي حتى الساعة هو أنطوان سلوان الذي يقود معركة الحزب السوري القومي الإجتماعي من منطلق إثبات الوجود لما يُشكّل من ثقلٍ انتخابي في القاعدة الشعبية الناخبة.

ووفق معلومات عن قياديين كبار في القوات: قالت “أن لا مرشح لنا على مستوى المقعدين المسيحيين (الماروني والأرثوذكسي) في البقاع الغربي وراشيا وذاهبون الى المقايضة وتبادل الاصوات مع الاشتراكي في الشوف وبعبدا ـ عالية، وهنا تبرز جديّة ورغبة في انضمام القرعاوي إلى لائحة غير مكتملة قوامها تحالفٍ “قوات ـ الاشتراكي ـ مستقلين والمجتمع المدني”.

غربلة أسماء وخلط أوراق

لكن المجتمع المدني الطامح للتغيير وفق القيمين عليه، “يرفضون أي فكرة تحالف مع قوى السلطة وأحزابها”، الأمر الذي وضع التحالفات وتشكيل اللوائح أمام أزمة لوائح مكتملة، لكن هذه الأزمة “ينفيها المرشح علاء الشمالي الذي ووفق مقربين منه يشكل أساس المجتمع المدني وقواه التغييرية ورأس حربة انتخابية أمام الحالة الإنقسامية المعارضة ومرشحي السلطة وأحزابها”.


ووسط هذا الإنقسام القائم في المعارضة وما يسمى بقوى التغيير، فالتغيير المنشود ليس سوى “بالون” يؤمن الحواصل لمرشحي السلطة وسط السهل الممتنع أمام التجاذبات واستحالة الجمع لدى مرشحي المعارضة” الذين يجهدون محاولين جمع ما فرّقته الأحبة، فيعمل المرشح عن أحد المقعدين السنيين المهندس خالد العسكر إلى تشكيل لائحة خليط من إئتلاف المرشحين المستقلين الذين يحملون أفكاراً من بنات أفكار المعارضة قوامها حتى الساعة: خالد العسكر الذي يجمع حوله العشائر العربية، سامي ريشوني عن المقعد الشيعي،

العميد جورج جاسر عن المقعد الماروني وعضو المجلس المذهبي الدرزي شوقي أبوغوش، إنّما ما تمّ إعلانه هو مجرد ورقة سياسية لم تحسم بعد أسماء المرشحين للانتخابات النيابية، حيث تشير التقديرات إلى أنّ الخلافات الداخلية لم تتلاشى مع بروز أكثر من مرشح عن المقعد الدرزي، خاصةً وأن غربلة الأسماء أرخت بضلالها على تشكيل واكتمال اللائحة، حيث توصل الإئتلاف إلى إبقاء مرشحين هما: بهاء دلال وسهيل القضماني، مستبعدين أبوغوش، من هنا لا تزال الغربلة غير محسومة بعد، كما استبعدو “سوا للبنان” بحجّة أنّها مدعومة من رجل الأعمال بهاء الحريري، ما فاقم الخلاف ولم تفض اللقاءات إلى صيغة ترضي جميع القوى والطامحين للترشح باسم الثورة وخوض الانتخابات النيابية، وقالت مصادر في الائتلاف إن الجميع اتفق على فرصة نهائية حتى نهاية شهر شباط لإعلان أسماء المرشحين وفق لائحة واحدة في خلال مهرجان يقام لهذا الغرض وإطلاق الماكينة الإنتخابية.

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …