الحب اعمى.. يقوده الجنون

إعداد: المحامي كميل سلوم

في كل عيد حب لا أجد أرق و أصدق من هذا :

الحب أعمى …… يقوده الجنون !!!!!!!!!
في قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ….
كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا”..
وتشعر بالملل الشديد….
ذات يوم… وكحل لمشكلة الملل المستعصية…
إقترح الإبداع.. لعبة.. وأسماها الإستغماية.. أو الغميضة..

أحب الجميع الفكرة…

وصرخ الجنون : أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ…
أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ…
وأنتم عليكم مباشرة الإختفاء….
ثم أنه إتكأ بمرفقيه..على شجرة.. وبدأ…
واحد… اثنين…. ثلاثة….

وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء..
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر..
وذهب الولع واختبأ … بين الغيوم ….
ومضى الشوق الى باطن الأرض …..

الكذب قال بصوت عال : سأخفي نفسي تحت الحجارة …. ثم توجه لقعر البحيرة..

واستمر الجنون : تسعة وسبعون… ثمانون…. واحد وثمانون..
خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها… ماعدا الحب…
كعادته.. لم يكن صاحب قرار… وبالتالي لم يقرر أين يختفي..
وهذا غير مفاجيء لأحد… فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب..

تابع الجنون: خمسة وتسعون……. سبعة وتسعون….

وعندما وصل الجنون في تعداده الى: مائة ،،،،،،
قفز الحب وسط أجمة من الورد الأحمر .. واختفى بداخلها..
فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا”: أنا آت اليكم…. أنا آت
اليكم….

كان الكسل أول من إنكشف … لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه ..
ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر…
وبعدها.. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس … !!
واشار الجنون على الشوق ان يرجع من باطن الأرض …
وجدهم الجنون جميعا”.. واحدا بعد الآخر ….

ماعدا الحب …

كاد يصاب بالإحباط والبأس .. في بحثه عن الحب …
الى ان اقترب منه الحسد ،،،
وهمس في أذنه :
الحب مختف في شجيرة الورد …
إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ،،،،،، ليخرج منها الحب .
ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب …
ظهر الحب …. وهو يحجب عينيه بيديه ….. والدم يقطر من بين أصابعه …..

صاح الجنون نادما”: يا الهي ماذا فعلت؟..
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟…
أجابه الحب : لن تستطيع إعادة النظر لي ………… لكن لازال هناك ماتستطيع
فعله لأجلي …… كن دليلي …
وهذا ماحصل من يومها ….
…… يمضي الحب أعمى ……… يقوده الجنون !!!!!!!!!!!!!!!!!

و سيبقى دوماً.

شاهد أيضاً

زار على رأس وفد الشيخ قاسم وقدموا التهاني له بذكرى عيد المقاومة والتحرير وبعثوا برسالة للسيد نصرالله

عبد الرازق :”غزة لا تعول على القمم العربية الفاشلة والعاجزة ، بل على الرجال المقاومين” …