علموا أولادكم كيف يحلّون الخلافات والشجارات وحدهم

إعداد: زهراء🌹

عندما تنشأ مشاجرة بين طفلين، فقد يكون من المغري لك أن تحل المشكلة لهم. ومع ذلك، فمن الأفضل تشجيع الأطفال على المشاركة بشكلٍ فعّال في البحث عن حل بأنفسهم. من خلال تخصيص وقت لمساعدة طفلك على إيجاد حل أثناء العراك، فإنك تسمح له بتطوير العديد من المهارات. سيصبح طفلك أكثر استقلالية وإبداعًا في إيجاد الحلول. بالإضافة إلى ذلك، سوف يتعلم التحكم في نفسه في موقف محبط، وهي ستكون ورقة رابحة له لبقية حياته.

تعلم كيفية حل المشاجرات

لكي يتعلم طفلك كيفية معالجة الخلافات، فإنه من المهم تسمية المشاعر التي يمر بها. على سبيل المثال، إذا كان طفلك يريد الكتاب الذي يشاهده صديقه، يمكنك أن تقول له: “تحب أن تحصل على الكتاب، لكن صديقك لم ينته من النظر إليه. ما الحل الذي يمكن أن تجداه معًا؟ “

يعلّم هذا النمط من المشاركة الأطفال الصغار الانضباط الذاتي لأنه يجعلهم يفهمون وجهة نظر الآخرين ويشجعهم على التوقف. شيئًا فشيئًا، يتعلم الأطفال التراجع عن احتياجاتهم من أجل أخذ احتياجات الآخرين بعين الاعتبار. يطورون مهاراتهم في التعرف على مشاعرهم وتلك التي يختبرها الآخرون وتسميتها.

بالإضافة إلى ذلك، يصبح الأطفال أكثر مهارة في حل مشاكلهم مع الآخرين بطريقة سلمية، مما يجعلهم يفخرون بتصرفهم حيال الأمر. لذلك من المهم دعمهم وتشجيعهم في نهجهم حتى لو لم يكن ناجحًا دائمًا. سوف يتعلمون من المثابرة بهذه الطريقة، الأمر الذي سيكون له تأثير مباشر على احترامهم لذاتهم.

بالطبع، قد يكون تطبيق هذا النهج أكثر صعوبة عندما تكون هناك فجوة عمرية كبيرة بين الأطفال. هذه هي الفرصة لتطوير التعاطف لدى الطفل الأكبر سنًا من خلال التوضيح له أنه أيضًا كان مرةً صغيرًا وأنه يجب عليه تعلم المشاركة. يمكنك أيضًا أن تكون بمثابة نموذج يحتذى به من خلال عرض القيام بمبادلة لعبة على سبيل المثال، وهذا حل ملموس يفهمه الطفل الصغير.

عندما لا يتفق طفلان

يتشاجر بعض الأطفال في كل مرة يلتقون فيها تقريبًا. وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال دون سن الثانية يستمتعون باللعب الموازي، أي أنهم يلعبون جنبًا إلى جنب دون التفاعل مع بعضهم البعض. من الشائع بعد ذلك أن ترى مشاكل تتعلق بالإستحواذ خلال هذه الفترة من اللعب، لذا تأكد من وجود ألعاب كافية لكل طفل ليحصل على ما يريد. بعد هذا العمر، نظل نصادف أطفالاً يجدون صعوبة في الإتفاق بين بعضهم البعض. في بعض الأحيان تكون مسألة مزاج وأحيانًا أخرى تكون مسألة اهتمام. امدحهم عندما يلعبون معًا بسلام. أشر إلى نقاط القوة لدى بعضهم البعض حتى يشعروا بالفخر والرضا.

وحده ضد المجموعة

يمكن أن يكون الطفل دائماً في عراك مع الأصدقاء الآخرين في مجموعته. لذلك يجب أن نكون يقظين وأن نتدخل لمنع تكرار الموقف. في الواقع، يمكن أن يكون لهذا الإنعزال تأثير سلبي على تنمية احترام الذات لدى الطفل المرفوض.
كشخص بالغ، يمكنك إبراز نقاط القوة لدى الطفل الذي يجد نفسه في كثير من الأحيان معزولًا من أجل تقديره واهتمام الآخرين بالتواصل معه. أعد أيضًا صياغة تعليقات الأطفال الآخرين اللاذعة لتجنب الرفض بأكثر قدرٍ ممكن. على سبيل المثال، قل: “لا يوجد “بيبي” هنا. بل تقصد أنك أنت الكبير في السن.”
يمكنك التأثير بشكل إيجابي على تفاعلات لعب الأطفال. يتعلم الأطفال من خلال رؤية النموذج الذي يقدمه الكبار.

قم بإشراك الأطفال دون أن تكون متساهلًا

لكي يكون حل الخلاف مقبولًا، يجب أن يكون مناسبًا للأطفال وكذلك البالغين. لذلك يجب ألا تحاول شراء السلام لإنهاء الصراع بشكل أسرع. قد يؤدي ذلك إلى زيادة نوبات الغضب لدى طفلك على المدى الطويل. في الواقع، عندما تكون متساهلًا للغاية، فأنت لا تعلمه أن يتحمل التأخير أو الإحباط، والتي هي عناصر تشكل جزءًا من الحياة في المجتمع. لمعرفة كيفية العيش في إنسجام مع الآخرين، يحتاج الأطفال إلى اختبار مواقف تستدعي منهم النظر في وجهة نظر الآخرين والتكيف وفقًا لذلك. عندما تلبي بشكل مستمر طلبات الطفل، فإنه لا يتعلم أن يأخذ رآي الآخرين في الاعتبار.

شاهد أيضاً

الجميع يتاجر بفلسطين

جمال اسعد  يزخر التاريخ بحوادث ووقائع ميليودرامية تتخطى العقول وتتجاوز المعقول ولكن المشكلة الفلسطينية قد …